700 عامل و24 آلية: جهود بلدية جبارة تضمن نظافة منشأة الجمرات على مدار الساعة
في مشهد يُجسد أقصى درجات التكامل الخدمي والتفاني في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج، تواصل أمانة العاصمة المقدسة تنفيذ خطتها الميدانية الطموحة في منشأة الجمرات، التي تُعد أحد أكثر المواقع ازدحاماً وحيوية خلال أيام التشريق، حيث تُسخر الأمانة جهوداً جبارة من خلال فرق عمل ضخمة تضم 700 عامل نظافة، بالإضافة إلى استخدام أكثر من 24 آلية ومعدة تعمل على مدار الساعة، وذلك لضمان نظافة وسلامة الموقع بشكل مستمر، وتوفير بيئة صحية ومريحة للحجاج لأداء نسك رمي الجمرات بيسر وطمأنينة.
ويُعد مركز خدمات منشأة الجمرات من أهم المراكز البلدية في المشاعر المقدسة على الإطلاق، وذلك نظراً لما يشهده من كثافة بشرية متواصلة على مدار الساعة خلال موسم رمي الجمرات، خاصة في اليوم العاشر من ذي الحجة، الذي يُعد يوم النحر والرمي الأكبر، وطوال أيام التشريق التي يكمل فيها الحجاج رمي الجمرات الثلاث، هذه الكثافة البشرية تتطلب استعدادات استثنائية وجهوداً مضاعفة للحفاظ على النظافة العامة والصحة البيئية في الموقع.
إقرأ ايضاً:تهنئة رسمية من نائب المفتي للقيادة الرشيدة بمناسبة عيد الأضحى"وقاية" في الميدان.. وحدات صحية متنقلة تحمي الحجاج على مدار الساعة
وأوضح المهندس صافي حسن الياسي، رئيس مركز خدمات الجمرات، أن المركز يُشرف بشكل مباشر على تنفيذ أعمال النظافة والإصحاح البيئي بشكل مستمر ودوري، لضمان أعلى معايير النظافة والصحة العامة، إلى جانب التأكد الدائم من خلو الممرات على جسر الجمرات من أي عوائق قد تُعيق حركة الحجاج، وتُعيق انسيابية السير، مما يُسهم في تفادي الازدحام والحفاظ على سلامة الحشود الكبيرة، وهذا الإشراف المباشر يُبرز دقة التخطيط والتنفيذ في إدارة هذه المنشأة الحيوية.
وقال الياسي، في تصريحاته، إن الأمانة تُنفذ خطة ميدانية شاملة وكاملة الأركان، بمشاركة هذا العدد الضخم من العمال البالغ 700 عامل، وأكثر من 24 معدة نظافة متعددة الأنواع والأحجام، بما يتناسب مع طبيعة المهام المختلفة، كل ذلك يتم بإشراف مباشر من فرق الأمانة المتواجدة على مدار الساعة، لضمان تقديم خدمات بلدية عالية المستوى تُناسب قدسية المكان وأهمية المناسبة، مؤكداً على أن هذه الجهود ستستمر بلا انقطاع حتى مغادرة آخر حاج لمشعر منى في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة بإذن الله، مما يضمن بيئة نظيفة ومريحة للحجاج طوال فترة تواجدهم في المشاعر.
وأكد المهندس الياسي أن الجهود البلدية تُركز بشكل أساسي على توفير بيئة صحية وآمنة لحجاج بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن فرق الأمانة تعمل بكفاءة عالية، وتنسيق تام مع جميع الجهات الأخرى المشاركة في منظومة الحج، مثل وزارة الصحة، وقوات الأمن، والدفاع المدني، وغيرها، كل ذلك بهدف تقديم أفضل مستوى من الخدمات البلدية في موقع يُعد من أكثر نقاط الحج حيوية وكثافة، مما يُجسد روح التعاون والتكاتف بين جميع القطاعات لضمان نجاح موسم الحج وتحقيق أعلى مستويات الراحة والأمان لضيوف الرحمن.
إن هذه الأرقام والتفاصيل تُظهر حجم الالتزام والتفاني الذي توليه المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وتُبرز القدرات التنظيمية الهائلة التي تمتلكها في إدارة الحشود الكبيرة، وتحويل التحديات اللوجستية إلى فرص لتقديم خدمات نموذجية، مما يُعزز من مكانتها كمركز للعالم الإسلامي، ورائد في تنظيم أكبر تجمع بشري سنوي في العالم.