مفاجأة داخل مستشفى الملك فهد.. عملية جراحية نادرة تعيد البصر لمريض أربعيني

مستشفى الملك فهد
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في إنجاز طبي فريد من نوعه، تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الملك فهد المركزي ضمن تجمع جازان الصحي من استئصال تشوه وعائي نادر ومعقد يُعرف باسم "الورم الشرياني الوريدي - AVM"، كان متمركزاً في محجر العين والمنطقة المحيطة بها لدى مريض في الأربعين من عمره، في عملية وُصفت بالدقيقة والخطرة.

كان المريض قد وصل إلى المستشفى وهو يعاني من أعراض غريبة ومقلقة، كان أبرزها خروج جزئي للعين اليمنى من محجرها، نتيجة ضغط هائل ناتج عن التشوه الوعائي، ما تسبب في تهديد مباشر للرؤية ووظيفة العين بشكل عام.


إقرأ ايضاً:تنبيه عاجل للمسافرين: المطارات السعودية تحذر من إغلاق المجالات الجويةأسعار الذهب: تصعيد الشرق الأوسط يعيد الذهب إلى قمة الاهتمام العالمي

لم تتوقف الأعراض عند هذا الحد، بل رافق الحالة ارتفاع ملحوظ في ضغط العين، مع ترشح في الشبكية، ما زاد من خطورة الموقف، وفرض على الأطباء ضرورة التدخل السريع والدقيق للحفاظ على بصر المريض ومنع تطور الحالة نحو العمى الكامل.

الفريق الطبي المشرف على الحالة لجأ إلى تقنيات الأشعة التداخلية المتقدمة لتشخيص الحالة بأعلى درجات الدقة، وهو ما أتاح لهم رسم خطة علاجية متكاملة تعتمد على أحدث ما توصل إليه الطب في هذا المجال شديد التخصص.

قاد التشخيص الدقيق الدكتور أحمد النجدي، استشاري الأشعة التداخلية العصبية، الذي أشرف على استخدام أحدث التقنيات الإشعاعية في تحليل وتحديد حجم ومكان التشوه ومدى تأثيره على الأنسجة المحيطة، بما في ذلك العصب البصري والشبكية.

وبعد إعداد خطة دقيقة، تم تنفيذ العملية الجراحية الحساسة بقيادة الدكتور مشعل جريبي، استشاري جراحة قاع الجمجمة وتشوهات الأوعية الدموية الدماغية، الذي تولى المهمة المعقدة في محيط حساس من الدماغ والعين.

استغرقت العملية عدة ساعات من التركيز والعمل المتواصل، وتم خلالها استئصال التشوه الوعائي المعقد بنجاح تام، مع الحفاظ على جميع الأعصاب والأنسجة الحيوية المحيطة، دون تسجيل أي مضاعفات تذكر.

عقب انتهاء الجراحة، لوحظ تحسن فوري في حالة العين، إذ عادت إلى مكانها الطبيعي داخل الحجاج، وبدأت مؤشرات الضغط الداخلي بالتراجع إلى مستوياتها الآمنة، ما أسهم في استعادة العين لوظيفتها الحيوية.

أفاد الفريق الطبي بأن عوامل الخطورة التي كانت تهدد العين والبصر قد زالت تماماً بعد العملية، وبدأت الشبكية في التعافي من آثار الترشح، وهو ما كان له تأثير مباشر على تحسن الرؤية واستقرار الحالة بشكل عام.

غادر المريض المستشفى في حالة صحية جيدة، وهو يتمتع بتحسن واضح في الرؤية وقدرة العين على الاستجابة البصرية، وسط إشادة طبية بقدرة الجسم على التعافي السريع بعد تدخل طبي دقيق ومحسوب.

ويُعد هذا النوع من التشوهات الوعائية نادراً للغاية، وعادة ما يتطلب تدخلاً جراحياً فائق الحساسية، نظراً لتعقيده وموقعه القريب من مراكز حيوية مثل الدماغ والعين، ما يجعل التعامل معه تحدياً حقيقياً حتى لأمهر الجراحين.

النجاح الذي تحقق يعكس حجم الكفاءة الطبية التي يمتلكها مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، ويؤكد قدرة كوادره على التعامل مع حالات معقدة ونادرة بكل احترافية ووفق أحدث البروتوكولات الطبية العالمية.

كما يعكس الإنجاز التزام تجمع جازان الصحي بتوفير رعاية صحية متقدمة وآمنة، ترتقي لتطلعات المرضى وتستجيب لتحديات الواقع الطبي، حتى في أقصى حالاته ندرة أو خطورة.

ويُعد هذا النجاح الطبي خطوة جديدة نحو تعزيز الثقة بالكفاءات الوطنية القادرة على إحداث فرق ملموس في حياة المرضى، ورفع مستوى الخدمات الصحية في مختلف مناطق المملكة، من خلال الاعتماد على مهارات دقيقة وتجهيزات تقنية متطورة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook