سعود الطبية تحذر الحجاج: لا تتجاهل السعال، الحمى، أو الإرهاق بعد العودة!

أصدرت مدينة الملك سعود الطبية، إحدى أبرز مؤسسات الرعاية الصحية في المملكة، مجموعة من الرسائل التوعوية الموجهة إلى حجاج بيت الله الحرام العائدين من أداء مناسك الحج، وذلك في إطار تعزيز الوعي الصحي والوقاية المجتمعية بعد موسم يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا ويضع الجسم تحت ضغط استثنائي.
ودعت المدينة في رسائلها جميع الحجاج إلى إيلاء صحتهم الجسدية اهتمامًا بالغًا خلال الأيام التالية للعودة، ومراقبة أي تغيرات أو مؤشرات غير طبيعية قد تظهر على الجسم، خصوصًا أن بعض الأعراض قد لا تكون عابرة كما يظن البعض.
إقرأ ايضاً:خالد المُبيض: نظام الوساطة العقارية أنهى العشوائية ورفع مستوى السوقالفعاليات السياحية ترفع الناتج المحلي وتنشّط القطاعات الاقتصادية بالمملكة
وشددت المدينة على أن الشعور بأعراض مثل الحمى أو السعال، أو أي علامات إجهاد حاد بعد العودة من المشاعر المقدسة، يُعد مؤشرًا لا ينبغي تجاهله، بل يستوجب مراجعة الطبيب فورًا لتقييم الحالة واتخاذ الإجراء الطبي المناسب.
وأوضحت أن بعض الأعراض الظاهرة بعد أداء المناسك قد تكون دليلاً على الإصابة بأمراض تنفسية معدية، تستدعي العزل الوقائي والعلاج المبكر، لتجنب انتقال العدوى إلى الآخرين، خصوصًا بين كبار السن أو من يعانون أمراضًا مزمنة أو نقصًا في المناعة.
ودعت المدينة الحجاج إلى منح أجسادهم فرصة حقيقية للراحة واستعادة التوازن بعد أداء المناسك، من خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، والامتناع عن أي نشاط بدني مرهق، لا سيما خلال أول أسبوع بعد العودة.
كما أوصت بضرورة شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل لتعويض ما فقده الجسم خلال فترة الحج، والمساعدة على طرد السموم، وتنشيط الدورة الدموية، ولفتت إلى أهمية تناول الغذاء المتوازن، والابتعاد عن الوجبات السريعة أو الدسمة التي قد ترهق الجهاز الهضمي في هذه المرحلة.
وأكدت مدينة الملك سعود الطبية على أن أحد أهم جوانب الوقاية يتمثل في تجنب مخالطة الآخرين في حال الشعور بأي تعب غير معتاد أو عارض صحي مفاجئ، خاصة في الأماكن المغلقة أو التي تشهد تجمعات، وذلك حفاظًا على السلامة العامة ومنع انتقال أي عدوى محتملة.
وأشارت إلى أن الوعي الصحي يجب أن يستمر بعد العودة من الحج، تمامًا كما التزم الحجاج بالتدابير الوقائية خلال أدائهم للمناسك، معتبرة أن رعاية الجسد بعد أداء الفريضة تُعد امتدادًا لعبادة الحفاظ على النعمة، وليست مسألة ثانوية.
ويأتي هذا التحرك ضمن جهود مكثفة يقودها تجمع الرياض الصحي الأول، في إطار خطته المستمرة لتعزيز الثقافة الصحية المجتمعية، ورفع جاهزية الأفراد والمؤسسات في التعامل مع التحديات الصحية الموسمية، لا سيما تلك المرتبطة بالمناسبات الكبرى كالحج.
وتحرص الجهات الصحية في المملكة على توظيف كل الوسائل التوعوية الممكنة، بما فيها وسائل الإعلام، ومنصات التواصل الاجتماعي، لنشر رسائلها الوقائية، والوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين والمقيمين.
وتؤكد مدينة الملك سعود الطبية أن استجابة الأفراد لتوصيات ما بعد الحج تسهم بشكل مباشر في تعزيز صحة المجتمع، وتحد من انتشار الأوبئة الموسمية، خاصة مع عودة مئات الآلاف من الحجاج إلى مختلف مناطق المملكة، وتبقى المسؤولية الفردية جزءًا لا يتجزأ من النجاح في أي جهد وقائي، وهو ما تسعى المؤسسة إلى ترسيخه كنهج صحي دائم يتجاوز حدود موسم الحج إلى الحياة اليومية.