تحت مجهر إنفانتينو: هل يُعاد رونالدو إلى الواجهة العالمية في كأس العالم للأندية؟

بشكل غير متوقع، ألقى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، بظلال من الشك والتكهنات حول مشاركة الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو في النسخة الموسعة القادمة من كأس العالم للأندية 2025.
وجاءت تصريحات إنفانتينو خلال مقابلة بثها أحد مشاهير "اليوتيوب"، لتفتح الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات غير متوقعة قد تشهد ظهور "الدون" بقميص نادٍ غير ناديه الحالي النصر السعودي، الذي لم يتأهل للبطولة هذه التصريحات، التي أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط الكروية، تعكس على ما يبدو رغبة الفيفا في إضفاء مزيد من الزخم والبريق على البطولة بنسختها الجديدة التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية.
إقرأ ايضاً:وزارة الحج تحذر: الأمتعة الزائدة تُعطّل حركة الحجيج في الحرمين!16 ألف متر من الراحة: كيف يغيّر الأسفلت المطاطي تجربة الحجاج؟
إنفانتينو، وهو يرد على استفسارات حول إمكانية رؤية رونالدو في مونديال الأندية، لم ينفِ الأمر بل أكد وجود "مناقشات" مع أندية معينة، مشيرًا إلى أن "من يدري" ما قد يحدث في الفترة المقبلة، لم تكن هذه التصريحات مجرد إشارة عابرة، بل كانت تحمل في طياتها تلميحات واضحة إلى إمكانية انتقال النجم البرتغالي مؤقتًا، أو حتى بشكل دائم، إلى أحد الأندية المشاركة في البطولة.
وذلك لضمان تواجده في هذا الحدث الكروي الكبير، هذا الغموض الذي اكتنف تصريحات رئيس الفيفا عزز من حدة الشائعات التي تربط رونالدو بالعديد من الأندية حول العالم، خاصة تلك التي ضمنت مقعدها في كأس العالم للأندية.
ما يزيد الأمر تعقيدًا وإثارة هو الموقف الحالي لعقد كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي، فاللاعب الذي يحتفل بعامه الأربعين يخوض مفاوضات لتمديد عقده مع النادي العاصمي، إلا أن التوصل لاتفاق نهائي لم يتم بعد.
وفي ظل هذه المفاوضات الجارية لم تكن إدارة أعمال رونالدو راضية عن تصريحات إنفانتينو، حيث أبدت امتعاضها من ربط اسم اللاعب بصفقات محتملة دون وجود أي اتفاقات فعلية، خاصة وأن النصر ليس لديه أي نية لإعارة نجمه الأول، هذا التوتر بين رغبة الفيفا في استقطاب النجوم وواقع الارتباطات التعاقدية للاعبين يبرز تحديًا كبيرًا أمام المنظمين.
وتأتي هذه التكهنات في ظل استعدادات الفيفا لإطلاق النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية، والتي ستضم 32 فريقًا لأول مرة في تاريخ البطولة، يهدف الفيفا من خلال هذا التوسع إلى تحويل البطولة إلى حدث عالمي يضاهي في أهميته كأس العالم للمنتخبات، ولا شك أن تواجد أسماء بحجم كريستيانو رونالدو سيضيف قيمة تسويقية وجماهيرية هائلة للبطولة، وهو ما يفسر حرص إنفانتينو على الإشارة إلى إمكانية مشاركة "الدون".
تحدثت تقارير إعلامية مختلفة عن اهتمام عدة أندية عالمية بالتعاقد مع رونالدو، حتى لو كان ذلك على سبيل الإعارة أو بعقد قصير الأمد يقتصر على فترة البطولة من بين هذه الأندية، برزت أسماء برازيلية مثل فلامنغو وبالميراس، إضافة إلى أندية مكسيكية مثل باتشوكا ومونتيري.
كما تردد اسم نادي الوداد الرياضي المغربي، المشارك في البطولة، الذي أبدى رئيسه ترحيبًا بالتعاقد مع رونالدو، وإن كان بشروط مالية تتناسب مع إمكانيات النادي، مؤكدًا أن الهدف الأسمى هو تواجده في الحدث الكبير.
وعلى الرغم من أن النصر السعودي، النادي الحالي لرونالدو، لم يتأهل للبطولة، إلا أن هذا لا يعني استحالة مشاركة اللاعب فقد أعلن الفيفا عن فتح "نافذة تسجيل استثنائية" للأندية المشاركة في الفترة من 1 إلى 10 يونيو المقبل، مما يمنح الأندية فرصة لإتمام صفقات جديدة قبل انطلاق المنافسات، هذه النافذة الاستثنائية هي ما يفتح الباب أمام السيناريوهات المفاجئة التي قد تشهد تغييرًا في قميص رونالدو لخوض غمار هذه البطولة العالمية.
تبقى الأسئلة معلقة حتى الآن: هل نشهد انتقالاً مؤقتًا لرونالدو إلى أحد الأندية المشاركة ليزيد من بريق كأس العالم للأندية؟ أم أن هذه التصريحات لا تعدو كونها محاولة من الفيفا لإثارة الجدل وجذب الانتباه نحو البطولة الجديدة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بكشف حقيقة هذا الغموض، وإن كان المؤكد أن اسم كريستيانو رونالدو لا يزال قادرًا على إشعال حماس الجماهير وإثارة التساؤلات في كل المحافل الكروية.
إنفانتينو، بتصريحاته المتناقضة التي تارة تلمح إلى إمكانية وتارة أخرى تترك الأمر للظروف، يضع الكرة في ملعب اللاعب نفسه والأندية المعنية، فبين رغبة الفيفا في تسويق بطولة عالمية بمشاركة أبرز النجوم، وواقع التزامات اللاعبين وعقودهم، تتشكل لوحة فنية معقدة من الاحتمالات التي قد تعيد رسم خريطة مشاركات "صاروخ ماديرا" في المستقبل القريب.