واتساب تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بمساعدين افتراضيين ذكيين

واتساب
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

بدأ تطبيق واتساب، المملوك لشركة ميتا، في اختبار ميزة جديدة تتيح للمستخدمين إنشاء روبوتات محادثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في خطوة تشير إلى توجه التطبيق نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق وأكثر تخصيصًا، التجربة الجديدة التي تحمل اسم AI Studio متاحة حاليًا لعدد محدود من المستخدمين ضمن النسخة التجريبية، وتوفر واجهة مرنة وسهلة الاستخدام تُمكن الأفراد من تصميم مساعد افتراضي خاص دون الحاجة لأي خبرة تقنية مسبقة.

الميزة الجديدة تهدف إلى تحويل تجربة الدردشة من مجرد تواصل بشري إلى تفاعل أكثر ذكاءً، حيث يمكن للمستخدم تحديد وظيفة محددة للروبوت الذكي، كأن يكون مدربًا دراسيًا أو مساعد سفر أو حتى رفيقًا لتحفيز الذات، ما يفتح الباب أمام إمكانيات غير محدودة للاستخدام الشخصي والمهني على حد سواء، واتساب تسعى بذلك إلى منافسة خدمات مشابهة من شركات عملاقة مثل GPTs من OpenAI وGems من جوجل Gemini.


إقرأ ايضاً:الصفقة تشتعل: موافقة أوسيمين تشعل نار الهلال ونيران نابولي!بالأمن والتقنية.. المملكة تبرهن على قدرتها في إدارة الحشود

آلية بناء الروبوت داخل AI Studio تبدو مصممة بعناية لتلائم احتياجات كل مستخدم على حدة، إذ تبدأ العملية باختيار الدور الذي سيؤديه الذكاء الاصطناعي، ثم يُطلب من المستخدم تحديد نبرة التفاعل والسمات الشخصية للروبوت، مثل أن يكون هادئًا ومفكرًا، أو مرحًا وحيويًا، أو رسميًا وغنيًا بالمعلومات، وتُستخدم هذه البيانات لتوليد إعدادات ذكية مدمجة تُشكّل طريقة تفاعل الروبوت داخل المحادثات.

وما يميز هذه التجربة أن واتساب تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أصيلًا من التطبيق نفسه، بدلًا من الاعتماد على منصات خارجية، فالواجهة المدمجة في التطبيق تسهّل على المستخدمين تبني الميزة واستخدامها بشكل يومي دون أي تعقيدات، ويبدو أن هذه الرؤية تتناغم مع جهود ميتا الأوسع في تعزيز حضور الذكاء الاصطناعي داخل منصاتها المختلفة، إذ توفر الشركة بالفعل أداة AI Studio على الويب، والتي تُستخدم لإنشاء روبوتات مخصصة تعمل ضمن إنستاجرام وماسنجر.

الميزة، رغم كونها في مرحلة تجريبية، تثير اهتمامًا واسعًا في الأوساط التقنية، خصوصًا أن واتساب يتمتع بقاعدة مستخدمين ضخمة تتجاوز المليارين حول العالم، وتقديم أدوات ذكاء اصطناعي قابلة للتخصيص بهذا الشكل قد يشكل تحوّلًا في طريقة استخدام التطبيق، من مجرد منصة للمراسلة إلى بيئة ديناميكية مدعومة بالتحليلات والاقتراحات الذكية والتفاعل الطبيعي.

وعلى الرغم من عدم إعلان ميتا عن موعد الإطلاق الرسمي للميزة لجميع المستخدمين، فإن التجارب الحالية توحي بأن الشركة تعمل على تحسين الأداء والتفاعل قبل التوسع عالميًا، فمثل هذه المزايا تتطلب اختبارًا دقيقًا لضمان فعاليتها واستقرارها، خاصة مع التحديات المتعلقة بالخصوصية، ودقة ردود الروبوتات، وتناسق التفاعل مع المستخدمين.

وفي الوقت ذاته، يعمل واتساب على ميزة أخرى لا تقل أهمية، وهي إتاحة أسماء مستخدمين فريدة (Usernames) بدلًا من الاعتماد فقط على أرقام الهواتف، هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تعزيز خصوصية المستخدمين، إذ ستسمح لهم بالتواصل دون الكشف عن أرقامهم، مما يمنحهم تحكمًا أكبر في بياناتهم الشخصية ويقلل من احتمالات الإزعاج أو الرسائل غير المرغوب فيها.

تأتي هذه التحسينات كجزء من استراتيجية واتساب المستقبلية لتحويل التطبيق إلى منصة أكثر تكاملًا، لا تقتصر فقط على الرسائل النصية أو المكالمات، بل تتوسع نحو خدمات مخصصة، ذكية، وخاصة بكل مستخدم على حدة، فالدور الجديد للذكاء الاصطناعي في واتساب قد لا يكون فقط في شكل روبوتات مفيدة، بل في إنشاء شبكة تفاعلية تنمو مع الوقت لتفهم وتدعم احتياجات المستخدمين بشكل غير مسبوق.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook