شركة "جلوبانت" توسع حضورها في الشرق الأوسط من قلب الرياض

في خطوة استراتيجية تعكس تطلعاتها لتوسيع حضورها في الأسواق العالمية، افتتحت شركة "جلوبانت" (Globant)، المتخصصة في الحلول التكنولوجية الرقمية، مقرها الإقليمي الجديد في العاصمة السعودية الرياض، لتضع بذلك حجر الأساس لمرحلة جديدة من التوسع في منطقة الشرق الأوسط، هذا الافتتاح يمثل محطة رئيسية ضمن مسيرة الشركة التي لم يمضِ على دخولها المنطقة سوى أقل من ثلاث سنوات، لكنه يعكس إدراكًا عميقًا للإمكانات المتنامية في السوق السعودية، ورغبة واضحة في أن تكون جزءًا فاعلًا من التحول الرقمي الجاري في المنطقة.
اختارت "جلوبانت" أن يكون مقرها الجديد في مدينة الملك عبد الله المالية (KAFD)، وتحديدًا في المبنى (1،15)، وهو موقع يعكس رمزية مستقبلية وموقعًا إستراتيجيًا ضمن واحدة من أبرز المناطق الاقتصادية في العاصمة، عبر هذا التمركز الجديد، تسعى الشركة إلى تقديم حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لخدمة قطاعات محورية مثل الإعلام، والترفيه، والسفر، والسياحة، والخدمات المالية، والألعاب الرقمية، مع الالتزام بتقديم تجارب رقمية تتوافق مع الطابع المحلي والثقافة السعودية.
إقرأ ايضاً:تحالف رقمي تاريخي "أرامكو وLTIMindtree " تطلقان "NextEra" لصناعة التحول التقني!رحلات مباشرة بين الرياض ودمشق لأول مرة منذ سنوات طيران ناس يفجّر المفاجأة!
لم يأتِ هذا الحضور المتنامي لشركة "جلوبانت" من فراغ، بل يستند إلى رؤية واضحة للمنطقة بوصفها واحدة من أبرز وجهات الابتكار الرقمي على مستوى العالم، وقد عبّر عن هذه الرؤية مارتن ميجويا، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي للشركة، مؤكدًا أن جوهر "جلوبانت" يقوم على إعادة الابتكار، وقال ميجويا: "افتتاح مقرنا الجديد في الرياض ليس مجرد توسع جغرافي، بل هو تعبير عن التزامنا العميق بأن نكون شركاء في قصة التحول السعودي، حيث لمسنا الإمكانات الكبيرة للمواهب المحلية منذ زيارتنا الأولى، وندرك أن هذه المواهب ستكون محرّكًا رئيسيًا لنمو اقتصاد رقمي جديد ومبتكر".
السياق العام الذي يأتي فيه هذا التوسع يعبّر عن زخم غير مسبوق يشهده سوق التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، فوفقًا للأرقام، فإن هناك تصاعدًا كبيرًا في الاستثمارات الموجهة نحو التقنيات الحديثة، حيث أظهرت نتائج الربع الأول من عام 2025 ارتفاعًا في إيرادات "جلوبانت" بنسبة 84،4% على أساس سنوي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، ما يعكس اتساع الطلب على الحلول الرقمية المتقدمة في هذه الأسواق.
ولم تكن السعودية بمعزل عن هذا الحراك الإقليمي، بل إنها تمثل إحدى أكثر البيئات جاذبية للاستثمار في التكنولوجيا، فبحسب مؤسسة IDC للأبحاث، يُتوقع أن ينمو الإنفاق على خدمات تقنية المعلومات في المملكة بمعدل سنوي مركب يصل إلى 9%، وهو مؤشر يعكس الحراك الواسع الذي تقوده رؤية السعودية 2030 نحو اقتصاد معرفي مستدام، كما توقعت مؤسسة "جارتنر" أن يبلغ حجم الإنفاق على تقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 230،7 مليار دولار خلال العام الحالي، مما يعزز من جاذبية المنطقة لشركات التقنية العالمية.
وجود "جلوبانت" في قلب الرياض يمنحها موقعًا مثاليًا للمساهمة في دعم أهداف المملكة في التحول الرقمي، لا سيما في ظل توجه الحكومة السعودية المتزايد نحو تبني التقنيات الناشئة، وتوفير بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال.
ومن المتوقع أن تسهم الشركة من خلال حلولها التقنية المتقدمة في رفع مستوى الجاهزية الرقمية لدى المؤسسات السعودية، ودفع عجلة الإنتاجية في قطاعات حيوية، مما يعزز من تنافسية الاقتصاد السعودي على الصعيد العالمي.
كما أن التزام "جلوبانت" بالاستثمار في المواهب المحلية يُعد عنصرًا محوريًا في إستراتيجيتها بالمنطقة، حيث تسعى الشركة إلى بناء شراكات حقيقية مع الكفاءات السعودية، وتقديم برامج تدريبية تسهم في تأهيل جيل جديد من المهنيين القادرين على قيادة التحول الرقمي في المملكة، ويمثل ذلك استجابة مباشرة لدعوات الحكومة السعودية لتمكين الكوادر الوطنية في قطاعات التقنية والابتكار، وجعلها شريكًا رئيسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
افتتاح المقر الجديد لـ"جلوبانت" ليس مجرد توسع إداري أو لوجستي، بل هو خطوة مدروسة ضمن خطة أوسع لبناء حضور مؤثر في سوق الشرق الأوسط، وهو يحمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن التحول الرقمي في المنطقة لم يعد خيارًا مستقبليًا، بل هو واقع يتحقق بخطى متسارعة، تقوده شركات تمتلك الرؤية والتقنية والخبرة مثل "جلوبانت".