ثورة في الطاقة الشمسية علماء سعوديون يبتكرون الحل الذهبي!

تمكن الطالب السعودي عمر حامد الرشيدي، البالغ من العمر خمسة عشر عامًا، من تحقيق إنجاز علمي لافت تمثل في تطوير سائل نانوي مبتكر يسهم في رفع كفاءة الألواح الشمسية بنسبة تصل إلى 17.5%، ما يعدّ اختراقًا تقنيًا مهمًا في مجال الطاقة المتجددة، ويؤكد الحضور المتنامي للمواهب السعودية الشابة في ساحة الابتكار العالمي.
ويعالج هذا الابتكار إحدى أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطاقة الشمسية، والمتمثلة في تراجع أداء الخلايا الشمسية عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، وهو الأمر الشائع في مناخ المملكة والمنطقة عمومًا.
إقرأ ايضاً:تحذير طبي للحجاج: النمر ينبه من إصابة جلدية شائعة خلال موسم الحجالأمن السيبراني تحت المجهر بعد اختراق كيترينج هيلث
الابتكار الجديد، الذي حظي بتسجيل رسمي كبراءة اختراع، يعتمد على تركيبة نانوية ذكية تمتص الحرارة الزائدة وتحدّ من تأثيرها السلبي على كفاءة الخلايا، مما يؤدي إلى تحسين الأداء الكلي للأنظمة الشمسية وتقليل الفاقد في إنتاج الطاقة.
ويتميز السائل النانوي بكونه صديقًا للبيئة وقليل التكلفة، إذ تم تصميمه بمواد متوفرة وغير مكلفة اقتصاديًا، ما يجعله حلًا عمليًا قابلًا للتطبيق في البيئات الحارة كالمملكة، ويسهم في تعزيز الاستدامة دون تحميل مشاريع الطاقة الشمسية تكاليف إضافية.
وقد حصد الرشيدي ثلاث جوائز مرموقة خلال مشاركته في معرض آيتكس 2025 الذي أُقيم في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث نال الجائزة الكبرى والمركز الأول على مستوى قارة آسيا كأفضل اختراع، إضافة إلى الميدالية الذهبية وجائزة خاصة من الجمعية العالمية للملكية الفكرية والاختراعات (WIIPA)، وهو ما يسلط الضوء على الإمكانات الابتكارية المتميزة لدى الشباب السعودي، ويعزز ثقة المؤسسات العالمية في البيئة العلمية بالمملكة.
يمثل هذا الإنجاز العلمي خطوة متقدمة في مسار التحول الوطني نحو مصادر الطاقة البديلة، إذ يتناغم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الطاقة، وتبني حلول مبتكرة ومستدامة تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
ويُتوقع أن يحظى هذا الابتكار باهتمام واسع من قبل القطاعات الحكومية والخاصة العاملة في مجال الطاقة، خاصة وأنه يقدم حلًا مباشرًا لإحدى المعضلات التشغيلية التي تواجه مشغلي محطات الطاقة الشمسية في البيئات الصحراوية.
وأعرب عدد من المتخصصين والمهتمين بمجال الطاقة المتجددة عن إعجابهم بالقدرة التقنية العالية التي أظهرها الرشيدي في ابتكاره، مشيرين إلى أن تطوير مثل هذه الحلول النوعية على يد مبتكرين في سن مبكرة يعكس مدى نجاح السياسات التعليمية التي تهدف إلى رعاية الموهوبين، وتهيئة البيئة المناسبة لتفجير طاقاتهم العلمية.
ويُتوقع أن يشكل هذا الابتكار نقطة انطلاق للمزيد من الأبحاث المحلية في تقنيات النانو والطاقة الشمسية، ما يعزز من مكانة المملكة على خارطة الابتكار العالمي، ويضعها في موقع الريادة ضمن السباق الدولي نحو حلول الطاقة النظيفة.
ويؤكد هذا الإنجاز أن استثمار المملكة في العقول الشابة ودعم الابتكار الوطني يؤتي ثماره، إذ لم يعد أبناء الوطن يكتفون بالمشاركة في المحافل الدولية، بل باتوا يحصدون المراكز الأولى، ويقدمون ابتكارات قابلة للتطبيق تسهم في حل تحديات حقيقية، في مشهد يعكس طموح جيل جديد يصنع الفارق ويقود المستقبل بثقة واقتدار.