قرار صادم.. مدرب صربيا يحسم الجدل سافيتش خارج المنتخب للأبد
اتخذ المدير الفني للمنتخب الصربي، دراغان ستويكوفيتش، قرارًا جريئًا قد يُنهي بشكل نهائي المسيرة الدولية لنجم نادي الهلال السعودي، سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش، مع منتخب بلاده، وذلك بعد فترة طويلة من الجدل والتكهنات حول مستقبل اللاعب الدولي المخضرم مع الفريق القومي، هذا القرار جاء قبيل انطلاق مواجهتي صربيا المرتقبتين أمام ألبانيا وأندورا في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والمقررتين يومي 7 و10 يونيو الجاري، حيث خلت القائمة المستدعاة من اسم سافيتش، ما أكد أن العلاقة بين اللاعب والمدرب قد وصلت إلى نقطة اللاعودة.
وفي تصريحات صريحة نقلتها صحيفة "Telegraf" الصربية، قال ستويكوفيتش: "ما دمتُ المدرب، فلن يتلقى سافيتش أي دعوة أخرى لتمثيل المنتخب، ما زلتُ أحترمه، فهو لاعب كرة قدم جيد، لكن بعد خمس محاولات جادة وحوارات مطوّلة معه، أعتقد أنه لا جدوى من الاستمرار في المحاولة"، بهذه الكلمات القاطعة، حسم المدرب الصربي الموقف، ليضع حدًا لتكهنات دامت لأشهر طويلة حول إمكانية عودة اللاعب إلى تمثيل منتخب بلاده.
إقرأ ايضاً:"السعودية تحذر" لا تداول للحوم مجهولة المصدر وعقوبات مشددة للمهربينمفاجئة في الأوساط الرياضية: رئيس اشهر نادي سعودي يعلن استقالته بعد موسم تاريخي
وأكد ستويكوفيتش أنه لا يوجد خلاف شخصي بينه وبين سافيتش، قائلاً: "العلاقة لم تتضرر، ولا ينبغي للناس اختلاق قصص لا أساس لها، لكنني ببساطة لم أعد أرغب في إقناع أحد، من لا يريد اللعب، فليترك المجال لغيره، لدينا لاعبون آخرون ينتظرون فرصة تمثيل المنتخب"، هذا التصريح أوضح بجلاء أن المدرب اختار طي صفحة نجم الهلال، وفتح الباب أمام جيل جديد أكثر التزامًا بالواجب الدولي، وفقًا لرؤيته.
ويأتي قرار استبعاد سافيتش بعد سلسلة من الاعتذارات المتكررة من اللاعب خلال العام الماضي، إذ رفض الانضمام إلى المنتخب بداعي "عدم الجاهزية الذهنية"، في وقت أفادت تقارير إعلامية أن السبب الحقيقي يعود إلى خلافات غير معلنة مع ستويكوفيتش، بدأت منذ بطولة أوروبا 2024، وتشير تلك التقارير إلى أن اللاعب اتخذ قرارًا شخصيًا بعدم اللعب مجددًا لصربيا طالما بقي المدرب الحالي في منصبه، وهو ما يفسر القطيعة المستمرة بين الطرفين.
ويمتلك سافيتش سجلًا دوليًا حافلًا، إذ شارك في 54 مباراة مع منتخب صربيا منذ انضمامه إليه عام 2017، أحرز خلالها 9 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة، كما مثّل بلاده في مناسبتين بكأس العالم، في روسيا 2018 وقطر 2022، وكان من العناصر الأساسية في تشكيلة المنتخب خلال البطولات الكبرى، مما يجعل غيابه المستمر عن الفريق القومي أمرًا ملفتًا ومحزنًا في آنٍ واحد بالنسبة لعشاق الكرة الصربية.
على صعيد الأندية، يواصل سافيتش تألقه مع نادي الهلال السعودي، الذي انتقل إليه في صيف 2023 قادمًا من نادي لاتسيو الإيطالي، ليكون أحد أبرز الصفقات التي أبرمها الزعيم لتعزيز صفوفه، ومنذ انضمامه، خاض اللاعب البالغ من العمر 30 عامًا 91 مباراة في مختلف المسابقات، سجل خلالها 29 هدفًا وصنع 25 آخرين، في أرقام تعكس بوضوح تأثيره الكبير داخل المستطيل الأخضر.
وقد ساهم سافيتش في تتويج الهلال بعدد من الألقاب المحلية، من بينها دوري روشن السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر، كما استهل الموسم الجديد بإضافة لقب السوبر السعودي مجددًا، في وقت كانت فيه التطلعات تشير إلى إمكانية سيطرة الهلال على كافة البطولات، لكن الفريق خالف التوقعات وتراجع أداؤه بشكل ملحوظ خلال الموسم الحالي، فقد أنهى الهلال دوري روشن في المركز الثاني، وودّع بطولة الكأس من الدور ربع النهائي، كما توقف حلمه الآسيوي في نصف النهائي، مما أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل بعض نجوم الفريق، ومن بينهم سافيتش.
ورغم تراجع نتائج الهلال، يبقى سافيتش من الركائز الأساسية للفريق، نظرًا لإمكاناته الفنية العالية وخبرته الكبيرة، وهو ما يجعل غيابه عن منتخب بلاده أمرًا صادمًا للمتابعين، خصوصًا وأنه لا يزال قادرًا على العطاء لسنوات مقبلة، ومع بقاء عقده مع الهلال حتى يونيو 2026، يبدو أن النجم الصربي سيواصل التألق في الملاعب السعودية، بينما يطوي صفحة التمثيل الدولي، على الأقل في عهد المدرب ستويكوفيتش.