الأسبرين بعد السبعين: هل هو درع واقٍ أم سيف ذو حدين؟ الدكتور النمر يكشف الحقيقة كاملة!

مع التقدم في العمر، تتزايد المخاوف بشأن الأمراض القلبية الوعائية، ويلجأ الكثيرون إلى تدابير وقائية مختلفة، من بينها تناول الأسبرين بشكل يومي. لطالما اعتبر الأسبرين حجر زاوية في الوقاية من الجلطات، ولكن هل تنطبق هذه القاعدة الذهبية على جميع الفئات العمرية، خاصة كبار السن فوق السبعين؟ الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين المرموق، يقدم رؤية طبية حاسمة ومفصلة حول هذا الموضوع الشائك، محذراً من مخاطر قد تفوق الفوائد المرجوة في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
ميزان المخاطر والفوائد: لماذا يختلف الأمر بعد السبعين؟
إقرأ ايضاً:مفاجأة داخل مستشفى الملك فهد.. عملية جراحية نادرة تعيد البصر لمريض أربعينياستبعاد العويس من قائمة الهلال في مونديال الأندية.. وتحديد حراس الزعيم الأربعة
أوضح الدكتور النمر، عبر منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها بفعالية لتوعية الجمهور، أن التوصيات الطبية المتعلقة باستخدام الأسبرين للوقاية الأولية – أي للأشخاص الذين لم يصابوا سابقاً بجلطات – تختلف جذرياً عند تجاوز عتبة السبعين عاماً. ففي هذه السن، يرتفع بشكل ملحوظ خطر حدوث النزيف كأحد الآثار الجانبية الرئيسية للأسبرين. هذا الخطر المتزايد لا يقتصر على النزيف البسيط، بل قد يمتد ليشمل نزيفاً داخلياً خطيراً في الجهاز الهضمي أو حتى نزيفاً دماغياً، وهي حالات قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة وحياة المريض.
وفقاً للدكتور النمر، فإن الدراسات والأدلة العلمية الحديثة تشير إلى أن الفائدة الوقائية للأسبرين في منع الجلطات القلبية أو الدماغية لأول مرة لدى الأشخاص فوق السبعين، قد لا تبرر المخاطر العالية للنزيف المصاحب له. بعبارة أخرى، يصبح الأسبرين في هذه الحالة سلاحاً ذا حدين، قد يكون ضرره أكبر من نفعه. لذا، ينصح عموماً بعدم البدء بتناول الأسبرين بشكل روتيني للوقاية الأولية بعد هذا العمر، إلا بعد تقييم دقيق جداً من قبل الطبيب المعالج للحالة الفردية لكل مريض، مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل الصحية الأخرى.
الاستثناءات الهامة: من يجب عليه الاستمرار في تناول الأسبرين؟
على الرغم من هذا التحذير العام، شدد الدكتور النمر على وجود استثناءات هامة لهذه القاعدة. فالأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي سابق للإصابة بجلطات قلبية (مثل احتشاء عضلة القلب) أو جلطات دماغية، أو من خضعوا لعمليات قسطرة وتركيب دعامات للشرايين، يظلون بحاجة ماسة إلى الجرعات الوقائية من الأسبرين. في هذه الحالات، يعتبر الأسبرين جزءاً لا يتجزأ من الخطة العلاجية المعتمدة، وفوائده في منع تكرار الجلطات تفوق بشكل كبير مخاطر النزيف المحتملة.
بالتالي، فإن نصيحة الدكتور النمر بعدم تناول الأسبرين بعد السبعين لا تنطبق إطلاقاً على هؤلاء المرضى. يجب عليهم الالتزام التام بتعليمات الطبيب المختص والاستمرار في تناول أدويتهم، بما في ذلك الأسبرين، بالجرعات المحددة. إن إيقاف الأسبرين بشكل مفاجئ أو دون استشارة طبية في هذه الفئة من المرضى قد يعرضهم لخطر تكرار الجلطات، وهو ما قد يكون أشد فتكاً.
دور الطبيب في اتخاذ القرار: لا بديل عن الاستشارة المتخصصة
يؤكد الدكتور النمر على أن قرار بدء أو إيقاف تناول الأسبرين، خاصة لكبار السن، يجب أن يكون قراراً طبياً بحتاً، مبنياً على تقييم شامل للحالة الصحية للمريض، وتاريخه المرضي، وعوامل الخطر الأخرى التي قد يعاني منها. لا ينبغي للمرضى اتخاذ هذا القرار بشكل فردي بناءً على معلومات عامة أو نصائح غير متخصصة. إن الطبيب المعالج هو الأقدر على موازنة الفوائد والمخاطر المحتملة، وتحديد ما إذا كان الأسبرين مناسباً للمريض أم لا، وما هي الجرعة المثلى في حال تقرر استخدامه.