ميزة جديدة في واتساب تتيح تصميم مساعد ذكي حسب الطلب

بدأ تطبيق واتساب خطواته الأولى نحو تحويل تجربة المحادثات إلى مستوى أكثر تخصيصًا وذكاءً، بإطلاقه اختبارًا محدودًا لميزة مبتكرة تسمح بإنشاء روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مباشرةً من داخل التطبيق، تأتي هذه التجربة الجديدة في إطار توجه عالمي متسارع نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في التطبيقات اليومية، حيث تسعى شركة "ميتا"، المالكة لواتساب، إلى وضع بصمتها الخاصة عبر منح المستخدمين أدوات تساعدهم على بناء مساعدين افتراضيين يُلبون احتياجاتهم الشخصية.
الميزة الجديدة التي تحمل اسم "AI Studio" متاحة حاليًا لعدد محدود من المستخدمين ضمن النسخة التجريبية من التطبيق، وتُعد هذه الخطوة تجريبية بحتة، إذ تهدف إلى قياس تفاعل المستخدمين، وجمع الملاحظات حول فعالية الأداة وسهولة استخدامها، ومن أبرز ما يميز "AI Studio" أنها لا تتطلب أي معرفة تقنية متقدمة، بل تقدم واجهة مرشِدة تُمكن المستخدم العادي من إنشاء روبوت محادثة ذكي خاص به، من خلال خطوات بسيطة وتفاعلية.
إقرأ ايضاً:أمانة حفر الباطن: 4 آلاف طن نفايات رفعت أسبوعياً لبيئة أنظفشحن سريع 66 واط وبطارية قوية.. تعرف على ميزات MagicPad 3 القادمة من هونر
وتعتمد التجربة على مفهوم تصميم شخصية للذكاء الاصطناعي، حيث يمر المستخدم بعدة مراحل تبدأ بتحديد "دور" المساعد الافتراضي، مثل أن يكون "مدربًا دراسيًا"، "مساعد سفر"، أو حتى "رفيقًا محفّزًا" يُشجع المستخدم في مسارات حياته المختلفة، بعد ذلك، ينتقل إلى تحديد السمات الشخصية للروبوت، كأن يختار أن يكون هادئًا ومتفكرًا، أو مرحًا وسريع البديهة، أو احترافيًا ويعتمد على المعلومات الدقيقة، هذه التفاصيل تصب في النهاية في تشكيل نغمة التفاعل ولغة المحادثة التي سيعتمدها الروبوت.
وتتشابه هذه المبادرة بشكل لافت مع تجارب أخرى في السوق التقني، مثل GPTs التي أطلقتها OpenAI أو Gems التي تقدمها جوجل ضمن منظومة Gemini، ما يعكس سباقًا محمومًا بين الشركات الكبرى لتقديم نماذج ذكاء اصطناعي قابلة للتخصيص وفق حاجات المستخدمين الدقيقة، غير أن واتساب تحاول أن تتميز بجعل هذه التجربة جزءًا مدمجًا داخل التطبيق، دون الحاجة إلى تحميل تطبيقات خارجية أو استخدام متصفحات ويب.
اللافت أن شركة ميتا كانت قد أطلقت بالفعل نسخة مشابهة من "AI Studio" على الويب، تُستخدم في بيئات أخرى مثل إنستاجرام وماسنجر، وتسمح بإنشاء روبوتات ذكية لأغراض متعددة، لكن التجربة التي يجري اختبارها حاليًا داخل واتساب تشير إلى نية الشركة بدمج هذه القدرات مباشرة في التطبيق الأشهر للدردشة عالميًا، في خطوة قد تفتح آفاقًا جديدة لتفاعل المستخدمين، سواء في الأغراض الشخصية أو حتى المهنية.
ورغم الحماس الكبير الذي أحاط بإعلان هذه الميزة، لم تصدر ميتا بعد أي تفاصيل رسمية حول موعد الإطلاق الكامل للمستخدمين في كافة أنحاء العالم، ويبدو أن الشركة تفضل المضي بحذر، خشية مواجهة أي تحديات تقنية أو مخاوف تتعلق بالخصوصية قد ترافق هذا النوع من الخدمات.
وفي موازاة ذلك، يعمل مطورو واتساب على ميزة أخرى لا تقل أهمية، تتمثل في إمكانية تخصيص أسماء مستخدمين فريدة (Usernames)، تتيح التواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى مشاركة أرقام الهواتف، هذه الميزة تُعد من أكثر المتطلبات طلبًا بين المستخدمين، خصوصًا ممن يبحثون عن مستوى أعلى من الخصوصية أو من يستخدمون التطبيق في سياقات مهنية وتجارية.
من الواضح أن ميتا تسعى إلى إعادة تعريف تجربة استخدام واتساب، بحيث لا تقتصر على التراسل الفوري التقليدي، بل تمتد إلى مساحة أكثر تفاعلية وشخصية، مستفيدة من قدرات الذكاء الاصطناعي في خلق حوارات أكثر فهمًا وسياقًا، وبينما لا تزال هذه الميزات في مراحلها الأولى، فإن أثرها المتوقع على طريقة استخدامنا للتطبيق قد يكون عميقًا، بل وربما يعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والآلة في بيئة التواصل اليومي.