الصحة تُعلن تقديم 200 ألف خدمة صحية متكاملة لضيوف الرحمن في حج 1446هـ
في إنجاز صحي يُضاف إلى سجل المملكة العربية السعودية الحافل في خدمة ضيوف الرحمن، أعلنت وزارة الصحة أن موسم حج 1446هـ شهد تقديم نحو 200 ألف خدمة صحية متكاملة لضيوف الرحمن، وذلك وسط بيئة صحية آمنة وخالية تماماً من أي تفشيات وبائية، هذا النجاح الباهر لم يكن ليتحقق لولا فضل الله، ثم بفضل الإجراءات الوقائية الصارمة والخطط التشغيلية المحكمة التي نفذتها المنظومة الصحية بكامل قطاعاتها، بالتعاون والتنسيق الفاعل مع الجهات المعنية كافة، هذا التنسيق المُحكم يُجسد نموذجاً يحتذى به في إدارة الفعاليات الكبرى.
وأوضحت الوزارة أن هذه الجهود الجبارة تأتي انسجامًا تامًا مع مستهدفات برنامج "تحول القطاع الصحي" و**"برنامج خدمة ضيوف الرحمن"**، وهما ركيزتان أساسيتان ضمن رؤية السعودية 2030 الطموحة، والتي تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وتمكينهم من أداء مناسكهم بأمان وراحة، وجودة رعاية صحية عالية، فالمملكة تُسخر كل إمكانياتها البشرية والتقنية والمالية لضمان صحة وسلامة الحجاج، وتوفير بيئة تُعينهم على أداء فريضتهم بيسر وطمأنينة.
إقرأ ايضاً: كل ما تريد معرفته عن مباراة السعودية وأستراليا.. الموعد والقنوات الناقلة والمعلقونلا مجال للخطأ.. السعودية في "قمة نارية" ضد أستراليا والفوز وحده لا يكفي!
وقد تضمنت الإحصائيات الصحية التفصيلية لموسم الحج أرقاماً تُبهر، وتُشير إلى حجم العمل الهائل الذي قامت به الكوادر الصحية، حيث بلغ عدد المراجعين الذين تلقوا خدماتهم في المراكز الصحية المنتشرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة 109,511 مراجعاً، كما تعاملت أقسام الطوارئ مع 42,949 حالة طارئة، مما يُؤكد على جاهزية المستشفيات والمراكز الصحية للتعامل مع مختلف الحالات الطارئة بكفاءة عالية، وتقديم الإسعافات الأولية والرعاية اللازمة على مدار الساعة، وشهد الموسم أيضاً إجراء 29 عملية قلب مفتوح و311 قسطرة قلبية، وهي عمليات دقيقة تُظهر مدى التقدم في الخدمات التخصصية، وقدرة المنظومة الصحية على التعامل مع الحالات الحرجة والمعقدة في أسرع وقت ممكن.
وفي إطار التحول الرقمي للخدمات الصحية، استفاد 10,430 حاجًا من مستشفى الصحة الافتراضي، وهي مبادرة رائدة تُقدم الاستشارات الطبية والخدمات الصحية عن بعد، مما يُمكن الحجاج من الحصول على الرعاية اللازمة دون الحاجة للتنقل إلى المراكز الصحية، كما تم تقديم 9,001 استشارة طبية عبر الهاتف، مما يُسهل على الحجاج الحصول على المشورة الطبية السريعة والفعالة، وقد بلغ عدد المكالمات الواردة لمركز الاتصال الموحد (937) 27,784 مكالمة، مما يُؤكد على دور المركز كقناة رئيسية للتواصل وتقديم الدعم للحجاج، بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ 1.47 مليون خدمة وقائية عبر المنافذ الحدودية والمطارات، وهي خدمات تُعد خط الدفاع الأول ضد الأمراض الوبائية، وتُسهم في حماية الصحة العامة للحجاج والمقيمين في المملكة.
وأكدت وزارة الصحة أن نجاح موسم الحج صحيًّا هذا العام تحقق بفضل التكامل غير المسبوق بين القطاعات المختلفة، من وزارة الصحة إلى الدفاع المدني، والجهات الأمنية، ووزارة الحج والعمرة، وغيرها من الجهات المعنية، هذا التكامل يُشكل منظومة عمل متناغمة، تعمل بروح الفريق الواحد لخدمة ضيوف الرحمن، كما لعبت التدخلات الوقائية الدقيقة، من خلال برامج التوعية الصحية، والتطعيمات، والرقابة الوبائية، دوراً حاسماً في منع انتشار الأمراض، وهو ما مكّن ضيوف الرحمن من أداء المناسك بكل يسر وطمأنينة، دون تسجيل أي تفشٍ لأمراض وبائية، أو تهديد للصحة العامة، وهو إنجاز يُحسب للمملكة ويُعزز من مكانتها في إدارة التجمعات البشرية الضخمة بفعالية وأمان.
إن هذه الأرقام والإنجازات تُجسد مدى التزام المملكة العربية السعودية بتوفير أفضل مستويات الرعاية الصحية لضيوف الرحمن، وتُظهر القدرات الهائلة التي تمتلكها المنظومة الصحية في التعامل مع التحديات التي تُفرضها كثافة الحشود في موسم الحج، فالمملكة لا تدخر جهداً في توفير أحدث التقنيات الطبية، وتدريب الكوادر البشرية، وتطبيق أعلى المعايير الدولية في مجال الصحة العامة، مما يُعزز من مكانتها كدولة رائدة في خدمة الإسلام والمسلمين، ويُقدم نموذجاً يحتذى به في إدارة الحشود وتوفير الرعاية الصحية في الفعاليات الكبرى على مستوى العالم.