في تحول مفاجئ: شاومي تتصدر سوق الأجهزة القابلة للارتداء
في تطور لافت في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، تمكنت شركة "شاومي" الصينية من انتزاع الصدارة العالمية من العملاق الأميركي "أبل"، لتصبح أكبر مورد للأساور القابلة للارتداء خلال الربع الأول من عام 2025، هذا التحول يعكس تغيرات استراتيجية حاسمة في صناعة تتطور بوتيرة متسارعة، ويعزز مكانة الشركات الآسيوية في سوق التقنيات الذكية القابلة للارتداء.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة "كاناليس" المتخصصة في أبحاث السوق، فإن الصعود القوي لشاومي يعود بشكل رئيسي إلى تطويرها الملحوظ في سلسلة منتجاتها مثل "Mi Band" و"Redmi Watch"، بالإضافة إلى تركيزها على دمج هذه المنتجات ضمن نظامها التشغيلي الشامل "HyperOS"، وقد ساهم هذا النظام في خلق تجربة متكاملة تربط بين الهواتف الذكية والأساور والساعات الذكية والأجهزة المنزلية، ما عزز من جاذبية منتجات شاومي لدى شريحة أوسع من المستخدمين.
إقرأ ايضاً:ضبط 4 مواطنين بعسير بحوزتهم أكثر من 33 ألف قرص خاضع للرقابةشروط كريستيانو رونالدو تشعل الترقب داخل النصر: مستقبل غامض ونهاية عقد تلوح بالأفق
في المقابل، بدا أن استراتيجية "أبل" قد فقدت بريقها نسبياً في هذه الفئة من المنتجات، إذ أشار التقرير إلى أن الشركة الأميركية لم تقدّم ما يكفي من الابتكار أو التحسينات التي تُغري المستهلكين الجدد، خصوصًا في ظل المنافسة المتصاعدة من الشركات الآسيوية، فرغم طرح "أبل" لساعتها الجديدة "Watch SE 3" بتصميم مختلف، إلا أن ردود الفعل حولها كانت متفاوتة ولم تنجح في توليد الزخم المطلوب.
البيانات التي استعرضها التقرير تكشف أيضًا عن انتعاش عام في سوق الأساور القابلة للارتداء عالميًا، حيث ارتفعت الشحنات بنسبة 13% على أساس سنوي لتصل إلى 46،6 مليون وحدة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، وكان المحرك الأساسي لهذا النمو هو الطلب المتزايد في الأسواق الناشئة على الأساور الأساسية، وهي الفئة التي تتصدرها شاومي من حيث الجودة والسعر المناسب.
شاومي وحدها شحنت 8،7 مليون وحدة خلال هذه الفترة، محققة نموًا سنويًا بنسبة 44%، ويُعزى جزء كبير من هذا النجاح إلى أداء سوار "Redmi Band 5"، الذي حظي بإقبال كبير بفضل مواصفاته التقنية المتقدمة وسعره التنافسي، ولكن كان التركيز الأكبر على منصة "HyperOS" هو ما أضاف بعدًا جديدًا للمنتجات، مميزًا إياها عن بقية المنافسين في السوق.
أما "أبل"، فقد احتلت المركز الثاني بعدما شحنت 7،6 مليون وحدة، بزيادة طفيفة بلغت 5% فقط، وانخفضت حصتها السوقية من 19% إلى 16%، مما يعكس حالة التباطؤ في مبيعاتها، ويبدو أن "أبل" تواجه تحديات متزايدة في الحفاظ على مكانتها، خاصة مع دخول لاعبين جدد للسوق وتقديمهم لخيارات أكثر تنوعًا من حيث التصميم والسعر والوظائف.
من جانبها، حافظت شركة "هواوي" على موقعها في المركز الثالث بعد أن سجلت شحنات بلغت 7،1 مليون وحدة، ويعود الفضل في ذلك إلى الأداء القوي لسلسلتي "GT" و"Fit"، فضلًا عن التوسع المتواصل لتطبيق "Huawei Health"، الذي بات يحظى بانتشار عالمي متزايد ويقدم تجربة صحية رقمية متكاملة للمستخدمين.
في المرتبة الرابعة، جاءت "سامسونغ" التي حققت أكبر قفزة بين كبار المصنعين، ورغم أن التقرير لم يكشف عن أرقام دقيقة لمبيعاتها، إلا أن النمو اللافت الذي سجلته الشركة الكورية يشير إلى ديناميكية قوية في استراتيجيتها التسويقية والتقنية، ربما بفضل دمج منتجاتها القابلة للارتداء ضمن منظومتها الأشمل من الهواتف وأجهزة اللياقة والتطبيقات الذكية.