الهلال السعودي يثير زوبعة في إيطاليا: غضب إعلامي بعد محاولة إنزاغي ضم لاعبي إنتر ميلان

في تطور مفاجئ أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الرياضية الإيطالية، تعرض المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي لهجوم إعلامي حاد من قبل الصحافة المحلية، بعد ورود تقارير موثوقة تؤكد طلبه من إدارة نادي الهلال السعودي التعاقد مع عدد من لاعبي فريقه السابق، إنتر ميلان.
وبحسب ما نقلته صحف مرموقة مثل لا غازيتا ديلو سبورت وكوريري ديلو سبورت، فإن إنزاغي يسعى إلى ضم أسماء بارزة من التشكيلة الأساسية للنيراتزوري، ضمن إطار مشروعه الفني الجديد في الهلال، وهو ما اعتبرته هذه الوسائل “إخلالاً بأخلاقيات المهنة”، وتهديدًا صريحًا لاستقرار وصورة أحد أعرق أندية الدوري الإيطالي.
إقرأ ايضاً:فيكتور أوسيمين يضع هذا الشرطًا لحسم انتقاله إلى الهلال السعوديكيف تحمي نفسك من ثغرة "كروم" الجديدة؟ التفاصيل الكاملة
ويأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه الكرة الإيطالية مرحلة دقيقة من إعادة البناء والتوازن الفني، ما جعل تلك الخطوة محل تساؤلات واتهامات بالجشع الرياضي والانفصال عن القيم الجماعية للمشروع الكروي.
ويُشار إلى أن إنزاغي، الذي أعلن نادي الهلال تعيينه رسميًا مديرًا فنيًا للفريق قبل أيام، بات أحد أكثر المدربين الأوروبيين ارتباطًا بالمشروع الرياضي السعودي الطموح، لا سيما في ظل اقتراب بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي ستحتضنها المملكة.
ويبدو أن الهلال، بقيادة إدارته الجديدة، منح المدرب الإيطالي حرية كبيرة في رسم ملامح الفريق المستقبلي، وهو ما شجّعه على التواصل مع لاعبين سبق أن أشرف على تطويرهم في إنتر، ومن بينهم أسماء رنانة مثل نيكولو باريلا، وأليساندرو باستوني، وحارس المرمى سمر.
ووفقًا للتقارير ذاتها، فإن إنزاغي يرى أن انتداب عناصر من بيئته السابقة سيسرّع من عملية الانسجام داخل الفريق، وسيوفر قاعدة فنية قوية تمكنه من تطبيق أساليبه التكتيكية بسلاسة.
ولكنّ ردّ الفعل من الصحافة الإيطالية لم يكن متسامحًا مع هذا التوجه، فقد اعتبرت صحيفة كوريري ديلو سبورت أن تصرف إنزاغي “غير مسؤول”، لكونه يغذي عملية نزيف المواهب من أوروبا نحو الملاعب الخليجية، ما يضعف المستوى التنافسي للدوريات العريقة.
وأضافت الصحيفة أن المدرب، الذي رحل عن إنتر بعد موسمين من النجاح والانتقادات في آن معًا، لا يملك الحق الأخلاقي في تقويض البنية التي ساهم في تأسيسها، مشيرة إلى أن محاولاته الحالية تمثل قطيعة غير مهنية مع إرثه التدريبي السابق، وذهبت بعض الآراء إلى حد التشكيك في دافع انتقاله للسعودية، معتبرة أن الطموح الرياضي قد تراجع لحساب الإغراءات المالية.
أما جماهير إنتر ميلان، فقد عبّرت عن غضبها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرت أن إنزاغي يستخدم علاقاته الشخصية لزعزعة استقرار الفريق، وحرمانه من عناصره الأساسية في لحظة انتقالية حرجة.
وقد طالبت بعض الصفحات الجماهيرية إدارة النادي برئاسة بيبي ماروتا بالتحرك الفوري لحماية مصالح الفريق، ومنع أي مفاوضات محتملة قد تؤدي إلى خسارة لاعبين بحجم باريلا أو باستوني.
ويُذكر أن هذه الأسماء تُعد من الدعائم التي تُبنى عليها استراتيجية إنتر للمواسم القادمة، خاصة بعد خسارة لقب الدوري لصالح يوفنتوس، والحاجة إلى تعزيز الانسجام والتوازن في الصفوف.
ومن جهة أخرى، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من إنزاغي أو من إدارة الهلال بشأن هذه المزاعم، إلا أن مصادر سعودية مطلعة نفت وجود مفاوضات مباشرة مع لاعبي إنتر حتى اللحظة، مؤكدة في الوقت ذاته أن "كل الخيارات مطروحة" أمام المدرب الجديد.
ويبدو أن إدارة الهلال تتعامل مع الملف بحذر بالغ، نظراً لحساسية العلاقات بين الأندية الأوروبية الكبرى والدوري السعودي، الذي بات محط أنظار كبرى الوكالات والمحللين في السنوات الأخيرة.
ويدرك الهلال، الذي بات يطمح لمنافسة عالمية حقيقية، أن مشروعه المقبل يتطلب مزيجًا بين العناصر المحلية والخبرة الأوروبية المدروسة، دون الوقوع في فخ الاستقطاب العشوائي أو ما قد يُفسّر بأنه "سطو كروي".
ومن الجدير بالذكر أن سيموني إنزاغي حقق نتائج لافتة مع إنتر ميلان، أبرزها قيادته الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2023، وتقديمه كرة هجومية ممتعة نالت إعجاب المتابعين رغم بعض الإخفاقات المحلية.
ويُعد المدرب من أكثر المدربين الإيطاليين تكتيكًا وثقة في اللاعبين الشباب، وهو ما قد يجعله خيارًا مناسبًا لمشروع الهلال الطموح، لا سيما مع سعي النادي إلى ترسيخ مكانته بين كبار القارة الآسيوية، والمنافسة على مستوى عالمي في ظل استضافة المملكة لكأس العالم للأندية.
وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه التقارير ستتحول إلى واقع، أم ستبقى ضمن دائرة التكهنات الإعلامية، في وقت تواصل فيه الأندية الأوروبية التعبير عن قلقها من "تسرب النجوم" نحو الدوريات العربية.
وبين طموحات الهلال المشروعة، ومخاوف النيراتزوري المبررة، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيُكتب لفكرة "الهلال الإيطالي" أن ترى النور، أم أن العوائق الفنية والمعنوية ستقف حجر عثرة أمام مشروع إنزاغي الخليجي؟