الأرصاد: موسم الحج يغادر فصل الصيف لمدة ربع قرن قادم

في كشف يُعيد رسم ملامح مواسم الحج القادمة، أكد المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد، حسين بن محمد القحطاني، أن موسم حج هذا العام 1446هـ يُعد الأخير الذي يتزامن مع فصل الصيف، هذه المعلومة الجوية تُبشر بتغيير ملموس في الأجواء التي سيُؤدي فيها ملايين المسلمين مناسكهم، مما يُعطي فسحة من الراحة والتيسير لضيوف الرحمن على مدار العقود القادمة.
وأوضح القحطاني أن المواسم الثمانية المقبلة ستنقل الحج إلى فصل الربيع، حيث ستكون الأجواء أكثر لطفاً واعتدالاً، مما سيُخفف من وطأة درجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها مواسم الحج الأخيرة، هذه الفترة الربيعية ستتبعها ثمانية مواسم أخرى ستصادف فصل الشتاء، مما يعني أن الحجاج سيُؤدون مناسكهم في أجواء باردة نسبياً، وهو ما قد يُقدم تجربة فريدة ومريحة للكثيرين، خاصة القادمين من المناطق الحارة حول العالم، بعد هذه الفترتين، ستتجه مواسم الحج نحو الخريف، حيث تتصاعد درجات الحرارة تدريجياً، قبل أن يعود الحج إلى فصل الصيف مرة أخرى بعد نحو 25 عاماً من الآن، هذا النمط الدوري يُشير إلى أن التغيرات المناخية التي تطرأ على موسم الحج هي جزء من دورة طبيعية طويلة الأمد، وليست ظاهرة عشوائية.
إقرأ ايضاً:بوما تُكشف عن قميص الهلال الرسمي لكأس العالم للأندية 2025مفاجأة مدوية: لاجامي ينضم لقائمة الهلال في كأس العالم للأندية
وبيّن القحطاني أن هذا التغيّر الملحوظ في تزامن الحج مع الفصول الأربعة يأتي نتيجة الدورة الزمنية للتقويم القمري، فالحج مرتبط بالتقويم الهجري الذي يعتمد على رؤية الهلال، وهذا التقويم يتقدم بنحو 11 يوماً كل عام مقارنة بالتقويم الشمسي، مما يُفسر سبب تنقل الحج عبر الفصول، هذه الظاهرة الفلكية تُعزز فرص أداء المناسك في أجواء أكثر اعتدالاً خلال السنوات القادمة، وهو ما يُعد عاملاً مهماً في التخطيط لخدمات الحجاج، وتهيئة البيئة المناسبة لهم.
إن تأثير هذا التغيير على تجربة الحجاج سيكون إيجابياً بلا شك، فالحرارة الشديدة في فصل الصيف تُشكل تحدياً كبيراً لكثير من الحجاج، خاصة كبار السن، وذوي الأمراض المزمنة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تُؤدي إلى حالات إجهاد حراري وضربات شمس، ومع انتقال الحج إلى فصول الربيع والشتاء، ستُصبح الأجواء أكثر ملاءمة لأداء المناسك، مما سيُقلل من المخاطر الصحية، ويُمكن الحجاج من التركيز بشكل أكبر على عبادتهم، والتمتع برحلتهم الروحانية.
هذا الكشف يُبرز أيضاً الدور الحيوي الذي يلعبه المركز الوطني للأرصاد في تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول حالة الطقس، والتنبؤ بالظواهر الجوية المستقبلية، هذه المعلومات تُعد أساساً للجهات الحكومية المعنية بالحج، مثل وزارة الصحة، ووزارة الحج والعمرة، والجهات الأمنية، لوضع خططها التشغيلية، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لضمان سلامة وراحة ضيوف الرحمن، فمعرفة الفصول التي سيُصادف فيها الحج على مدى السنوات القادمة يُمكن أن تُسهم في تحسين الخدمات المقدمة للحجاج، وتكييفها مع الظروف الجوية المتوقعة، على سبيل المثال، يُمكن لوزارة الصحة أن تُركز على أنواع معينة من الأمراض المرتبطة بالبرد في فصل الشتاء، أو أن تُعزز من حملات التوعية بشأن الوقاية من نزلات البرد، كما يُمكن لوزارة الحج والعمرة أن تُعد برامج وفعاليات تُناسب الأجواء المعتدلة، مما يُثري تجربة الحجاج.
المملكة العربية السعودية، ومن خلال رؤيتها الثاقبة وتوجيهات قيادتها الرشيدة، تُقدم نموذجاً فريداً في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وهذا التنبؤ بالتغيرات الموسمية للحج يُضاف إلى الجهود المبذولة لضمان تجربة حج آمنة ومريحة، فكل عام، تُبذل جهود جبارة من جميع القطاعات لتوفير بيئة مثالية للحجاج، وهذا التغيير في الفصول سيُقدم فرصة جديدة للابتكار في تقديم الخدمات، وتطوير البنية التحتية لتلبية احتياجات الحجاج في كل فصل.
إن هذا الإعلان يُعد بمثابة بشرى خير لملايين المسلمين حول العالم، ويُعطي أملاً في أن تكون مواسم الحج القادمة أكثر يسراً وراحة، مما سيُمكن المزيد من المسلمين من أداء هذه الفريضة العظيمة، ويُعزز من مكانة المملكة العربية السعودية كقبلة للمسلمين، ورائدة في خدمة الإسلام والمسلمين.