خطوة جديدة من ميتا: متاجر واقعية لعرض تقنيات الواقع المعزز

تتحرك شركة ميتا بخطى جديدة في عالم البيع بالتجزئة، حيث تخطط لتوسيع وجودها في هذا القطاع من خلال افتتاح متاجر فعلية لعرض وبيع أجهزتها الذكية، وذلك وفقًا لوثيقة داخلية حصل عليها موقع "بيزنس إنسايدر"، هذه الخطوة، التي لا تزال في مراحلها الأولى داخل الشركة، تأتي في إطار استراتيجية أوسع تسعى من خلالها ميتا إلى تعزيز مبيعات منتجاتها، خصوصًا تلك التي تعتمد على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، مثل نظارات Ray-Ban Meta وQuest VR.
التحول الجديد في نهج ميتا يعكس رغبة ملحة في محاكاة النموذج الناجح الذي تبنته آبل منذ سنوات، حيث أصبحت متاجرها الفعلية جزءًا لا يتجزأ من التجربة التسويقية والتفاعلية مع المستهلكين، وبينما لم تفصح ميتا بعد عن عدد المتاجر المزمعة أو توقيت افتتاحها، إلا أن إشارات هذا التوجه توحي بتحول نوعي في طريقة تسويق وبيع الأجهزة الذكية التابعة للشركة.
إقرأ ايضاً:الجامعة الإسلامية تفتح أبواب الفصل الصيفي 1446هـ: مواعيد حاسمة وفرص أكاديمية جديدةحرس الحدود يُوقف مخالفين يصيدون الأسماك بطريقة غير قانونية
وتُعد ميتا حديثة العهد نسبيًا في هذا المجال، حيث لا تملك سوى متجر فعلي واحد حتى الآن، وهو "متجر ميتا" الذي افتُتح في عام 2022 في ولاية كاليفورنيا، يتيح هذا المتجر للزوار تجربة الأجهزة مباشرة، من خلال بيئة تفاعلية تحاكي تلك الموجودة في متاجر آبل حول العالم، والتي يزيد عددها عن 500 متجر وتُعد من أبرز عناصر نجاح الشركة الأميركية العملاقة.
وفي عام 2024، خاضت ميتا تجربة مؤقتة عبر متجر خاص أطلقت عليه اسم “Meta Lab” في مدينة لوس أنجلوس، وخصصته لعرض وبيع نظاراتها الذكية فقط، ورغم أن التجربة لم تكن دائمة، فإنها شكّلت اختبارًا أوليًا لردود فعل السوق وسلوك المستهلك تجاه فكرة المتاجر المخصصة لتقنيات الواقع المدمج.
تشير التقديرات إلى أن ميتا تمكنت من بيع أكثر من مليون وحدة من نظاراتها الذكية خلال عام 2024، وهو رقم وصفه الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج بأنه "بداية جيدة"، لكنه لم يُخفِ حقيقة أن هذا الرقم لا يرقى بعدُ إلى تحقيق قفزة نوعية في مسار أعمال الشركة، واعتبر زوكربيرج أن عام 2025 سيكون مفصليًا لتحديد مستقبل هذه المنتجات، سواء بتحولها إلى "منصة حوسبة رئيسية" أو ببقائها ضمن إطار "الرهانات طويلة الأمد".
اللافت أن دخول ميتا إلى سوق البيع بالتجزئة عبر المتاجر لا يحدث في فراغ، بل يندرج ضمن سياق تنافسي أوسع، إذ سبق لعدد من شركات التكنولوجيا الكبرى أن اختبرت هذا النموذج، فقد افتتحت أمازون أول متجر فعلي لها في عام 2015، قبل أن تتوسع لاحقًا وتقلص عدد متاجرها لاحقًا نتيجة مراجعات إستراتيجية.
أما آبل، فهي النموذج الأبرز في هذا المجال، حيث تعتبر متاجرها جزءًا جوهريًا من فلسفتها التسويقية، تُصمَّم هذه المساحات بعناية لتمكين العملاء من تجربة المنتجات بشكل مباشر، مما يعزز من قيمة العلامة التجارية ويرسخ العلاقة مع المستهلك، ويبدو أن ميتا تسير على النهج ذاته، ولكن بنكهة تتماشى مع تقنيات الغد وتطبيقات الواقع الممتد التي تراهن عليها الشركة بقوة.
إذا نجحت ميتا في توسيع شبكة متاجرها وتقديم تجربة مستخدم متكاملة، فقد يمثل ذلك نقطة تحوّل حقيقية في تعامل الناس مع تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، فوجود مساحة فعلية لتجربة هذه المنتجات قد يساعد في إزالة الحواجز النفسية والتقنية التي لا تزال تحول دون تبنيها بشكل واسع، وبينما يترقب السوق هذه الخطوة، يبقى الرهان معلقًا على قدرة ميتا في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس يُحدث فارقًا في سلوك المستهلكين وتوجهات الصناعة.