الذهب والنفط يرتفعان بدعم من توترات الشرق الأوسط وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

شهدت الأسواق العالمية يوم الأربعاء موجة ارتفاع جماعي لأسعار الذهب والنفط، مدفوعةً بجملة من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي زادت من تقلبات الأسواق وأثارت شهية المستثمرين للملاذات الآمنة، حيث قفزت أسعار النفط بأكثر من 4% مسجلةً أعلى مستوياتها منذ أبريل، في حين واصل الذهب مكاسبه بدعم من تراجع بيانات التضخم الأمريكية.
وسجّل خام برنت ارتفاعًا بنسبة 4.34% ليغلق عند 69.77 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 2.90 دولار، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 3.17 دولار بنسبة 4.88% ليصل إلى 68.15 دولار، وذلك بعد تقارير كشفت عن استعداد واشنطن لإخلاء سفارتها في بغداد، ما عزز المخاوف من تصاعد التوترات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، وفتح الباب أمام مزيد من المضاربات في سوق الطاقة.
إقرأ ايضاً:هل يُمهّد تصعيد إسرائيل الطريق لارتفاعات قياسية في الذهب؟عاجل: الغاء رحلات للخطوط الجوية السعودية وطيران ناس
إلى جانب التطورات السياسية، دعمت عدة عوامل اقتصادية هذا الصعود في أسواق النفط، أبرزها الإعلان عن اتفاق تجاري مبدئي بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى بيانات أظهرت انخفاضًا في المخزونات الأمريكية بأكثر من التوقعات، وهو ما عزز القناعة بوجود توازن مؤقت في العرض والطلب، في ظل استمرار تحالف "أوبك+" في زيادة الإنتاج بوتيرة تدريجية محسوبة.
وفي الأسواق المالية الأخرى، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.1% في المعاملات الفورية ليصل إلى 3324.72 دولارًا للأوقية، بعد أن كان قد سجل مكاسب بلغت 1% خلال جلسة التداول، بينما استقرت العقود الأمريكية الآجلة عند 3343.7 دولار. وجاء هذا الصعود بدعم من بيانات تضخم أمريكية أضعف من المتوقع، وهو ما زاد من ترجيحات الأسواق بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر المقبل، وهو ما يدعم في العادة أصول الملاذ الآمن كالمعادن الثمينة.
ولم يكن الذهب وحده من سجل مكاسب في قطاع المعادن، إذ قفز البلاتين بنسبة 2.9% ليسجل أعلى مستوياته منذ عام 2021، كما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.3% ليبلغ 1074.25 دولارًا، بينما تراجعت أسعار الفضة بنسبة 1.2% إلى مستوى 36.11 دولارًا، في حركة تصحيح بعد ارتفاعات سابقة.
وتأتي هذه التحركات في ظل استمرار المخاوف من انزلاق الأوضاع الجيوسياسية إلى مستويات أكثر توترًا، وسط ترقب المستثمرين لتوجهات السياسة النقدية الأمريكية، ما يجعل الأسواق في حالة ترقب دائم وتذبذب مستمر، حيث أصبح الذهب والنفط وجهتين مفضلتين للمستثمرين الباحثين عن الأمان أو الأرباح السريعة.