من الرائد إلى العميد: سنيور ينتقل إلى القمة بعقد طويل الأمد

اقترب نادي الاتحاد من إبرام صفقة جديدة لتعزيز صفوفه في مركز حراسة المرمى، حيث بات مشاري سنيور، حارس مرمى فريق الرائد الأول لكرة القدم، على بُعد خطوة واحدة فقط من التوقيع رسميًا والانضمام إلى صفوف العميد بعقد يمتد لأربعة أعوام، يبدأ فور نهاية الموسم الجاري، وكشفت مصادر خاصة لصحيفة "الرياضية" أن المفاوضات بين إدارة الاتحاد والحارس الشاب بلغت مراحل متقدمة للغاية، ولم يتبقَّ سوى التوقيع النهائي لإنهاء كافة التفاصيل وإعلان الصفقة بشكل رسمي.
سنيور، البالغ من العمر 23 عامًا، يُعد أحد أبرز الأسماء الصاعدة في مركز الحراسة على الساحة الكروية السعودية، وقد ظهر بشكل لافت خلال الموسم الجاري بقميص الرائد، مما لفت أنظار عدة أندية كبيرة، وعلى رأسها الاتحاد، الذي أبدى جدية كبيرة في ضمه ضمن مشروعه المستقبلي، العقد المزمع توقيعه بين الطرفين سيمتد حتى صيف عام 2029، ليكون بذلك أحد أطول العقود التي يمنحها الاتحاد للاعب سعودي شاب في مركز حراسة المرمى خلال السنوات الأخيرة.
إقرأ ايضاً:رياح قوية وأتربة مثارة.. تحذير رسمي من الأرصاد يبدأ غدًامنشور مثير من رونالدو يفتح أبواب التكهنات حول مستقبله
اللاعب الذي نشأ وتدرج في الفئات السنية بنادي الرائد، حظي باهتمام كبير من إدارة ناديه منذ بداياته، حيث جرى تحصينه بعقد احترافي في صيف عام 2020، ليبقى في صفوف الفريق ويواصل تطوره بعيدًا عن أعين المنافسين، ورغم صعوده إلى الفريق الأول منذ موسم 2018–2019، إلا أن سنيور لم يبدأ المشاركة الفعلية والمستمرة في المباريات الرسمية إلا خلال الموسم الجاري، حين أتيحت له الفرصة لإثبات إمكاناته بعد غياب الحارس الأساسي أندريه موريرا بسبب الإصابة.
وخاض سنيور هذا الموسم 23 مباراة بقميص الرائد، 20 منها في منافسات دوري روشن السعودي، و3 مباريات في بطولة كأس الملك، ونجح خلالها في إثبات نفسه رغم التحديات، حيث استقبل 34 هدفًا، وتمكن من الحفاظ على نظافة شباكه في مناسبتين، وبرغم تلك الأرقام المتواضعة نسبيًا، إلا أن ما قدمه من تصديات حاسمة وردود فعل سريعة جعلت منه حارسًا يحظى بثقة فنية متزايدة، خصوصًا مع صغر سنه، ما يعني أن لديه هامشًا كبيرًا للتطور والنضج.
وكانت الأسابيع الأخيرة من الموسم قد شهدت عودة البرتغالي موريرا إلى التشكيلة الأساسية للرائد بعد تعافيه من الإصابة، ما أدى إلى ابتعاد سنيور عن التشكيلة الأساسية، غير أن ذلك لم يقلل من قيمته السوقية أو اهتمام الأندية بخدماته، بل على العكس، ربما ساهم ذلك في تعجيل المفاوضات بينه وبين الاتحاد، الذي يسعى لتأمين مستقبل مركز الحراسة في ظل توجه إداري نحو ضخ دماء جديدة في الفريق.
وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الاتحاد لإعادة بناء الفريق على أسس تضمن له الاستمرارية والمنافسة على الألقاب محليًا وقاريًا، حيث يسعى النادي إلى التوازن بين عناصر الخبرة والعناصر الشابة، فيما يعد استقطاب حارس واعد مثل سنيور خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز الاستقرار الدفاعي للفريق، خاصة مع تقدم بعض الحراس الحاليين في السن أو غيابهم لفترات طويلة بداعي الإصابة.
من المتوقع أن يشهد الإعلان الرسمي عن الصفقة تفاعلًا واسعًا من قبل جماهير الاتحاد، التي لطالما رحبت بتعاقدات تعكس توجه النادي نحو المستقبل، لا سيما حين يتعلق الأمر بلاعبين شباب يحملون طموحات كبيرة ويمتلكون فرصًا حقيقية للتطور، كما أن التعاقد مع سنيور قد يمنح الجهاز الفني مرونة أكبر في تدوير الحراس خلال الموسم الطويل، الذي يشهد مشاركة العميد في عدة بطولات محلية وقارية، ويحتاج إلى عمق في التشكيلة لضمان الاستمرارية في الأداء والمنافسة.
التحاق مشاري سنيور بالاتحاد لن يكون مجرد انتقال عادي، بل قد يشكل نقطة تحول في مسيرته الشخصية، إذ سينتقل من فريق متوسط في جدول الدوري إلى أحد أعرق الأندية السعودية، بما يحمله ذلك من ضغوط ومسؤوليات، ولكن أيضًا من فرص وإمكانيات هائلة لصقل موهبته والتألق على نطاق أوسع، كما أنه سيكون مطالبًا بإثبات نفسه سريعًا في نادٍ لا يقبل إلا بالنتائج الكبيرة، وهو تحدٍ يبدو أن الحارس الشاب مستعد لخوضه بثقة كبيرة.
ومع اقتراب لحظة التوقيع الرسمي، تبقى الأنظار شاخصة نحو المشهد النهائي لهذه الصفقة المنتظرة، التي قد تفتح فصلاً جديدًا في مسيرة حارس شاب بدأ خطواته من الرائد، ويتأهب الآن للارتقاء إلى مستوى أكبر مع العميد.