هل يتجه الدون للرحيل؟ تراجع قيمة رونالدو يثير التكهنات حول مستقبله

تلقي أسطورة كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم نادي النصر السعودي، صدمة حقيقية مع إعلان أحدث التقييمات المتعلقة بالقيمة التسويقية لنجوم دوري المحترفين السعودي لموسم 2024-2025، حيث وجد اسمه خارج قائمة العشرين الأغنى في المسابقة، هذا التراجع اللافت في قيمة "الدون" التسويقية يطرح تساؤلات عدة حول مستقبله في الملاعب السعودية، خاصة مع تقدمه في العمر ودخول مسيرته منعطفًا جديدًا.

انتقل كريستيانو رونالدو، البالغ من العمر 40 عامًا، إلى صفوف نادي النصر في شتاء عام 2023 في صفقة انتقال حر، وذلك بعد فسخ عقده مع ناديه السابق مانشستر يونايتد إثر خلافات مع المدرب الهولندي إيريك تين هاغ، ورغم هذا التغيير الكبير في مسيرته، حافظ النجم البرتغالي على معدلاته التهديفية العالية في الملاعب السعودية، حيث سجل 93 هدفًا من أصل 105 مباريات خاضها بقميص "العالمي" في مختلف البطولات، ليؤكد بذلك قدرته الفائقة على هز الشباك رغم كل الظروف.

وفقًا لأحدث مؤشرات منصة "ترانسفير ماركت" المتخصصة في تقييم اللاعبين، جاء رونالدو في الترتيب الرابع والعشرين على لائحة أغلى لاعبي الدوري السعودي للموسم الحالي، بقيمة تسويقية لم تتجاوز 12 مليون يورو، هذه القيمة تعد الأدنى في مسيرة اللاعب الكروية الحافلة بالإنجازات، حتى أنها تقل عن قيمته حين غادر لشبونة مراهقًا متوجهًا إلى مانشستر يونايتد، حيث بلغت آنذاك 18 مليون يورو، وعلى النقيض تمامًا، شهدت مسيرة رونالدو أوج تألقه التسويقي في أربعة أعوام مختلفة خلال فترته الأسطورية مع ريال مدريد (2014، 2015، 2016، 2018)، عندما وصلت قيمته التسويقية إلى 120 مليون يورو، ما يعكس الفارق الشاسع بين الأمس واليوم.

ويُعد تراجع القيمة التسويقية للاعبين ظاهرة طبيعية تتناسب عكسيًا مع التقدم في العمر، وهو ما ينطبق على حالة كريستيانو رونالدو، فالعمر عامل أساسي يؤثر على تقييم اللاعبين في سوق الانتقالات، بالإضافة إلى معايير أخرى تشمل الحفاظ على المستويات الفنية الفائقة والنسق الثابت طوال فترات الموسم، هذه المعايير مجتمعة تساهم في تحديد قيمة اللاعب التسويقية ومدى جاذبيته للأندية، وهو ما يفسر جزئيًا هذا التراجع في قيمة "صاروخ ماديرا".

ورغم الأرقام التهديفية المميزة التي حققها رونالدو مع النصر، حيث أحرز 35 هدفًا وقدم 4 تمريرات حاسمة في 41 مباراة بالموسم المنقضي، إلا أن النجم البرتغالي أخفق في حصد أي لقب كبير مع فريقه على مدار ثلاثة مواسم متتالية، هذا الإخفاق يفتح أبواب التكهنات على مصراعيها في الأوساط الصحفية السعودية، حول إمكانية رحيله عن النصر في سوق الانتقالات الصيفية لعام 2025، بحثًا عن تحدٍ جديد قد يعيد إليه بريق الألقاب.

تتزايد هذه التكهنات بشأن مستقبل رونالدو مع النصر، خاصة مع انتهاء عقده في الثلاثين من يونيو المقبل، وما يتردد عن تجميد مفاوضات التجديد، وقد ألمح رونالدو نفسه إلى هذا الغموض في تغريدة مثيرة للجدل نشرها على حسابه الرسمي بمنصة "إكس" قبل أيام، جاء فيها: "نهاية فصل لكن القصة لا زالت مستمرة؛ ممتن للجميع"، ما زاد من حجم الشائعات التي تتحدث عن قرب رحيله عن النادي السعودي بعد مسيرة لم يحصد خلالها سوى لقب البطولة العربية للأندية، التي تُعتبر بطولة ودية في النهاية.

في خضم هذه التكهنات، أثار رئيس نادي رايو فاييكانو الإسباني، راؤول مارتين بريسا، ضجة كبيرة بتصريح غير متوقع يعكس مدى الرغبة في عودة النجم البرتغالي إلى الليغا، فقد صرح بريسا لإذاعة "ماركا" الإسبانية بأنه مستعد للسفر إلى السعودية لإعادة كريستيانو رونالدو "بين ذراعيه" إذا أصبح متاحًا، في تعبير صريح عن طموحه ورغبته الجامحة في رؤية الأسطورة بقميص فريقه، ورغم صعوبة تحقق هذا الأمر على أرض الواقع، خاصة أن رايو فاييكانو لا يُعد من الأندية الكبرى في إسبانيا، إلا أن هذا التصريح يؤكد الحنين الكبير لعودة الدون إلى الملاعب الإسبانية التي شهدت سنوات مجده.

ويبقى مستقبل كريستيانو رونالدو محاطًا بالغموض، فبين طموحه في تحقيق هدفه الأسطوري بتسجيل 1000 هدف في مسيرته الكروية، والذي يبتعد عنه بنحو 60 هدفًا فقط، وبين تراجع قيمته التسويقية وغياب الألقاب الكبرى، تتشكل ملامح المرحلة القادمة في مسيرة أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، فهل يختار الدون تحديًا جديدًا يعيد إليه وهج الألقاب، أم يفضل الاستمرار في السعودية وسط التكهنات حول إمكانية العودة إلى الملاعب الأوروبية؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف الإجابة عن هذه التساؤلات.

• قبل السيف بساعات: ضابط سعودي ينقذ سجينًا من القصاص
• فرصة أخيرة للسلام.. هل تنجح وساطة تركيا في جمع بوتين وزيلينسكي وترامب في إسطنبول؟