السعودية تعتمد الساعات الذكية لمراقبة صحة الحجاج المرضى

الحج
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في موسم الحج لهذا العام، تشهد مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة تحولًا نوعيًا في مجال الرعاية الصحية، يعكس التوجه السعودي الطموح نحو رقمنة القطاع الطبي، خاصةً في خدمة ضيوف الرحمن، إذ أطلقت المدينة مبادرة مبتكرة تعتمد على استخدام ساعات ذكية متطورة لمتابعة الحالة الصحية للحجاج المرضى عن بُعد، ما يتيح لهم استكمال مناسكهم بأمان واطمئنان، ويمنح الطواقم الطبية قدرة فائقة على التدخل السريع عند الحاجة، في إطار منظومة صحية رقمية شاملة.

وتعتمد هذه الخطوة الرائدة على التكامل بين مدينة الملك عبدالله الطبية ومستشفى صحة الافتراضي، الذي يعمل على مدار الساعة لمراقبة المؤشرات الحيوية للمستفيدين من خلال الساعات الذكية، وتشمل هذه المؤشرات معدل نبض القلب، وتخطيط القلب، ومستويات تشبع الأوكسجين، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، كل ذلك يتم تحت إشراف فريق طبي متخصص من مركز صحة القلب بالمدينة، ما يضمن متابعة دقيقة وفعالة للحالات، خاصة المزمنة منها، أو التي تتطلب مراقبة مستمرة.


إقرأ ايضاً:هل يُغادر الأهلي؟  نيوم يدخل بقوة على خط التفاوض مع محترفه الأبرز!كم يكلف إنقاذ روح؟ تفاصيل تكاليف المروحيات الإسعافية في موسم الحج

ويتميز هذا النظام بقدرته على توفير بيئة رعاية صحية متكاملة دون المساس براحة الحاج أو شعوره بالعزلة، حيث تأخذ الساعة الذكية شكلًا مألوفًا أشبه بالساعات التقليدية، مما يحافظ على خصوصية المريض ويخفف من التوتر النفسي الذي قد يرافق متابعة طبية مستمرة في بيئة مزدحمة كبيئة الحج.

نموذج حيّ لهذا التحول الرقمي يتجسد في قصة حاج من بنجلاديش، كان قد تعرض لجلطة قلبية حادة أثناء تواجده في مكة المكرمة، وبفضل التدخل السريع الذي أتاحته أنظمة الرعاية العاجلة المرتبطة بالساعات الذكية، خضع لجراحة قلبية عاجلة تكللت بالنجاح، وبفضل استمرارية المراقبة عبر الساعة الذكية، استطاع هذا الحاج استكمال مناسكه بكل أمان برفقة مجموعته، وهو ما يعكس فعالية التقنية في توفير الرعاية الفورية دون الحاجة إلى وجود دائم داخل منشآت طبية.

وفي تعليق لتجمع مكة المكرمة الصحي، أُكد أن حالة الحاج البنجلاديشي أصبحت مستقرة، وأنه أُدرج ضمن قائمة المتابعة الرقمية المستمرة، هذا النهج لا يُعدّ حالة فردية بل يمثل تحولًا استراتيجيًا يعزز مكانة المملكة في تقديم خدمات صحية ذكية ومتكاملة، خاصة في مواسم تستقبل خلالها ملايين الزوار من أنحاء العالم، وتكون الحاجة فيها للرعاية الفورية والدقيقة أكثر إلحاحًا من أي وقت آخر.

وتتيح المستشفى الافتراضي مراقبة الحالات الطبية عن بُعد باستخدام الأجهزة الذكية، فيما تقوم الكوادر الطبية المختصة بقراءة وتحليل البيانات الصادرة عن الساعة الذكية على مدار اليوم، مما يوفر لهم معلومات دقيقة تسهل اتخاذ القرار الطبي المناسب في اللحظة المناسبة، ويعد ذلك مثالًا واضحًا على الدمج الفعّال بين الابتكار التكنولوجي والخبرة الطبية الوطنية، ما يسهم في رفع كفاءة الخدمة وتحقيق رضا المستفيدين.

ويأتي هذا الابتكار ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تدعم التحول الرقمي في جميع القطاعات، ومنها القطاع الصحي، وتحديدًا في ما يتعلق بخدمة الحجاج والمعتمرين، ويُبرز هذا النموذج التقدّم المحرز في البنية التحتية الصحية الرقمية، وقدرة المملكة على تقديم حلول ذكية تراعي احتياجات المرضى وتضمن لهم تجربة صحية آمنة، حتى في أكثر الظروف ازدحامًا وتعقيدًا.

ومع تزايد أعداد الحجاج من أصحاب الأمراض المزمنة، تمثل هذه التقنية وسيلة وقاية ورعاية متقدمة، تسمح بتجنّب المضاعفات الصحية، وتحقيق تدخل مبكر قبل تفاقم الحالة، كما توفر هذه الساعات الذكية دعمًا مستمرًا للفريق الطبي في المستشفى الافتراضي، ما يقلل من أعباء الرعاية داخل المستشفيات، ويعزز من كفاءة استخدام الموارد الصحية دون المساس بجودة الخدمة.

وفي خضم هذا الإنجاز الصحي، تثبت المملكة العربية السعودية أنها ليست فقط حاضنة روحانية للحجاج، بل أيضًا نموذج يُحتذى به في تقديم خدمات طبية ذكية وعالية المستوى، تعكس مدى التقدم التقني والإنساني الذي تسعى إليه الدولة لخدمة ضيوف الرحمن، وترسيخ مفاهيم الرعاية الرحيمة المقرونة بالابتكار.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook