رسالة صارمة من المرور السعودي .. ويوضح السبب

في ظل تزايد المخاوف المرتبطة بالحوادث المرورية، أطلقت الإدارة العامة للمرور في السعودية تحذيرًا جديدًا بشأن أحد أكثر السلوكيات خطرًا على الطرقات، مشيرة إلى تصرف لا يزال يتكرر رغم وضوح عواقبه الكارثية.
وقد ركز التحذير هذه المرة على القيادة في الاتجاه المعاكس لحركة السير، واصفًا هذا السلوك بـ"المتهور"، ومؤكدًا أنه لا يشكل تهديدًا للسائق المخالف فحسب، بل يُعرّض حياة مستخدمي الطريق كافة إلى خطر داهم.
إقرأ ايضاً:"عطل مفاجئ" لجوجل كلاود يوثر على خدمات إنترنت ضخمةعاجل: طيران ناس والخطوط السعودية تعيدان تشغيل رحلاتهما لبعض الوجهات
وفي منشور توعوي بثته عبر حسابها الرسمي في منصة "إكس"، شددت الإدارة على أن عكس السير يُعد من أبرز الأسباب المؤدية إلى الحوادث الجسيمة، خاصة في الطرق السريعة التي لا تُسامح بالخطأ.
يذكر أن السلوك الذي ربما يراه البعض طريقًا مختصرًا لتوفير بضع دقائق، قد يتحوّل إلى مأساة تتسبب في فقدان أرواح أو إصابات بليغة، وهو ما دفع الجهات المعنية إلى دق ناقوس الخطر مجددًا بشأنه.
ولم تكن الرسالة التي وجهتها الإدارة العامة للمرور مجرد نصيحة عابرة، بل حملت نبرة تحذيرية تؤكد إصرار الجهات المختصة على وقف هذه الظاهرة، من خلال التوعية والعقوبة معًا.
وأكد المرور السعودي أن التزام السائقين بالأنظمة المرورية لم يعد مجرد واجب قانوني، بل بات ضرورة وجودية لضمان السلامة العامة، فكل مخالفة باتت تُقاس بثمنها من الأرواح لا الغرامات فقط.
وتأتي هذه التحذيرات في سياق خطة شاملة تتبعها الجهات المرورية لرفع الوعي العام بقواعد القيادة، لا سيما في ظل التقارير السنوية التي تشير إلى أن نسبة معتبرة من الحوادث ناتجة عن مخالفات جسيمة يمكن تفاديها.
وبحسب المتخصصين، فإن عكس السير، يُفقد السائق التحكم الكامل بالمركبة، لأنه لا يتوقع الاتجاهات الحقيقية للحركة، كما يُربك الآخرين ويُفقدهم القدرة على اتخاذ القرار المناسب في لحظة الخطر.
ولم يقتصر التحذير على التوعية فقط، بل ترافقه حملات ميدانية ترصد السلوكيات الخاطئة وتطبّق بحقها العقوبات المنصوص عليها، والتي تتدرج من الغرامات المالية إلى الحجز، وربما السجن في حال تسبب الحادث بإصابة أو وفاة.
ويُعد هذا النوع من المخالفات تحديًا أمام الرؤية التي تتبناها السعودية للوصول إلى طرق أكثر أمانًا، تواكب خطط التطوير الحضري والنقل الحديث، الذي يتطلب سلوكًا مروريًا على ذات الدرجة من التحضّر.
والمثير في الأمر أن بعض المخالفين لا يدركون فداحة خطورة ما يرتكبونه، حيث يرى البعض أن القيادة عكس السير في الشوارع الفرعية "مسألة بسيطة"، في حين تُظهر الإحصائيات أن الحوادث المميتة لا تحتاج أكثر من لحظة تهوّر واحدة.
وتسعى الجهات المرورية إلى تثقيف السائقين بلغة الأرقام والمواقف الواقعية، حيث تُعرض باستمرار لقطات لحوادث نجمت عن عكس السير، مما يعطي صورة صادمة لحجم الكارثة التي قد تتكرر في أي وقت.
وبينما تتكثف حملات المرور في الميدان، تؤكد الإدارة أن الوعي الذاتي لدى كل سائق يبقى الخط الفاصل بين النجاة والمأساة، مشيرة إلى أن القوانين وُضعت لتحمي الجميع، وأن كسرها لا يُظهر شجاعة بل يفضح تهورًا غير مبرر.
وفي ظل بيئة مرورية باتت أكثر تنظيمًا، يجد المخالف نفسه في مواجهة مع القانون أولًا، ومع ضميره ثانيًا، لأن الحادث الذي يتسبب فيه ربما يُنهي حياة بريئة، أو يُدخل أسرًا في دوامة من الألم لا تنتهي بسهولة.
فالرسالة كانت واضحة: لا تقُد عكس السير، لا من أجلك فقط، بل من أجل كل من يسير في الاتجاه الصحيح.