جوجل تضع علامة مائية مرئية على فيديوهات الذكاء الاصطناعي "Veo 3" لمكافحة التضليل
في خطوة مهمة تعكس التزامها بالشفافية والمسؤولية في عصر الذكاء الاصطناعي المتطور، أعلنت شركة غوغل مؤخرًا أنها ستضيف علامة مائية مرئية إلى مقاطع الفيديو التي ينشئها نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "Veo 3"، هذا التغيير البصري يهدف إلى تمكين المستخدمين من التعرف بسهولة على المحتوى المُولد بالذكاء الاصطناعي، في ظل تزايد قدرة هذه النماذج على إنتاج فيديوهات فائقة الواقعية.
وقد بات بالإمكان رؤية هذه العلامة المائية الجديدة بالفعل عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، كما ظهرت بوضوح في مقطع فيديو ترويجي من "غوغل" نفسها لإطلاق نموذج "Veo 3" في عدة دول، مما يؤكد على تطبيق هذه السياسة الجديدة بشكل فوري، ويُشير إلى جدية الشركة في التعامل مع تحديات المحتوى الاصطناعي.
إقرأ ايضاً:كريستيانو رونالدو يتصدر قائمة الأعلى أجرا في دوري روشن بفارق ضخم"قبل المونديال" الهلال والنصر يتنافسان على ضم نجم دفاع سبورتينغ إيناسيو
وأعلنت "غوغل" عن هذا التغيير عبر سلسلة تغريدات على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) بواسطة جوش وودوارد، نائب رئيس "مختبرات غوغل" و"غوغل جيميني"، بحسب تقرير لموقع "Mashable" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، هذا الإعلان الرسمي من مسؤول رفيع المستوى في "غوغل" يُضفي عليه أهمية خاصة، ويُبرز أنه جزء من استراتيجية أوسع للشركة.
ووفقًا لوودوارد، أضافت الشركة العلامة المائية إلى جميع مقاطع فيديو "Veo" باستثناء تلك التي تم إنشاؤها باستخدام أداة "Flow" من "غوغل" بواسطة المستخدمين المشتركين في خطة "Google AI Ultra"، هذا الاستثناء قد يثير بعض التساؤلات حول طبيعة استخدام هذه الأداة المتقدمة، وما إذا كانت الفيديوهات الناتجة عنها تحتاج إلى نفس مستوى التمييز البصري.
وتُضاف العلامة المائية المرئية الجديدة إلى علامة "SynthID" المائية غير المرئية والمُدمجة بالفعل في جميع محتوى "غوغل" المُولد بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى كاشف "SynthID Detector"، الذي طرحته الشركة مؤخرًا للمختبرين الأوائل ولكنه غير متاح على نطاق واسع بعد، هذا النهج متعدد الطبقات، الذي يجمع بين العلامات المائية المرئية وغير المرئية، يُظهر حرص "غوغل" على توفير أدوات شاملة للكشف عن المحتوى المُولد بالذكاء الاصطناعي، ويُعزز من قدرة المستخدمين على تمييز الأصيل من المصطنع.
وقال وودوارد إن العلامة المائية المرئية "هي خطوة أولى في سعينا لجعل SynthID Detector متاحًا لعدد أكبر من الأشخاص بالتوازي"، مما يُشير إلى خطة مستقبلية لتعميم أدوات الكشف المتقدمة، وجعلها في متناول جمهور أوسع، وهو ما يُعد ضرورياً لمكافحة انتشار المعلومات المضللة، فبقدر ما تتقدم تقنيات إنشاء المحتوى بالذكاء الاصطناعي، يجب أن تتقدم أيضاً أدوات الكشف عنه.
وفي الأسابيع التي تلت طرح "غوغل" لنموذج "Veo 3" في مؤتمر الشركة السنوي للمطورين، حظي نموذج إنشاء الفيديو الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي باهتمام كبير بفضل مقاطع الفيديو الواقعية للغاية التي يُقدمها، خاصةً أنه قادر أيضاً على توليد صوت وحوار واقعيين، هذه القدرات المذهلة لـ"Veo 3" تُفتح آفاقاً واسعة للإبداع، ولكنها في الوقت نفسه تُثير مخاوف جدية.
لكن التوافر واسع النطاق لنموذج "Veo 3" وواقعيته يُضيفان مستوى جديدًا من خطر انتشار المعلومات المضللة، وفقًا لخبراء في الذكاء الاصطناعي تحدثوا إلى موقع "Mashable" حول هذا الأمر، فمع القدرة على إنشاء فيديوهات تبدو حقيقية تماماً، يصبح من الصعب على المستخدم العادي التفريق بين الحقيقة والخيال، مما يفتح الباب أمام استغلال هذه التقنيات في نشر الأخبار الكاذبة أو التلاعب بالحقائق.
وينبغي أن تقلل العلامة المائية الجديدة من هذه المخاطر، نظريًا، لكن المشكلة الوحيدة التي أثارها الخبراء هي أن العلامة المائية المرئية ليست واضحة لدرجة تمييزها بشكل قاطع، وقال خبير الأدلة الجنائية الرقمية، هاني فريد: "من غير المرجح أن تكون هذه العلامة المائية الصغيرة واضحة لمعظم المستخدمين الذين يتصفحون صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة فائقة"، وهذا يُثير تساؤلات حول مدى فعاليتها في تحقيق هدفها الأساسي، فما لم يعرف المستخدمون كيفية البحث عن العلامة المائية، فقد لا يرونها، خاصةً عند مشاهدة المحتوى على أجهزتهم المحمولة، حيث تكون الشاشات أصغر والتفاصيل أقل وضوحاً.
وقال متحدث باسم "غوغل" لموقع "Mashable" عبر البريد الإلكتروني: "نحن ملتزمون بتطوير الذكاء الاصطناعي بمسؤولية، ولدينا سياسات واضحة لحماية المستخدمين من الضرر وتنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا، أي محتوى يُنشأ باستخدام الذكاء الاصطناعي من غوغل يحتوي على علامة SynthID المائية مُدمجة، كما نضيف أيضًا علامة مائية مرئية إلى فيديوهات Veo"، هذا التصريح يُؤكد على التزام "غوغل" بالتعامل بجدية مع التحديات الأخلاقية والقانونية لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويُشدد على أهمية بناء الثقة مع المستخدمين في هذا العصر الرقمي المتسارع.