مكة تجهز شبكة الطرق للحج: أكثر من 25 ألف شارع في جاهزية كاملة

في إطار استعداداتها المتكاملة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، أعلنت أمانة العاصمة المقدسة عن استكمال كافة التجهيزات الميدانية والفنية المتعلقة بشبكة الطرق والجسور والأنفاق في مكة المكرمة، وذلك لضمان جاهزية البنية التحتية الحيوية وتسهيل حركة ضيوف الرحمن خلال موسم حج 1446هـ، وتأتي هذه الجهود تماشيًا مع توجيهات القيادة الرشيدة التي تؤكد دائمًا على ضرورة توفير أقصى درجات الراحة والسلامة للحجاج، من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم.
وانطلقت أعمال الأمانة ضمن خطة تشغيلية دقيقة وشاملة تضمنت تنفيذ برامج موسعة لصيانة وتشغيل الطرق والمرافق التابعة لها، بهدف تحقيق أعلى مستويات الانسيابية المرورية، وتفادي أي اختناقات أو أعطال قد تؤثر على حركة الحجيج، خاصة في أوقات الذروة، وشملت الخطة الاستفادة من أجزاء من المشاريع الجديدة التي تم إنجازها جزئيًا، بالإضافة إلى فتح طرق بديلة لتدعيم تدفق المركبات والحافلات بشكل منظم وآمن بين المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.
إقرأ ايضاً:صفقات إدارية من العيار الثقيل في الأهلي ورحيل صادم إلى فالنسيا"نجم الهلال" يغري مجرشي بعرض تاريخي لا يرفض قبل المونديال
وركّزت الأمانة في برنامجها المتكامل على صيانة وتأهيل المحاور الرئيسة المؤدية إلى الحرم المكي والمشاعر، بما يشمل أعمال السفلتة وتجديد الأرصفة، وصيانة الأنفاق والجسور الحيوية، فضلًا عن تحديث اللوحات الإرشادية لضمان وضوح الاتجاهات وتسهيل التنقل، كما أُعيد طلاء العلامات الأرضية والمرورية على الطرق، لتوفير أقصى درجات الإرشاد البصري لقائدي المركبات والمشاة على حد سواء.
ولم تغفل الأمانة عن الجوانب الفنية الدقيقة التي تمس سلامة الطريق وجودته، حيث خصصت فرقًا ميدانية على مدار الساعة للقيام بأعمال معالجة الحفر والتشققات والقطوعات الطارئة، إلى جانب صيانة البلاط والبردورات، وإصلاح الهبوطات المفاجئة التي قد تؤثر على سير المركبات أو المشاة، مع التأكيد على استمرارية تلك العمليات طوال أيام الموسم دون انقطاع، لضمان الاستجابة الفورية لأي طارئ.
وتتميّز مكة المكرمة بشبكة طرق ضخمة تُعد من بين الأكثر تعقيدًا وتداخلًا على مستوى العالم الإسلامي، إذ تضم أكثر من 473 شارعًا رئيسًا، وما يزيد عن 25,000 شارع فرعي، إلى جانب 92 جسرًا و62 نفقًا بتصاميم هندسية مختلفة وأطوال متنوعة، تخضع جميعها لصيانة دورية دقيقة تحت إشراف كوادر فنية وهندسية متخصصة، تضمن التحقق من جودة البنية التحتية وتوافقها مع أعلى معايير السلامة المرورية.
وتأتي هذه التحركات التنظيمية والخدمية في سياق استعدادات أوسع تقودها الجهات المعنية بموسم الحج، لضمان انسيابية الحركة وتنقل الحجاج بكل يُسر، وبما يُسهم في رفع كفاءة الأداء العام للمنظومة المرورية في المدينة المقدسة خلال هذا الحدث الديني الاستثنائي، وتُعد أمانة العاصمة المقدسة أحد الأعمدة الرئيسة في هذه المنظومة، لما تضطلع به من مسؤوليات تتعلق بالبنية التحتية والخدمات البلدية.
وتؤكد الأمانة أنها ماضية في تعزيز جاهزيتها الكاملة عبر فرقها الميدانية المدربة وتقنياتها الحديثة، لخلق بيئة حضرية آمنة ومستقرة تدعم أهداف المملكة في تقديم أفضل خدمة لضيوف الرحمن، وتعكس صورة مشرقة عن القدرات الوطنية في إدارة الحشود الكبرى والبنية التحتية في أكثر مدن العالم ازدحامًا خلال موسم الحج.