الذكاء الاصطناعي والاستدامة "موان" يقود تحولاً جذرياً في إدارة النفايات بالمشاعر المقدسة

في إطار سعيها الدائم للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلن المركز الوطني لإدارة النفايات (موان) عن تنفيذ 21 مبادرة نوعية، تندرج ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى تطوير منظومة إدارة النفايات في المشاعر المقدسة، وتعزيز الامتثال البيئي، ودعم الابتكار والاستثمار في هذا القطاع الحيوي، هذه الخطوات تأتي لتؤكد التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق أعلى معايير الاستدامة البيئية، خاصة في مواسم الحج التي تشهد كثافة بشرية هائلة.
تغطي هذه المبادرات الأحد والعشرين أربعة مجالات مترابطة تشمل الجوانب التنظيمية، والتوعوية، والرقابية، والتقنية، وقد صُممت هذه المبادرات خصيصاً لمواجهة التحديات البيئية الموسمية التي تصاحب توافد الملايين من الحجاج إلى المشاعر المقدسة، وتعمل على تحقيق التكامل بين مختلف الجهات الحكومية ومقدمي الخدمات المعنيين، مما يضمن كفاءة وفعالية العمل وتوحيد الجهود لتحقيق أقصى قدر من النظافة والتعامل الأمثل مع النفايات في هذه المواقع الحيوية.
إقرأ ايضاً:"أوسيمين هلالي" الزعيم يُقدم عرض ضخم لضم مهاجم نابولي قبل كأس العالم للأنديةالحصيني يكشف: مربعانية القيظ تبدأ السبت 7 يونيو وتستمر 39 يوماً بحرارة قياسية
وقال المركز إن العمل على تمكين التحول في إدارة النفايات يبدأ من خلال تحسين التكامل بين الجهات ذات العلاقة، وهو ما يتطلب تنسيقاً عالياً وتبادلاً للبيانات والخبرات بين الوزارات والهيئات والشركات المختلفة، بالإضافة إلى تفعيل استخدام التقنيات الحديثة التي تساهم في جمع النفايات وتصنيفها ومعالجتها بكفاءة أعلى، وبناء قاعدة بيانات مركزية في مكة المكرمة، لتكون مرجعاً لجميع العمليات المتعلقة بإدارة النفايات، هذا المسار التقني والتنظيمي يمهد الطريق لقرارات دقيقة تستند إلى بيانات محدثة وتحليلات دقيقة، تسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية بشكل عام وتقليل الأثر البيئي للنفايات.
وانطلاقاً من أهمية الوعي المجتمعي في إنجاح جهود الاستدامة البيئية، أكد "موان" أن المبادرات تتجه كذلك إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى منتجي النفايات، خصوصاً داخل المخيمات التي يقطنها الحجاج، وذلك من خلال حملات توعوية مكثفة تهدف إلى تقليل الهدر الغذائي الذي يشكل جزءاً كبيراً من النفايات، وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، إلى جانب تأهيل العاملين في القطاع لضمان تطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية في عمليات الجمع والنقل والتعامل مع النفايات، مما يضمن بيئة نظيفة وصحية لضيوف الرحمن.
ويتكامل ذلك مع مسار ثالث يركز على تعزيز الالتزام بالأنظمة والاشتراطات البيئية، وذلك من خلال تكثيف أعمال الرقابة والتفتيش في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وضبط المخالفات المتعلقة بإدارة النفايات وتطبيق العقوبات اللازمة على المخالفين، هذه الرقابة الصارمة تهدف إلى ضمان التزام الجميع بالمعايير البيئية، والحفاظ على نظافة الأماكن المقدسة، وتوفير بيئة صحية وآمنة للحجاج والمعتمرين، مما يعزز من تجربة الحج الشاملة.
إن هذه المبادرات تعكس رؤية المملكة 2030 في تحقيق الاستدامة البيئية، وتحديداً في قطاع إدارة النفايات، الذي يمثل تحدياً كبيراً في مواسم الذروة مثل الحج، فالهدف ليس فقط جمع النفايات، بل هو تحويلها إلى مورد، وتقليل توليدها، وتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري، من خلال إعادة التدوير والاستفادة القصوى من الموارد، مما يقلل من الأثر البيئي السلبي ويسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.
الاستثمار في الابتكار والتقنيات الحديثة يمثل ركيزة أساسية في هذه الخطة، فالمركز الوطني لإدارة النفايات يسعى إلى جذب الاستثمارات في هذا القطاع، وتشجيع الشركات المحلية والدولية على تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع النفايات، وهذا بدوره سيخلق فرص عمل جديدة، وينشط الاقتصاد المحلي، ويسهم في نقل المعرفة والتقنيات المتطورة إلى المملكة.
وفي المجمل، تُظهر هذه المبادرات الشاملة التي أطلقها "موان" التزام المملكة العربية السعودية بتوفير أفضل الظروف لضيوف الرحمن، ليس فقط من الناحية الأمنية والخدمية، بل أيضاً من الناحية البيئية، لضمان موسم حج صحي ونظيف ومستدام، مما يعكس صورة المملكة الرائدة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما.