بشرى سارة للمغتربين: السعودية تعلن عن تغييرات جذرية في قوانين الإقامة والعمل

قوانين الإقامة والعمل
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

تتجه المملكة العربية السعودية نحو حقبة جديدة في تنظيم سوق العمل، معلنةً عن تسهيلات كبرى للمغتربين تبدأ مع مطلع العام الهجري الجديد، هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في العلاقة بين العامل والجهة المستضيفة، إذ تهدف إلى تقليص الاعتماد على نظام الكفالة التقليدي الذي لطالما فرض قيودًا قانونية على العمالة الوافدة، ويأتي هذا الإعلان في إطار جهود المملكة المستمرة لتعزيز بيئة عمل جاذبة ومرنة، بما يتماشى مع رؤيتها الطموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

يُعد إطلاق تأشيرة العمل بدون كفيل أبرز ملامح هذه التسهيلات الجديدة، حيث سيتسنى لبعض الفئات الحصول على تأشيرات عمل دون الحاجة إلى وجود كفيل سعودي، هذا التوجه يرمي إلى منح الوافدين مزيدًا من الاستقلالية والمرونة في سوق العمل، ويعكس رغبة المملكة في التحول نحو أنظمة عمل حديثة تتماشى مع المعايير الدولية، من المتوقع أن تساهم هذه التغييرات في استقطاب الكفاءات والخبرات الأجنبية، وتعزيز التنافسية في الاقتصاد السعودي.


إقرأ ايضاً:القحطاني: ارتفاع الحرارة السمة البارزة لمناخ المشاعرتهنئة رسمية من نائب المفتي للقيادة الرشيدة بمناسبة عيد الأضحى

وللحصول على تأشيرة العمل الجديدة دون كفيل، وضعت المملكة مجموعة من الشروط الواضحة لضمان تنظيم العملية وحماية حقوق الجميع، يتوجب على المتقدم أن يكون لديه سجل جنائي نظيف، وأن يحقق دخلًا شهريًا ثابتًا لا يقل عن عشرة آلاف ريال سعودي، كما تُشترط حيازة شهادة جامعية معترف بها داخل المملكة، وأن يمتلك المتقدم خبرة مهنية لا تقل عن خمس سنوات في بعض التخصصات والوظائف المحددة، بالإضافة إلى ذلك، يُلزم الحصول على تأمين صحي ساري المفعول في السعودية، ويجب ألا يكون على الشخص أي مخالفات سابقة لأنظمة الإقامة، هذه الشروط تهدف إلى استقطاب الكفاءات المؤهلة التي يمكنها الإسهام بفعالية في التنمية الوطنية.

وتأتي هذه التسهيلات الجديدة مصحوبة بمجموعة واسعة من المزايا التي ستعود بالنفع على حاملي تأشيرة العمل بدون كفيل، من أبرز هذه المزايا هي الحرية الكاملة في تغيير الوظائف دون الحاجة لنقل الكفالة، مما يمنح العامل مرونة غير مسبوقة في مساره المهني، كما سيُسمح للمقيمين الجدد بامتلاك العقارات داخل المملكة، وهو ما يمثل حافزًا استثماريًا واجتماعيًا كبيرًا، وتتيح التأشيرة أيضًا إمكانية الإقامة طويلة المدى أو حتى الدائمة في مختلف المناطق السعودية، مما يوفر استقرارًا أكبر للوافدين وأسرهم.

تتجاوز المزايا المذكورة مجرد تسهيل الإقامة والعمل، لتشمل إتاحة الفرصة لاستقدام الأسرة والتمتع بنفس الامتيازات الممنوحة للمقيم الأساسي، مما يعزز من جودة الحياة للعائلات الوافدة، كما سيتمتع حاملو هذه التأشيرة بتسهيلات مصرفية واستثمارية مميزة، تهدف إلى تشجيعهم على المساهمة في الاقتصاد السعودي وتنمية استثماراتهم داخل المملكة، هذه الامتيازات الشاملة تعكس التزام المملكة بتوفير بيئة متكاملة تدعم حياة الوافدين المهنية والشخصية.

تتنوع أنواع التأشيرات المتاحة بدون كفيل في السعودية لتلبية احتياجات الفئات المختلفة من المغتربين، تشمل هذه الأنواع الإقامة المميزة، والتي تمنح حامليها مزايا استثنائية للإقامة والاستثمار؛ تأشيرة المستثمر الأجنبي، المخصصة لرواد الأعمال والمستثمرين الراغبين في تأسيس أو توسيع أعمالهم في المملكة؛ وتأشيرة العمل الحر، التي تستهدف أصحاب المهن الحرة الذين يقدمون خدماتهم بشكل مستقل، وأخيرًا، تبرز تأشيرة برنامج الكفالة الذاتية، التي توفر مسارًا جديدًا للعمالة الوافدة لتحمل مسؤولية إقامتهم وعملهم بشكل مباشر، كل نوع من هذه التأشيرات مصمم ليتناسب مع طبيعة عمل ومؤهلات كل فئة، مما يوسع من الخيارات المتاحة أمام المغتربين.

إن هذه التطورات تأتي في إطار سعي المملكة الحثيث لتنويع مصادر دخلها وتقليل الاعتماد على النفط، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، وتؤكد هذه الإصلاحات التزام السعودية ببناء سوق عمل أكثر انفتاحًا ومرونة، قادر على مواكبة التغيرات العالمية واستقطاب أفضل الكفاءات من جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوات في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة للعمل والاستثمار في المنطقة.

بشكل عام، تمثل هذه الإجراءات الجديدة خطوة مهمة نحو تحديث الأنظمة والقوانين التي تحكم سوق العمل في المملكة، وتوفير بيئة أكثر جاذبية واستقرارًا للعمالة الوافدة، إنها تعكس رؤية المملكة الثاقبة نحو مستقبل مزدهر، حيث يتم تمكين الأفراد والاستفادة القصوى من الطاقات البشرية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook