مقتل 6 يمنيين في انهيار منجم ذهب عشوائي شمال غربي البلاد

شهدت محافظة حجة اليمنية مأساة جديدة بعدما لقي ستة أشخاص مصرعهم وأُصيب آخر بجروح خطيرة، إثر انهيار صخري مفاجئ في منجم ذهب عشوائي بقرية بني ريبان التابعة لمديرية كشر شمال غربي البلاد، في مشهد يعكس تصاعد ظاهرة التعدين العشوائي في ظل الانهيار الاقتصادي المستمر. هذه الحادثة المفجعة، التي وثقتها مقاطع فيديو تم تداولها على المنصات الرقمية، أعادت إلى الواجهة الحديث عن المخاطر المميتة التي تحيط بمن يعملون في التنقيب غير القانوني باستخدام أدوات بدائية وبدون أي إجراءات سلامة.
وتسببت ظروف الحرب وتفشي البطالة وغياب الرقابة الرسمية في انتشار مناجم الذهب العشوائية في محافظة حجة، خاصة في مديريتي كشر وأفلح الشام، حيث يغامر عشرات الشبان بحياتهم يوميًا داخل الأنفاق المتهالكة أملا في استخراج غرامات قليلة من المعدن النفيس، معتمدين على الحفر اليدوي وبدون أي إشراف فني أو معدات تضمن الحد الأدنى من الأمان. ووفق إفادة الشرطة المحلية، فإن الضحايا الستة سبق أن تم توقيفهم قبل أيام بسبب عمليات حفر غير قانونية، لكنهم أُفرج عنهم بعد توقيع تعهدات بعدم تكرار الأمر.
إقرأ ايضاً:"لست مشاركًا"... الجمعان يعلن موقفه الصادم من أزمات النصرماذا بعد قصف طهران.. المرشد الإيراني يهدد برد عنيف على إسرائيل
وقد أثارت الحادثة موجة واسعة من التفاعل الشعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثير من اليمنيين عن ألمهم تجاه الضحايا، معتبرين ما حدث انعكاسا صارخًا للأوضاع الاقتصادية الكارثية التي دفعت بالشباب إلى مجازفات مميتة. كتب أحد النشطاء قائلا إن "ضيق الحال أجبرهم على حفر كهوف في باطن الجبال لاستخراج فتات من الذهب"، بينما اعتبر آخر أن غياب الدولة وغياب البدائل هو ما يدفع الشباب نحو هذا الطريق اليائس.
وتعالت الأصوات المطالبة بضرورة تنظيم قطاع التعدين في اليمن والاستفادة من الثروات الطبيعية بشكل آمن وعادل، بدلاً من تركها عرضة للاستنزاف العشوائي والمخاطر القاتلة. وأكد متابعون أن جبال اليمن غنية بالخامات المعدنية، ومنها الذهب، لكنها تحتاج إلى استثمارات جدية وتقنيات حديثة وشركات مؤهلة يمكنها استخراج الموارد دون تعريض أرواح اليمنيين للخطر.
وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن اليمن يمتلك أكثر من 20 موقعًا معروفًا بوجود خام الذهب، أبرزها منجم "الحارقة" في مديرية كشر، الذي تشير التقديرات إلى احتوائه على ما بين 30 و50 مليون طن من الصخور الحاوية للذهب، بتركيز يبلغ 1.6 غرام لكل طن. غير أن هذه الثروات ظلت حتى اليوم رهينة النزاع وغياب التنظيم، وهو ما يجعل الحفر العشوائي مصدرًا دائمًا للحوادث المميتة، إلى جانب ما ينجم عنه من تلوث بيئي نتيجة استخدام الزئبق في عمليات فصل الذهب.