مطار الملك عبد العزيز.. غرفة عمليات ذكية تراقب كل شيء!

مطار الملك عبدالعزيز الدولي
كتب بواسطة: سماء صالح | نشر في  twitter

في مشهد يعكس التقدم المتسارع في توظيف التكنولوجيا الحديثة في قطاع الطيران، تواصل "مطارات جدة" تعزيز منظومتها الرقمية في مطار الملك عبد العزيز الدولي، من خلال تطبيق أنظمة متطورة لمراقبة العمليات التشغيلية، بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، وضمان أمنهم وسلامة رحلاتهم، في خطوة حيوية تسهم في تعزيز تجربة السفر وجعلها أكثر سلاسة وراحة، وتأتي هذه الخطوة ضمن مساعي مطارات جدة لمواكبة النمو المتسارع في أعداد المسافرين، وتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، ورؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.

وأكدت مطارات جدة أن مركز مراقبة عمليات الصالة رقم (1) يُعد أحد المحاور الرئيسية في تطوير الكفاءة التشغيلية داخل المطار، حيث يشكّل نقطة مركزية للتكامل بين الإدارات التشغيلية المختلفة، ويعمل على توحيد الرؤية، ورفع مستوى التنسيق بين الفرق المختلفة، ما ينعكس بشكل مباشر على قدرة المطار في التنبؤ بالحالات الطارئة، والاستجابة الفورية لها، ويُتيح المركز متابعة دقيقة لمجريات العمل، مما يعزز من دقة وجودة الأداء اليومي، ويحدّ من التأخير أو الازدحام أو أي خلل محتمل.


إقرأ ايضاً:محاولة فاشلة لعبور الصحراء: توقيف 60 وافد خالفوا تعليمات الحجرسميًا.. الهلال يتعاقد مع الإيطالي سيموني إنزاغي لمدة موسمين

ويضم مركز تحكم العمليات بنية تحتية متقدمة، تشمل 44 محطة عمل، تحتوي كل واحدة منها على خمس شاشات رقمية مرتبطة بأنظمة ذكية للمراقبة والتحكم، ويعمل داخل هذا المركز 130 موظفًا مدربًا، موزعين على مدار الساعة لضمان الجاهزية القصوى، والاستجابة السريعة لأي طارئ أو تحدٍ تشغيلي، ويشمل نطاق عمل المركز كل الإدارات المعنية بالسلامة والأمن والخدمات التشغيلية، وكذلك الجهات الخاصة التي تقدم خدماتها داخل المطار، ما يعزز التنسيق بين جميع الجهات العاملة.

ويستفيد المركز من أنظمة تقنية متطورة في إدارة مختلف جوانب التشغيل، مثل نظام إدارة المطار الذي يُستخدم لتخصيص مواقف الطائرات وتعيين البوابات، إضافة إلى نظام مراقبة بالكاميرات عالي الدقة، يتيح مراقبة لحظية لمختلف مناطق المطار، وكذلك نظام تتبع الأمتعة الذي يراقب حركة الحقائب من لحظة تسليمها وحتى تحميلها على متن الطائرة، ونظام إنذار الحرائق الذي يضمن الاستجابة الفورية في حال وجود أي خطر محتمل.

ومن بين أبرز المهام التي يتولاها المركز، متابعة سير العمل في منصات إنهاء إجراءات السفر، ورصد مستويات الخدمة في صالات الانتظار، ونقاط التفتيش الأمني، إلى جانب التنسيق الكامل مع الشركة السعودية للخدمات الأرضية بشأن عمليات جمع وفرز الأمتعة، وضمان توزيعها بدقة على السيور المخصصة، ويعزز ذلك من سرعة استلام الأمتعة من قبل الركاب، ويقلل من نسب الفقد أو التأخير، مما يسهم في رفع رضا المسافرين.

كما يعمل المركز على إدارة مواقف الطائرات بشكل فعال، من خلال التحقق المستمر من توفر البوابات والمواقف الكافية، مع الاستعداد الدائم للتعامل مع التغيرات الفجائية في مواعيد الرحلات أو جدول التشغيل، ويعكس ذلك التزام مطارات جدة بتقديم خدمة عالية المستوى، تحقق تطلعات المسافرين، وتسهم في ترسيخ مكانة المملكة كمركز رائد في مجال النقل الجوي.

وفي إطار طموحاتها المستقبلية، تستهدف مطارات جدة الوصول إلى خدمة أكثر من 90 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2030، ورفع نسبة الإيرادات غير الجوية إلى 45%، مما يعكس تنوع مصادر الدخل وتوجه المطار نحو النمو الاقتصادي المستدام، كما تسعى إلى مناولة 2،5 مليون طن من الشحن الجوي، وربط المطار بأكثر من 150 وجهة دولية، إلى جانب تحقيق حركة ترانزيت تتراوح بين 12 إلى 15 مليون مسافر، بما يعزز من كفاءة شبكة الربط العالمية للمطار، ويجعله بوابة محورية في حركة السفر العالمية.

ويأتي هذا التطور في مطار الملك عبد العزيز الدولي كجزء من نهج استراتيجي شامل لتطوير البنية التحتية للمطارات السعودية، وتحقيق التكامل بين الأداء التشغيلي والتقني، بما يرتقي بتجربة المسافر، ويؤكد أن المملكة تمضي بثقة نحو تحقيق أهدافها في أن تكون مركزًا عالميًا في مجال الخدمات اللوجستية والنقل الجوي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook