وزارة السياحة ترفع جاهزية مكة بـ300 ألف غرفة لضيوف الرحمن

في خطوة تعكس حجم الاستعدادات الجارية لاستقبال ضيوف الرحمن، أعلنت وزارة السياحة عن ارتفاع عدد الغرف المرخصة في مرافق الضيافة بمدينة مكة المكرمة إلى 300 ألف غرفة، مسجلةً نموًا بنسبة 41% خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنةً بنفس الفترة من العام الماضي.
ويُعد هذا النمو اللافت دليلًا على النجاح المتواصل لخطط الوزارة الرامية إلى رفع جاهزية البنية التحتية للضيافة وتحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
إقرأ ايضاً:السعودية تطلق لائحة جديدة تُغيّر قواعد الاستثمار الخليجي وتعزز تدفق الاستثمارات الأجنبية"حافلات المدينة" تُفعل خدمة النقل الترددي ليوم عرفة وصلاة العيد لتيسير وصول المصلين
ويأتي هذا الإنجاز في سياق الجهود المكثفة التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية المعنية، بهدف تقديم تجربة استثنائية للحجاج، وضمان توفر خيارات ضيافة متنوعة تلبي مختلف الاحتياجات والمستويات.
ولم يكن هذا النمو وليد المصادفة، بل نتيجة مباشرة للعمل التشاركي والتكامل المستمر بين الوزارة والمستثمرين في قطاع الإيواء، بما يعزز من تنافسية مكة المكرمة كوجهة رئيسية لخدمة الحجاج والمعتمرين.
وفي إطار حرصها على متابعة مدى التزام مرافق الضيافة بالاشتراطات والمعايير المعتمدة، نفّذت وزارة السياحة جولات تفقدية ورقابية شملت أكثر من 1,160 مرفقًا مرخّصًا داخل المدينة المقدسة، حيث عملت فرقها الميدانية على الوقوف مباشرةً على استعدادات هذه المنشآت لاستقبال ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ.
وتم خلال هذه الجولات التأكد من جاهزية المنشآت، والتزامها الكامل بتقديم خدمات عالية المستوى بما يضمن الراحة والطمأنينة للحجاج.
وقد أولت الوزارة اهتمامًا كبيرًا بتحقيق أعلى معايير الجودة في قطاع الضيافة، بدءًا من ترخيص المرافق، وصولًا إلى مراقبة أدائها وتطوير قدراتها البشرية، لضمان تجربة ضيافة ترتقي لتطلعات القيادة الرشيدة وطموحات رؤية المملكة 2030.
وتسعى الوزارة من خلال هذه الخطوات إلى ترسيخ صورة المملكة كمركز عالمي متميّز في قطاع السياحة الدينية، وتعزيز ثقة الحجاج في منظومة الخدمات المقدمة لهم منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.
كما يعكس التوسع في عدد الغرف المرخصة التفاعل الإيجابي من قبل القطاع الخاص، والذي بات شريكًا حيويًا في دعم خطط الوزارة الرامية إلى توفير منشآت ضيافة عصرية ومجهزة بكامل الإمكانيات.
وتشير المؤشرات الحالية إلى استمرار هذا النمو التصاعدي خلال الفترات المقبلة، مدعومًا بالحوافز التي تتيحها الوزارة للمستثمرين الراغبين في دخول سوق الضيافة بالحج، وتسهيل إجراءات الترخيص والتشغيل وفق ضوابط دقيقة تضمن الحفاظ على جودة الخدمات.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شاملة وضعتها وزارة السياحة لرفع جاهزية القطاع قبل كل موسم حج، حيث تواصل الوزارة تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية للعاملين في مرافق الإيواء، إلى جانب إطلاق مبادرات توعوية تركز على أهمية جودة الخدمة والضيافة باعتبارها ركيزة أساسية في تجربة الحاج.
كما تسعى الوزارة من خلال هذه المبادرات إلى خلق ثقافة ضيافة مستدامة، ترتكز على الكفاءة، والاحترام، والابتكار في تقديم الخدمات.
الجدير بالذكر أن مدينة مكة المكرمة تستقبل سنويًا ملايين الحجاج والمعتمرين، ما يجعلها من أكثر المدن تطلبًا من حيث جاهزية البنية التحتية والخدمات اللوجستية والفندقية.
ومن هنا، جاء تركيز وزارة السياحة على توسيع الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي بما يتوافق مع النمو السنوي في أعداد ضيوف الرحمن، ويدعم أهداف المملكة في تسهيل أداء الشعائر الدينية ضمن بيئة مريحة وآمنة.
وبينما يستعد الملايين لأداء مناسكهم هذا العام، فإنّ وزارة السياحة تواصل عملها دون كلل لضمان أن تكون مكة المكرمة في أبهى حللها، بخدمات ضيافة تليق بعظمة المناسبة ومكانة الضيوف.
ويُمثّل هذا الارتفاع الكبير في عدد الغرف المرخصة إنجازًا يُحسب للوزارة، ويؤكد أن منظومة الحج في المملكة ماضية بثبات نحو تحقيق أعلى معايير الكفاءة والجاهزية، تحت مظلة قيادة تسعى دومًا لأن تكون خدمة الحجاج شرفًا ومسؤولية لا تهاون فيها.