الهلال أو الأهلي؟ مستقبل رونالدو يشعل صيف الانتقالات
وسط أجواء يكتنفها الترقب، يخوض مسؤولون سعوديون مفاوضات حاسمة مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، من أجل إقناعه بالبقاء في الدوري السعودي للمحترفين، بعد أن ألمح اللاعب، الذي يعتبر أحد أبرز الأسماء في عالم كرة القدم، إلى اقتراب رحيله عن نادي النصر، وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن مصدر مطلع، أن المحادثات تتسم بالصعوبة، في ظل رغبة رونالدو في إنهاء مشواره مع "العالمي" بعد موسم خرج فيه الفريق دون تحقيق أي بطولة محلية أو قارية، رغم تألقه الفردي اللافت.
وكان رونالدو قد أشعل الجدل بنشره عبارة "هذا الفصل قد انتهى" عقب نهاية الموسم، في إشارة فهمها كثيرون بأنها إعلان غير مباشر عن نهاية تجربته مع النصر، التي بدأت مطلع عام 2023، عقب انتقاله من مانشستر يونايتد في صفقة أحدثت ضجة عالمية، وأكمل الفريق موسمه محتلاً المركز الثالث في الدوري، بينما فشل في التتويج بلقب دوري أبطال آسيا بعد خروجه من الدور نصف النهائي، على الرغم من تصدر النجم البرتغالي قائمة الهدافين بـ25 هدفًا.
إقرأ ايضاً:"صفقة صيفية مدوية تلوح في الأفق" النصر يستهدف نجم مانشستر يونايتدصفقات إدارية من العيار الثقيل في الأهلي ورحيل صادم إلى فالنسيا
بحسب المصدر، فإن الخيار المفضل حاليًا يتمثل في انتقال رونالدو إلى الهلال، الذي يحظى بحضور قوي على الساحة المحلية والقارية، ويستعد للمشاركة في النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية التي تنطلق في 14 يونيو المقبل بالولايات المتحدة، كما تبرز أيضًا احتمالية انتقاله إلى الأهلي، بطل دوري أبطال آسيا، حيث يسعى صندوق الاستثمارات العامة، المالك لحصص في أبرز أندية المملكة، إلى استثمار استمرار رونالدو في الدوري بأفضل صورة ممكنة، سواء من خلال النصر أو عبر قميص نادٍ منافس.
وينتهي عقد رونالدو في 30 يونيو، بينما يفتح باب انتقالات خاص بين 1 و10 يونيو، مخصص للأندية الـ32 المشاركة في كأس العالم للأندية، مما يفتح الباب أمام انتقال مفاجئ في اللحظات الأخيرة، مع ارتباط اسم النجم البرتغالي بالمشاركة المحتملة في البطولة العالمية، بحسب ما أكده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، الذي أشار إلى وجود مناقشات في هذا الشأن.
وقال إنفانتينو، في حديث مع صانع المحتوى الشهير IShowSpeed، إن هناك إمكانية لرؤية كريستيانو رونالدو ضمن صفوف أحد الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية، مضيفًا: "هناك مناقشات، ومن يدري؟"، هذا التصريح زاد من حدة الترقب بشأن مستقبل اللاعب، الذي كان له دور بارز في تطوير الدوري السعودي خلال العامين الماضيين، وساهم في جذب أسماء عالمية شابة ومخضرمة إلى الملاعب السعودية.
ويرى المراقبون أن استمرار رونالدو في المملكة، سواء مع النصر أو عبر بوابة الهلال أو الأهلي، لا يتعلق فقط بالجوانب الفنية أو التنافسية، بل يرتبط بمشروع رياضي ضخم تقوده السعودية، ويهدف إلى تحويل الدوري المحلي إلى وجهة عالمية، خصوصًا مع استعداد المملكة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034، وضخها استثمارات ضخمة في البنية التحتية الرياضية وفي صفقات اللاعبين، كما حدث مع النجم البرازيلي نيمار، الذي انتقل إلى الهلال قبل أن تنهي الإصابة موسمه بعد سبع مباريات فقط.
وتشير هذه التحركات إلى أن رونالدو، رغم بلوغه سن التاسعة والثلاثين، لا يزال جزءًا محوريًا في الخطة السعودية لصناعة دوري عالمي المستوى، حيث ترى فيه المملكة رمزًا للتأثير الإعلامي والرياضي الذي ساهم في تسليط الضوء على تطور الكرة السعودية، وقد تكون مشاركته في كأس العالم للأندية دافعًا إضافيًا لاتخاذ قرار البقاء، في حال قُدمت له العروض المناسبة على المستويين المالي والتنافسي.
وبينما يتابع عشاق الكرة حول العالم تطورات هذه القصة، يبقى مستقبل رونالدو معلقًا على نتائج المفاوضات الجارية خلف الأبواب المغلقة، وسط رغبة سعودية واضحة في مواصلة كتابة فصول جديدة من النجاح والتأثير العالمي، بدأت بالفعل منذ لحظة توقيعه الأولى في الدوري السعودي، وما زالت فصولها تُكتب بشغف وإصرار.