"إحسان" تفتح باب الأضاحي الرقمية لموسم حج 1446

الأضاحي
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

في إطار التسهيلات الرقمية التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات، أعلنت المنصة الوطنية للعمل الخيري "إحسان" عن فتح باب استقبال طلبات الأضاحي لموسم حج 1446هـ، ضمن خدماتها المتخصصة التي تهدف إلى تمكين الحجاج والمضحين من أداء نسكهم الشرعي بكل يسر وأمان، ويأتي هذا الإعلان بالتعاون مع مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي "أضاحي"، الذي يُعد أحد برامج الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ليشكل خطوة متقدمة في دمج العمل الخيري مع أحدث تقنيات التحول الرقمي، بما يواكب رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الخدمات ورفع كفاءة القطاعات الخدمية.

المنصة أوضحت أن الإجراءات التي يجب اتباعها للاستفادة من الخدمة بسيطة ومباشرة، تبدأ بتسجيل الدخول إلى منصة "إحسان"، ثم اختيار قائمة "برامجنا"، يليها اختيار "برنامج الأضاحي"، ومن ثم تحديد نوع النسك المطلوب سواء كان أضحية أو هديًا، أو حتى فدية أو عقيقة، وتحديد الكمية، ثم توكيل المنصة لتنفيذ النسك نيابةً عن المستخدم، كما تتيح المنصة إمكانية تتبع حالة الطلب بشكل لحظي، ما يعزز من الشفافية ويمنح المتبرع شعورًا بالثقة تجاه آلية التنفيذ والتوزيع.


إقرأ ايضاً:سهم أرامكو يتراجع بحدة وسط ضغوط النفط، والشركة تسعى للاقتراض وبيع الأصولالمرور السعودي يضبط 1528 مركبة ارتكبت هذه المخالفات

ما يميز هذه الخدمة أنها لا تقتصر على موسم الحج فقط، بل تمتد على مدار العام من خلال إتاحة التبرع بالصدقات والعقائق والفديات عبر خطوات إلكترونية مؤتمتة، مما يجعل من "إحسان" قناة رئيسية لمختلف أشكال العمل الخيري، مستفيدة من منظومة تقنية متطورة، تضمن تنفيذ الأعمال في الوقت الشرعي الصحيح، وتوصيلها إلى المستحقين الفعليين عبر شركاء تنفيذ ميدانيين تم اختيارهم بعناية.

تُعد هذه المبادرة امتدادًا للجهود التي تبذلها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، التي كُلفت بإنشاء منصة إحسان بموجب أمر سامي كريم، كإحدى الأدوات الرقمية التي تعكس توجه الدولة نحو تسخير التقنية لخدمة الإنسان، خاصة في المجالات المرتبطة بالخير والتكافل المجتمعي. وتحظى "إحسان" بمتابعة مباشرة من لجنة إشرافية تضم 13 جهة حكومية، تعمل ضمن نظام حوكمة محكم، لضمان سير العمليات وفق أعلى معايير الكفاءة والنزاهة.

وقد استطاعت المنصة خلال فترة قصيرة من الزمن أن تثبت جدارتها في تحقيق أثر ملموس، حيث ساعدت عبر برامجها المتعددة على إيصال العطاء إلى ملايين المستفيدين داخل المملكة، كما شكلت وسيلة موثوقة للمواطنين والمقيمين لتقديم تبرعاتهم، دون قلق من عمليات النصب أو الاستغلال، خاصة في مواسم يكثر فيها الطلب على مثل هذه الخدمات.

ولا يخفى على أحد أهمية هذه الخطوة، خصوصًا في ظل التحديات اللوجستية المرتبطة بأداء نسك الأضحية في موسم الحج، سواء من حيث ازدحام المشاعر أو صعوبة التنظيم الذاتي بالنسبة للكثير من الحجاج، مما يجعل خيار التوكيل الرقمي عبر منصة موثوقة ومرخصة هو الحل الأمثل، لضمان تنفيذ النسك وفق الضوابط الشرعية، وتوزيع اللحوم على المستحقين في مناطق متفرقة، مع تفادي مظاهر الهدر أو العشوائية.

ويأتي ذلك في سياق عام من التحول الرقمي الذي تشهده المملكة في القطاع الخيري، حيث بات من الممكن للمستخدم السعودي أو المقيم أن يشارك في مختلف الأعمال الخيرية، من أي مكان وفي أي وقت، عبر هاتفه الذكي أو جهاز الحاسوب، وهو ما يعزز من مفاهيم الشفافية والمشاركة المجتمعية، ويحفز على الاستدامة في العطاء.

برنامج الأضاحي المقدم عبر "إحسان" لا يمثل مجرد خدمة إلكترونية، بل هو نموذج حيوي يعكس تكامل التقنية مع العمل الخيري، ويعزز من ثقافة التبرع المؤسسي، ويضع معيارًا جديدًا لما يمكن أن تكون عليه المبادرات الخيرية في المستقبل، كما يؤكد أن المملكة ماضية بثبات في دعم بنيتها التحتية الرقمية، ليس فقط في القطاع الاقتصادي أو التعليمي، بل في العمل الخيري والإنساني أيضًا، باعتباره جزءًا أصيلًا من هوية المجتمع السعودي.

إن فتح باب التوكيل الرقمي لأداء الأضاحي، مع ضمان التنفيذ الشرعي والتوزيع السليم، هو خطوة تصب في مصلحة الحاج والمضحي والمستفيد، وتؤكد أن الابتكار والتكنولوجيا لم تعدا حكرًا على القطاعات التجارية، بل أصبحت أدوات فعالة لخدمة القيم والمبادئ الإنسانية التي يعتز بها المجتمع السعودي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook