92% إشغال فندقي.. المدينة المنورة تتصدر مشهد العيد في السعودية

شهدت المدينة المنورة خلال عطلة عيد الأضحى للعام 1446هـ/2025م إقبالًا استثنائيًا من المواطنين والمقيمين، لتتصدر بذلك قائمة الوجهات الداخلية الأكثر جذبًا في المملكة خلال موسم العيد، مستفيدة من طول الإجازة الموسمية التي امتدت بدءًا من يوم عرفة الموافق الخامس من يونيو.
وقد أسهمت الأجواء الروحانية الخاصة للمدينة، إلى جانب منظومة الخدمات المتكاملة، في تعزيز جاذبيتها كوجهة مفضلة لقضاء أيام العيد في أجواء إيمانية وعائلية في آن واحد.
إقرأ ايضاً:عاجل: الغاء رحلات للخطوط الجوية السعودية وطيران ناسهجوم إسرائيلي على إيران: أسواق النفط العالمية تشهد ارتفاعًا حادًا
وأظهرت بيانات إشغال الفنادق في المدينة المنورة نسبًا لافتة تجاوزت 92%، خاصة في الفنادق والمساكن الواقعة في محيط المسجد النبوي الشريف، ما يعكس مستوى الطلب العالي من الزوار خلال هذه الفترة.
وشهدت حجوزات الإقامة تنوعًا كبيرًا، حيث قدمت منشآت الضيافة باقات متعددة تلبي مختلف التفضيلات، من الفنادق الفاخرة وحتى الشقق الفندقية ذات الأسعار المناسبة، وسط تنافس كبير على توفير خدمات مخصصة لعائلات العيد والمسافرين من خارج المنطقة.
وعلى صعيد الحركة الجوية، سجل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي وصول أكثر من 180 ألف مسافر خلال أيام العيد فقط، ما يعكس الزخم السياحي المتصاعد نحو المدينة.
ويُعد المطار من بين الأكثر نشاطًا في المملكة، إذ استقبل نحو 10 ملايين مسافر خلال عام 2024، وبلغت عدد الرحلات الجوية التي نُفذت عبره أكثر من 72 ألف رحلة، وهو ما أهّله للدخول ضمن قائمة أفضل 50 مطارًا في العالم، وفقًا للتصنيفات الدولية المعنية بقياس كفاءة الأداء وجودة الخدمات.
ولم تقتصر جاذبية المدينة المنورة خلال العيد على الجانب الروحاني فقط، بل تميزت أيضًا بفعاليات ترفيهية وثقافية متنوعة نُظّمت بالتعاون بين وزارة الثقافة وهيئة تطوير المدينة، حيث شملت الفعاليات مهرجانات مخصصة للأطعمة التراثية التي تعكس المطبخ المحلي والهوية الحجازية، إلى جانب أسواق مفتوحة جمعت الحرفيين والفنانين، وعروض حيّة ومناطق مخصصة للأنشطة العائلية، وهو ما أسهم في إثراء تجربة الزائرين وإضفاء طابع ترفيهي نابض بالحياة إلى جانب الأجواء الإيمانية.
وتُعد المدينة المنورة نموذجًا متفردًا للجمع بين السياحة الدينية والثقافية، في بيئة تحرص على توفير الراحة والخدمة رفيعة المستوى لزوارها.
ومع دخول موسم العيد، تكثفت جهود الجهات المعنية لتوفير أعلى معايير التنظيم والخدمات، من حيث النقل العام، وتنظيم الحشود، وتوفير معلومات إرشادية متعددة اللغات، كما تم تعزيز جاهزية القطاعات الصحية والأمنية لضمان تجربة آمنة وسلسة لجميع الزائرين.
ويعكس هذا الموسم الناجح المكانة المتنامية للمدينة المنورة على خارطة السياحة المحلية، باعتبارها وجهة تجمع بين القيم الروحانية العميقة والأنشطة الثقافية النابضة بالحياة، وسط اهتمام متصاعد بتطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمار في قطاعي الضيافة والخدمات.
ويتوقع المراقبون أن تسجل المدينة أرقامًا غير مسبوقة هذا العام في أعداد الزوار وإيرادات السياحة، ما يعزز من دورها الحيوي كمركز ديني وثقافي وسياحي في المملكة.