إنفيديا تكشف عن تقنية مستقبلية لتكامل أنظمة الذكاء الاصطناعي

تواصل شركة إنفيديا، الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، دفع حدود الابتكار، بإعلانها عن خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات بشكل أسرع وأكثر كفاءة، فقد كشفت الشركة، خلال مشاركتها في معرض كمبيوتكس للذكاء الاصطناعي المقام في العاصمة التايوانية تايبيه، عن إطلاقها لتقنية متطورة تحمل اسم "إن في لينك فيوجن"، وهي الجيل الجديد من تقنيتها المعروفة "إن في لينك"، المصممة خصيصًا لربط الرقائق ببعضها البعض وتعزيز الاتصال بينها.
ويُمثّل هذا الإعلان تحولًا مهمًا في استراتيجية إنفيديا، إذ إنها لا تكتفي بتطوير التقنية لاستخدامها الحصري، بل تعتزم بيعها لمصنعي الرقاقات الآخرين، في خطوة من شأنها فتح آفاق جديدة لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تعقيدًا وفعالية، وتتيح تقنية "إن في لينك فيوجن" نقل كميات هائلة من البيانات بين الرقائق بسرعة فائقة، ما يساهم في تقليص زمن الاستجابة وتحسين أداء الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي، لاسيما تلك التي تعتمد على وحدات معالجة متعددة.
إقرأ ايضاً:السعودية ترفع جاهزية طرق المدينة لاستقبال الحجاج.. 3000 كم من الإنجازالصحة تُعلن تقديم 200 ألف خدمة صحية متكاملة لضيوف الرحمن في حج 1446هـ
أُعلن عن هذه التقنية الجديدة على لسان الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، خلال حدث أقيم في مركز تايبيه للموسيقى، حيث اختارت الشركة هذه المنصة لتقديم ابتكارها الجديد ضمن فعاليات معرض كمبيوتكس الممتد من 20 إلى 23 مايو، ويعكس هذا الموقع الرمزي التزام إنفيديا بتعزيز حضورها في منطقة آسيا، التي تُعد اليوم مركزًا محوريًا في عالم صناعة أشباه الموصلات.
من جانب آخر، كشفت إنفيديا أن عدة شركات كبرى في مجال التكنولوجيا والرقاقات تعتزم اعتماد تقنية "فيوجن" في منتجاتها القادمة، من أبرزها مارفيل تكنولوجي وميدياتك، إلى جانب شراكات مرتقبة مع كل من فوجيتسو وكوالكوم، ويُعد هذا التعاون متعدد الأطراف مؤشرًا على أن التقنية الجديدة تحظى بقبول واسع داخل مجتمع الابتكار التكنولوجي، وقد تُمهد الطريق لتحولات مهمة في شكل البنى التحتية للذكاء الاصطناعي حول العالم.
رغم هذه القفزة التقنية، لا تزال إنفيديا تواجه تحديات كبيرة في السوق العالمية، خاصة في الصين، فقد صرّح هوانغ في مقابلة حديثة مع الصحفي بن تومسون من موقع ستراتشري، أن شركته تكبّدت خسائر تصل إلى 15 مليار دولار في السوق الصينية وحدها، بسبب القيود التي فرضتها الحكومة الأميركية على تصدير رقائق "H20" المتطورة، وتُظهر هذه الأرقام مدى تأثر الشركات العالمية الكبرى بالتوترات الجيوسياسية، ومدى هشاشة سلاسل الإمداد في قطاع الرقائق المتقدمة.
وتفاقمت هذه التحديات بعد أن أعلنت إنفيديا مؤخرًا أنها ستتحمل رسومًا مالية تُقدر بـ5،5 مليار دولار نتيجة القيود المفروضة على صادراتها إلى الصين، وتُبرز هذه التطورات حجم التأثير السلبي الذي تُحدثه السياسات الحكومية على توجهات الشركات التقنية، خاصة تلك التي تتعامل مع تكنولوجيا تُصنّف على أنها حساسة أو استراتيجية.
وفي خضم هذه التحديات، يبدو أن إنفيديا تسعى إلى تعزيز وجودها العالمي عبر التوسع الجغرافي، حيث أعلن هوانغ ضمن الحدث نفسه، عن خطة الشركة لبناء مقر رئيسي جديد في تايوان، وتحديدًا في الضواحي الشمالية للعاصمة تايبيه، ويأتي هذا القرار في إطار استراتيجية أوسع لتوطين بعض عمليات الشركة في مناطق تعتبرها إنفيديا حيوية لمستقبلها التقني واللوجستي.
ويبدو أن إنفيديا تراهن على أن الجمع بين الابتكار التكنولوجي والتوسع العالمي سيكون مفتاحها للحفاظ على موقعها الريادي، رغم الرياح السياسية والاقتصادية المعاكسة، ومع تزايد الطلب على أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن قدرة الشركة على توفير تقنيات الربط السريع بين الرقائق قد تمنحها الأفضلية في سوق شديدة التنافسية.