الهلال يتحرك لتعويض رحيل العويس.. والكسار أقرب المرشحين

الهلال
كتب بواسطة: سعيد مبارك | نشر في  twitter

يواصل نادي الهلال السعودي محاولاته لترتيب أوراقه الفنية، وتحديدًا على مستوى حراسة المرمى، بعد أن حسم ملف رحيل الحارس الاحتياطي محمد العويس عن صفوف الفريق الأول، وغياب العويس، الذي كان يُعد بديلًا مميزًا في كثير من الفترات، يفتح باب التساؤلات حول البديل المرتقب، خصوصًا أن الفريق يعتمد بشكل أساسي على الحارس المغربي الدولي ياسين بونو، الذي فرض نفسه رقمًا صعبًا في التشكيل الأساسي منذ قدومه.

ورغم أن العويس لم يكن الحارس الأول في الفريق خلال الفترة الماضية، إلا أن وجوده كان يشكل عنصر أمان فنيًا، ويمنح الجهاز الفني مرونة في مواجهة حالات الطوارئ، أو توزيع المشاركات في أكثر من بطولة، ومع ذلك، بدا واضحًا أن العويس قرر الخروج بحثًا عن فرصة حقيقية للمشاركة، مدفوعًا بطموحه الشخصي في العودة إلى تمثيل المنتخب الوطني خلال الاستحقاقات المقبلة، وهو ما لا يمكن تحقيقه من دكة البدلاء، حتى في نادٍ كبير مثل الهلال.


إقرأ ايضاً:إنجاز سعودي.. مطار جدة يحصد المركز الثالث في تصنيف ACIزيدان يكشف النقاب عن حلمه الأكبر ويؤكد جاهزيته لقيادة المنتخب

واختار العويس وجهته القادمة بانضمامه إلى نادي العُلا، الذي سيلعب في دوري يلو خلال الموسم المقبل. هذا الانتقال لا يُعد مفاجئًا بالنظر إلى رغبة اللاعب في الحصول على دقائق لعب فعلية، حتى وإن تطلب الأمر خطوة إلى الوراء على مستوى تصنيف الدوري، ومن المعروف أن الجهاز الفني للمنتخب السعودي لا يغفل عن أداء اللاعبين حتى في الدرجات الأدنى، ما داموا يقدمون مستويات ثابتة ومقنعة.

في المقابل، لم تقف إدارة الهلال مكتوفة الأيدي أمام هذا النقص العددي في مركز حساس كحراسة المرمى، بل بدأت بالفعل تحركاتها في السوق من أجل التعاقد مع بديل يملأ الفراغ، ويكون جاهزًا عند الحاجة، وتشير التقارير الإعلامية الأخيرة إلى أن اسم أحمد الكسار، حارس مرمى نادي القادسية، بات مطروحًا بقوة على طاولة المفاوضات، ليكون هو البديل المنتظر لياسين بونو في الموسم المقبل.

ويُعرف الكسار بخبرته الكبيرة في الملاعب السعودية، وقدرته على التعامل مع الضغط، وهو ما يجعل منه خيارًا منطقيًا لنادي بحجم الهلال، كما أن انضمامه لن يشكل عبئًا ماليًا كبيرًا مقارنة بالتعاقد مع حارس أجنبي، بالإضافة إلى انسجامه المتوقع مع أجواء الدوري المحلي.

ويبدو أن إدارة الهلال، بقيادة فهد بن نافل، تحاول التعامل بمرونة مع هذا الملف، دون التسرع في اتخاذ قرارات قد تؤثر على استقرار الفريق، فالحفاظ على توازن التشكيلة، وتوفير بدائل جاهزة في كل مركز، يمثل أحد المفاتيح الرئيسية لأي فريق يسعى لحصد البطولات، وهو ما يضعه الهلال دائمًا ضمن أولوياته.

رحيل العويس يُسلّط الضوء من جديد على إشكالية تعايش اللاعبين الدوليين مع دكة البدلاء في الأندية الكبرى، وهي ظاهرة باتت تتكرر في الكرة السعودية مع ازدياد عدد النجوم المحترفين، وارتفاع سقف التنافس داخل الفرق، وقد يجد كثير من اللاعبين أنفسهم أمام خيار صعب إما البقاء في نادي جماهيري كبير والمشاركة المحدودة، أو الرحيل إلى أندية أقل اسمًا بحثًا عن دقائق لعب وعودة ممكنة إلى المشهد الدولي.

الجدير بالذكر أن الهلال لا يواجه أزمة على مستوى الحراسة الأساسية، فبونو يقدّم أداءً مميزًا وثابتًا، لكنه كأي لاعب، معرّض للإصابة أو الإيقاف أو حتى الإرهاق نتيجة المشاركات المتعددة، سواء مع النادي أو منتخب بلاده. وبالتالي، فإن وجود بديل على مستوى عالٍ هو ضرورة فنية وليس ترفًا.

من جهة أخرى، فإن تحركات الهلال في هذا التوقيت تظهر بوضوح مدى حرص الإدارة على التخطيط للموسم المقبل منذ الآن، وعدم ترك الأمور للحظة الأخيرة. كما تعكس إيمان النادي بأن النجاح لا يُبنى فقط على الأسماء الكبيرة، بل على تكامل الأدوار والجاهزية الكاملة لجميع عناصر الفريق.

في انتظار الإعلان الرسمي، تبقى الجماهير الهلالية مترقبة لما ستؤول إليه المفاوضات مع أحمد الكسار أو غيره من الأسماء المطروحة، في ظل رغبة واضحة في الحفاظ على قوة الفريق وتماسكه، خاصة أن الموسم المقبل يحمل الكثير من التحديات، محليًا وقاريًا، وهو ما يتطلب جاهزية كاملة في كل المراكز.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook