الذهب يقفز مجددًا وسط غموض الاتفاق الأميركي الصيني واستعداد الأسواق للتضخم

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الأربعاء وسط موجة من الترقب وعدم اليقين، في ظل استمرار الغموض المحيط بالتفاصيل النهائية لاتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى التوجه مجددًا نحو أصول الملاذ الآمن تحسبًا لأي تقلبات اقتصادية قد تطرأ على الساحة الدولية خلال الفترة المقبلة.
وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 2,337.99 دولار للأونصة، فيما صعدت العقود الأميركية الآجلة بنفس النسبة لتسجل 2,359.20 دولار. ويأتي هذا الأداء الإيجابي في وقت ينتظر فيه المستثمرون صدور بيانات التضخم الأميركية التي ستلعب دورًا حاسمًا في توجيه سياسة الفائدة خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي يضع الذهب في مركز اهتمام الأسواق العالمية.
إقرأ ايضاً:رينارد يُعلن قائمة المنتخب السعودي المشاركة في الكأس الذهبية 2025 وسط غياب نجوم الهلال"سعود عبد الحميد يحدد مستقبله الكروي.. وخطوة الهلال تنتظر الحسم!"
وجاء هذا التحرك في السوق بعد إعلان مسؤولين من البلدين عن توصلهم إلى إطار عمل جديد لإحياء الهدنة التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، خلال محادثات جرت في لندن واستمرت يومين. وشمل الاتفاق المقترح خطوات لإزالة القيود التي فرضتها الصين مؤخرًا على صادرات المعادن الأرضية النادرة، فيما ينتظر الجانبان موافقة الرئيسين الأميركي والصيني لتفعيل الاتفاق رسميًا، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
وتأتي هذه التطورات بعد فترة توتر تجاري متصاعد، شهدت خلالها واشنطن وبكين تبادل فرض رسوم جمركية متبادلة في أبريل الماضي، مما فاقم من حالة عدم الاستقرار في الأسواق. وقد ساهمت محادثات جنيف في التمهيد لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، ما فتح نافذة جديدة للتقارب، لكنها لم تُغلق باب القلق بعد.
على صعيد الاقتصاد العالمي، خفّض البنك الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي لعام 2025 إلى 2.3%، في تعديل نزولي بلغ 0.4 نقطة مئوية. وعلل البنك هذا التراجع بتزايد تأثير الرسوم الجمركية واستمرار الضبابية التجارية، معتبرًا أن هذه العوامل تمثل "رياحًا معاكسة قوية" أمام التعافي الاقتصادي في معظم الدول.
وفيما يتعلق ببقية المعادن النفيسة، شهدت الفضة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتسجل 36.52 دولار للأونصة، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 1.4% إلى 1,238.97 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1,070.88 دولار، مما يعكس تحركات متباينة في سوق المعادن مع اختلاف مستويات الطلب والتحوط.