وزارة البيئة بالمدينة المنورة تُطلق حملة "أضحيتي" لإرشاد المستهلكين لاختيار الأضحية السليمة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث تتجه الأنظار نحو شعيرة الأضحية التي تُعد من أهم المناسك الدينية، أطلق فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة المدينة المنورة حملة توعوية نوعية تحمل عنوان "أضحيتي"، تهدف هذه الحملة إلى رفع الوعي لدى المستهلكين حول الأسس الصحية لاختيار الأضاحي، وضمان سلامتها من الأمراض، مما يُسهم في حماية الصحة العامة وتحقيق المقاصد الشرعية والاجتماعية لهذه الشعيرة العظيمة.
وتشمل الحملة جوانب متعددة ومتكاملة، تبدأ بتنفيذ زيارات ميدانية مكثفة إلى أسواق المواشي والمجمعات التجارية في المدينة المنورة، هذه الزيارات تهدف إلى التواصل المباشر مع المواطنين والمقيمين، حيث يقدم المختصون والأطباء البيطريون إرشادات عملية وتوعوية دقيقة، تتضمن الشروط الصحية الأساسية التي يجب توافرها في الأضحية، مثل خلوها من العيوب الشرعية والأمراض الظاهرة، وتُشرح لهم طريقة التحقق من عمر الأضحية بطرق علمية مبسطة، وكيفية التمييز بوضوح بين المواشي السليمة والمريضة، مما يُمكن المستهلك من اتخاذ قرار شراء سليم ومدروس.
إقرأ ايضاً:على مدار الساعة "التحلل من النسك" خدمة استثنائية في المسجد الحرام!سلمان الفرج: فكرت في الاعتزال.. لكن كرة القدم أقوى
وفي سياق متصل، تتضمن المبادرة إقامة معرض توعوي داخل إحدى المزارع السياحية المعروفة في المنطقة، هذا المعرض يُعد نقطة جذب مهمة، حيث يهدف إلى استقطاب الزوار من مختلف الفئات، ويُقدم لهم معلومات مبسطة ومطويات إرشادية قيمة حول الأضاحي، إلى جانب توزيع هدايا رمزية تُعزز من رسائل الحملة وتُرسخ المعلومات في أذهان المستفيدين، هذا التنوع في أساليب التوعية يُسهم في وصول الرسالة إلى شريحة أوسع من المجتمع، ويجعل من عملية التعلم تجربة ممتعة ومفيدة.
ويركز القائمون على الحملة بشكل خاص على شرح الأساليب السليمة لحفظ اللحوم وتفادي التسمم الغذائي، وهي نقطة بالغة الأهمية لضمان سلامة الأسر بعد ذبح الأضحية، فالتخزين غير السليم للحوم قد يؤدي إلى نمو البكتيريا وتسبب مشاكل صحية خطيرة، كما تُقدم الحملة توجيهاً واضحاً للمشترين بضرورة اختيار المسالخ النظامية المعتمدة والخاضعة للرقابة البيطرية الصارمة، بدلاً من الذبح العشوائي، وذلك حفاظاً على الصحة العامة وجودة اللحوم خلال موسم الأضاحي، فالمسالخ النظامية تُطبق أعلى معايير النظافة والسلامة، وتُشرف عليها كوادر بيطرية متخصصة تضمن خلو الذبائح من الأمراض، وتُقدم خدمة الذبح بطريقة صحية وسليمة.
وتأتي هذه الحملة في إطار الجهود الدؤوبة والمتواصلة التي تبذلها وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز الوعي المجتمعي بالصحة البيطرية، وتحقيق أعلى معايير السلامة الغذائية في جميع المناسبات، خاصة تلك التي تشهد إقبالاً كبيراً على الأضاحي، هذا الالتزام يعكس حرص الوزارة على حماية صحة المستهلكين، وتقديم أفضل الخدمات التي تضمن سلامة المنتجات الغذائية، ويُعد جزءاً لا يتجزأ من منظومة الرقابة الشاملة التي تهدف إلى بناء مجتمع صحي وآمن.
إن أهمية هذه الحملات لا تكمن فقط في توفير المعلومات، بل في تغيير السلوكيات الخاطئة التي قد تؤدي إلى مخاطر صحية، وتعزيز ثقافة الالتزام بالمعايير الصحية والبيطرية، مما ينعكس إيجاباً على صحة الفرد والمجتمع، فالأضحية شعيرة عظيمة تُثاب عليها الأمة، ويجب أن تؤدى بالطريقة التي تُرضي الله وتحفظ صحة الإنسان.