المركز الوطني "وقاء" يحذر من مخاطر بقايا الأدوية في المنتجات الحيوانية

أوضح المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها "وقاء" أهمية متابعة فترات التحريم المتعلقة باستخدام المستحضرات والأدوية البيطرية في الحيوانات، مشددًا على أن هذه الفترات تُعد ضرورية للحفاظ على سلامة المنتجات الحيوانية وصحة المستهلكين، وتعرف فترة التحريم بأنها الفترة الممتدة من لحظة إعطاء آخر جرعة من الدواء أو المستحضر للحيوان وحتى تخلص الجسم من متبقيات هذا المستحضر أو وصولها إلى مستويات آمنة ومسموح بها وفقًا للمواصفات القياسية المعتمدة داخل المملكة.
ويأتي تحديد فترة التحريم كإجراء وقائي حيوي يهدف إلى منع دخول بقايا الأدوية البيطرية في اللحوم أو الألبان إلى الأسواق، إذ يُحظر تمامًا استهلاك هذه المنتجات الحيوانية أثناء فترة التحريم، وذلك لتفادي أي أضرار صحية قد تنتج عن استهلاك بقايا بعض المستحضرات، ويؤكد "وقاء" أن الالتزام بهذه الفترة يمثل شرطًا أساسيًا لضمان جودة وأمان الغذاء المقدم للمستهلكين، ما يعكس حرص الجهات الرسمية على تعزيز الصحة العامة وحماية المستهلك من المخاطر الصحية المحتملة.
إقرأ ايضاً:أرامكو تستعد لإصدار سندات غير مضمونة بالدولار في خطوة استراتيجية جديدةرياح قوية وأتربة مثارة.. تحذير رسمي من الأرصاد يبدأ غدًا
وحذر المركز من خطورة استهلاك منتجات الماشية أو الدواجن التي لم تنقضِ فترة تحريم المستحضرات البيطرية المعطاة لها، مؤكداً أن ذلك قد يعرض المستهلك إلى مخاطر صحية بسبب تواجد بقايا أدوية قد تسبب تأثيرات سلبية طويلة الأمد، وأشار إلى أن فترة التحريم ليست موحدة لكل المستحضرات، بل تختلف باختلاف نوع الدواء وتركيبته وتأثيره البيولوجي على جسم الحيوان، إذ إن بعض المستحضرات لا تستلزم فترة تحريم، في حين يمتد تحريم بعضها لساعات قليلة، وقد تصل في حالات أخرى إلى عدة أشهر، بحسب نوعية المستحضر وخصائصه الكيميائية والدوائية.
ويشدد "وقاء" على ضرورة توعية أصحاب المزارع ومربي الحيوانات بأهمية الالتزام بفترات التحريم المعلنة، وعدم التهاون في تطبيق هذه التعليمات حفاظًا على سلامة المستهلكين، وكذلك للحفاظ على سمعة المنتجات الوطنية في الأسواق المحلية والعالمية، ويعد هذا الأمر من الأولويات التي تضعها المملكة في إطار حرصها على تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في قطاع المنتجات الحيوانية والزراعية.
ويقوم المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية بمراقبة استخدام المستحضرات البيطرية بشكل مستمر، حيث ينفذ جولات تفتيشية منتظمة على منافذ بيع هذه المستحضرات، للتأكد من تطبيق المنشآت كافة الاشتراطات والمعايير المعتمدة في المملكة، كما يعمل على توعية المستهلكين وأصحاب المزارع بفترات التحريم والإجراءات اللازمة لضمان سلامة المنتجات، إلى جانب مراقبة الوضع الصحي والوبائي في أسواق الماشية، وذلك لضمان عدم تفشي أي أمراض قد تؤثر على صحة الحيوان والإنسان على حد سواء.
كما يقدم المركز دعمه الكامل لوزارة البيئة والمياه والزراعة في عمليات الرقابة والتفتيش على المسالخ العامة والأهلية في مناطق المملكة المختلفة، لضمان تنفيذ معايير السلامة الصحية في ذبح الماشية، ومراقبة أي بقايا دوائية في اللحوم المنتجة، ويُعد هذا التعاون من الركائز الأساسية لتعزيز منظومة الأمن الغذائي في المملكة، وتحقيق سلامة وجودة المنتجات التي تصل إلى المستهلك النهائي.
هذا النهج الرقابي الشامل يعكس حرص المملكة على بناء نظام متكامل للسلامة الحيوانية والغذائية، يعتمد على المراقبة المستمرة والتوعية المكثفة، بما يضمن توافر منتجات حيوانية صحية وآمنة للمواطنين والمقيمين، مع حماية الثروة الحيوانية من مخاطر الأمراض والآفات، ويأتي ذلك في إطار رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة في القطاع الزراعي والبيئي.
في ضوء هذه الجهود المتواصلة، يبقى التزام الجميع – من مزارعين ومربين ومتاجر ومستهلِكين – بالمعايير الصحية، وتطبيق فترات التحريم المقررة، ضرورة لا غنى عنها لتحقيق سلامة الغذاء وحماية صحة الإنسان، مما يضمن استمرار ريادة المملكة في مجال الإنتاج الحيواني الآمن والمتميز.