هزة في سوق المعادن "الذهب" يترنح والدولار يفرض كلمته

الذهب
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في تداولات اليوم، متجهة نحو تسجيل خسائر أسبوعية، وذلك في ظل ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأميركي، الذي ضغط على أداء المعدن النفيس في الأسواق العالمية.

ويأتي هذا الانخفاض في ظل حالة من الترقب التي تسيطر على المستثمرين، مع تزايد التوقعات حول مستقبل السياسة النقدية الأميركية، وتأثيرها المباشر على تحركات الأصول الآمنة.


إقرأ ايضاً:السعودية تتصدر مشهد التسويق بالذكاء الاصطناعي.. مستقبل الابتكار يبدأ هنامحادثات صوتية بلا رنين،،، واتساب تقدم تجربة تواصل جديدة

بحلول الساعة 06:01 بتوقيت غرينتش، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3303.51 دولارات للأوقية، مسجلاً تراجعًا أسبوعيًا حتى الآن بنسبة 1.6%. كما هبطت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.5%، لتسجّل مستوى 3300.70 دولار للأوقية.

وتُعد هذه الخسائر الأسبوعية هي الأولى منذ عدة أسابيع، ما يعكس عودة الضغط السلبي على سوق الذهب بعد فترة من المكاسب القوية التي حققها في الأشهر الماضية.

وجاء تراجع أسعار الذهب مدفوعًا بارتفاع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.2%، الأمر الذي زاد من تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى، مما حدّ من الطلب العالمي على المعدن الأصفر، ويُعرف الذهب بحساسيته الشديدة لحركة الدولار، حيث يؤثر ارتفاع العملة الأميركية سلبًا على شهية المستثمرين تجاه الأصول المقوّمة بها.

ورغم أن الذهب يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي أو الجيوسياسي، إلا أن تحركات الدولار وأسعار الفائدة تظل من العوامل الرئيسية التي تُحدد اتجاهاته، ويأتي هذا التراجع في ظل ترقب الأسواق لبيانات اقتصادية أميركية جديدة قد تقدم إشارات أوضح حول الخطوات المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، خاصة في ما يتعلق بأسعار الفائدة.

ويرى محللون أن استمرار قوة الدولار في الأجل القصير قد يُبقي الضغط على أسعار الذهب، خصوصًا إذا عززت البيانات الاقتصادية من فرص بقاء معدلات الفائدة الأميركية عند مستويات مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، وتُعتبر أسعار الفائدة المرتفعة من العوامل التي تقلل من جاذبية الذهب، لأنه لا يدر عوائد مثل الأصول الأخرى كالسندات.

ومع أن الذهب تمكن من الاستفادة في الأشهر الماضية من التوترات الجيوسياسية وارتفاع مستويات التضخم، إلا أن قوة الدولار الحالية تُعيد تشكيل مشهد التداول، وتفرض ضغوطًا فنية على المعدن الثمين، ويتوقع بعض المحللين أن يشهد الذهب بعض التقلبات في الفترة المقبلة، في ظل غياب محفزات قوية تدفع الأسعار للارتفاع مجددًا على المدى القصير.

وتُتابع الأسواق العالمية عن كثب أي تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى نتائج البيانات الاقتصادية المرتقبة، وعلى رأسها أرقام التوظيف والتضخم، التي قد توجّه مسار السياسات النقدية وبالتالي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب والدولار معًا.

وفي هذا السياق يبدو أن الذهب أمامه تحديات في الحفاظ على مكاسبه الأخيرة، ما لم يظهر محفز قوي يعيد الثقة إلى الأسواق ويقلل من زخم الدولار الصاعد.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook