النصر يفجر مفاجأة... ثلاثي الأجانب في مهب الريح وخسائر بالملايين!

يبدو أن نادي النصر السعودي بصدد اتخاذ قرارات جريئة قد تُحدث هزة كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، بعد موسم مخيب للآمال محليًا، لم يكن على قدر طموحات الجماهير أو الإدارة، فقد كشفت مصادر صحفية عن نية النادي إحداث "ثورة كروية" في غرفة الملابس، عبر التخلي عن عدد من أبرز نجومه في خطوة تهدف إلى إعادة ترتيب الأوراق، والعودة إلى صدارة المنافسات في الموسم المقبل، مع فتح الباب أمام مشروع جديد يتجاوز سقف النتائج الحالية.
النصر أنهى موسمه في دوري روشن السعودي محتلاً المركز الثالث برصيد 70 نقطة، بفارق 13 نقطة عن الاتحاد الذي تُوج باللقب، إخفاق لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل شكّل صدمة قوية للفريق وأنصاره، خصوصًا مع فشل "العالمي" في حجز بطاقة التأهل إلى النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا للنخبة، الأمر الذي دق ناقوس الخطر داخل أسوار النادي ودفع الإدارة إلى مراجعة شاملة لتجربة الموسم، استعدادًا لتحول جذري.
إقرأ ايضاً:"السياحة" تُكثف رقابتها على فنادق مكة: 430 زيارة و33 مخالفة في يومينإنقاذ حاج من موت محقق في عرفات بعد انسداد كامل في شريان القلب
وفي خضم هذا المشهد القاتم، بدأت تطفو على السطح تسريبات تشير إلى توتر في العلاقة بين إدارة النصر والنجم الأبرز في الفريق، البرتغالي كريستيانو رونالدو، وسط أنباء عن تجميد مفاوضات تمديد عقده، ما فتح أبواب التكهنات حول إمكانية رحيله مجانًا هذا الصيف، نحو وجهة جديدة ربما تتقاطع مع طموحاته للمشاركة في كأس العالم للأندية.
لكن القضية لا تتوقف عند رونالدو، بل تتعداها إلى خطة إدارية أكثر شمولًا، تستهدف إحداث تغييرات كبرى في التشكيلة، ووفقًا لما ذكره موقع "سبورت سكيدا" فإن إدارة النصر باتت مستعدة للاستماع إلى عروض مقدمة لثلاثة من أبرز محترفيها: السنغالي ساديو ماني، الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والبرتغالي أوتافيو، أسماء لامعة تم التعاقد معها في صيف سابق ضمن مشروع طموح لبناء فريق ينافس على كل الألقاب، إلا أن نتائج الموسم لم تكن على قدر التطلعات، ما دفع الإدارة إلى مراجعة جدوى هذه التعاقدات.
ساديو ماني، الذي قدم من بايرن ميونخ مقابل 30 مليون يورو، لم يتمكن من تقديم الإضافة الكبيرة التي انتظرها جمهور "العالمي"، فيما انضم بروزوفيتش من إنتر ميلان الإيطالي مقابل 15،7 مليون يورو، وجاء أوتافيو من بورتو البرتغالي مقابل 60 مليون يورو، وهي صفقات ضخمة من حيث القيمة، إلا أن انعكاساتها داخل الملعب لم تكن بحجم الاستثمار.
وفي حال مضى النصر قدمًا في قرار التخلص من الثلاثي دفعة واحدة، فإن النادي سيواجه خسائر مالية محتملة، قد تتجاوز 72 مليون يورو، بالنظر إلى انخفاض القيمة السوقية للاعبين الثلاثة إلى نحو 33 مليون يورو فقط حاليًا، هذا التراجع في القيمة يُلقي الضوء على التحدي الذي يواجهه النادي في مفاوضات البيع، خصوصًا في ظل تراجع الأداء والإنتاجية.
غير أن هذه الخطوة قد تكون مدروسة ضمن مشروع أكبر تسعى إدارة النصر إلى بنائه، وهو إعادة هيكلة الفريق حول كريستيانو رونالدو، عبر الاستغناء عن الأسماء التي لم تثبت فعاليتها، واستقطاب أسماء جديدة تُلائم أسلوب النجم البرتغالي وتعيد الفريق إلى سكة البطولات، وقد تُسهم هذه الخطوة أيضًا في إقناع رونالدو بالبقاء لفترة إضافية، عبر إظهار الجدية في بناء فريق منافس قادر على حصد الألقاب على المستويين المحلي والقاري.
وفي ظل هذه المتغيرات، يبقى جمهور النصر في حالة ترقب، يتطلع إلى صيف ساخن قد يحمل مفاجآت كثيرة، من شأنها أن تعيد رسم ملامح الفريق بالكامل، فإما أن يكون هذا التوجه نقطة الانطلاق لموسم استثنائي، أو أن يتحول إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر في حال لم تُحسن الإدارة اختيار البدائل.
الأسابيع المقبلة كفيلة بكشف المزيد من ملامح هذه "الثورة الكروية" داخل نادي النصر، بين تخلي عن نجوم حاليين، واستقطاب أسماء جديدة، وبين شدّ وجذب حول مستقبل "صاروخ ماديرا"، لتبقى كل الاحتمالات مفتوحة في نادٍ لا يرضى بغير القمة.