البليهي يثير القلق ويشكف حقيقة حضوره في كأس العالم للأندية

تعيش جماهير نادي الهلال حالة من الترقب والقلق حول مصير مدافع الفريق الأول علي البليهي، وذلك مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها المملكة العربية السعودية نهاية العام الجاري، ويأتي هذا القلق بعد ملاحظات واضحة حول تراجع أداء البليهي خلال الفترة الأخيرة في المسابقات المحلية والقارية، ما فتح باب التساؤلات حول مدى جاهزيته الفنية والبدنية للمشاركة في الحدث العالمي المرتقب، خاصة أن الهلال يدخل البطولة ممثلًا للمملكة وبطلًا للدوري، وسط تطلعات جماهيرية بتحقيق إنجاز مشرف أمام نخبة من أقوى أندية العالم.
ورغم هذه الشكوك، أكدت مصادر مطلعة أن علي البليهي يتصدر القائمة الرسمية التي أرسلها الهلال للمشاركة في كأس العالم للأندية، وهو ما يعكس ثقة الجهاز الفني بقيادة المدرب في إمكانيات اللاعب وقدرته على استعادة مستواه المعهود في الوقت المناسب، فالبليهي يُعد من أبرز المدافعين السعوديين خلال السنوات الأخيرة، وساهم بشكل كبير في تحقيق الهلال للعديد من البطولات المحلية والآسيوية، كما أنه عنصر أساسي في تشكيل المنتخب الوطني، ما يجعل وجوده في البطولة خيارًا منطقيًا على الرغم من التراجع المؤقت في الأداء.
إقرأ ايضاً:أزمة إنسانية خانقة في غزة: نصف مرافق الهلال الأحمر تتوقف عن العمل وسط تصاعد المجاعة والنزوحتعليم المدينة يطلق "مدرسة الموهوبين التقنية" ويستقبل طلبات التسجيل
وفي خطوة تعكس رغبته الجادة في استعادة مكانته، يخوض البليهي تدريبات فردية مكثفة خلال الفترة الحالية، رغم منح اللاعبين إجازة عقب نهاية الجولة الأخيرة من دوري روشن للمحترفين، وتهدف هذه التدريبات إلى رفع مستوى اللياقة البدنية وتحسين الجاهزية الذهنية والفنية، في ظل إدراكه لأهمية المشاركة في بطولة عالمية بهذا الحجم، حيث ستكون الأنظار موجهة إليه من الجماهير والنقاد والمحللين، ما يفرض عليه تقديم صورة مشرّفة لنفسه ولناديه.
ولا شك أن إدارة الهلال والجهاز الفني يضعون في اعتبارهم أهمية التوازن بين منح الفرص للعناصر المتألقة حديثًا والحفاظ على الهيكل الأساسي للفريق، الذي كان البليهي أحد أعمدته الصلبة في السنوات الأخيرة، وقد يكون التراجع الحالي في المستوى مرتبطًا بعوامل متعددة، منها الضغط البدني الناتج عن توالي المباريات، أو الإرهاق الذهني المصاحب للعب في أكثر من جبهة محلية وقارية، وهي أمور ليست جديدة في عالم كرة القدم وتحدث لأفضل اللاعبين عالميًا.
ومن اللافت أن الهلال نجح مؤخرًا في تحقيق انتصار مهم أمام القادسية ضمن منافسات دوري روشن، في مباراة أقيمت على ملعب "المملكة أرينا"، ما منح الفريق دفعة معنوية إضافية مع اقتراب البطولات الكبرى، ورغم عدم مشاركة البليهي بشكل أساسي في تلك المباراة، إلا أن الجهاز الفني لمّح إلى أنه سيكون ضمن خططه الرئيسية في مونديال الأندية، خاصة في المباريات التي تتطلب حضورًا ذهنيًا عاليًا وخبرة ميدانية أمام خصوم أقوياء.
وتدرك جماهير الهلال أن علي البليهي ليس مجرد لاعب في مركز الدفاع، بل هو شخصية قيادية داخل الملعب، يمتاز بالقتالية والحماس والانضباط التكتيكي، وهي عناصر يفتقر إليها كثير من المدافعين في الكرة الآسيوية، ولهذا، فإن أي تراجع في مستواه لا يُقابل بالتجاهل، بل يثير موجة واسعة من النقاش والاهتمام، لأن تأثيره يتعدى الأداء الفردي ليشمل المنظومة الدفاعية بأكملها.
ومع تبقي أسابيع قليلة فقط على انطلاق البطولة العالمية، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تقييم جاهزية البليهي الفنية والبدنية، وهي فترة قد تشهد تطورًا لافتًا في مستواه بفضل التدريبات المكثفة، والدعم الإداري، وثقة الجهاز الفني، ومع تصاعد الحماس الجماهيري والترقب الإعلامي، يظل الأمل معقودًا على أن يظهر البليهي بأفضل صورة له، ويثبت مجددًا أنه من طينة اللاعبين الكبار القادرين على الظهور تحت الضغط في المحافل الكبرى.
في النهاية، يبقى علي البليهي أحد أبرز الأسماء التي صنعت مجد الهلال في العقد الأخير، ووجوده في قائمة كأس العالم للأندية ليس مجرد قرار فني، بل هو اعتراف بما قدمه وما يمكن أن يقدمه في المستقبل القريب، خاصة إذا استعاد مستواه المعهود في الوقت المناسب، وبقدر ما كانت المرحلة الأخيرة صعبة على اللاعب، بقدر ما تمثل البطولة المقبلة فرصة ذهبية للرد على المشككين، وكتابة صفحة جديدة في مسيرته الرياضية، تحت أضواء البطولة الأهم على مستوى الأندية.