تصميم أنيق يضع سامسونغ في اختبار الموازنة بين الشكل والمضمون
بعد شهور من الترقب، أعلنت شركة سامسونغ رسميًا عن إطلاق هاتفها الجديد "غلاكسي إس 25 إدج" خلال حدثها السنوي في مدينة سان خوسيه الأميركية، كاشفة عن تصميم فائق النحافة لم يسبق أن قدمته في سلسلة هواتفها الذكية، في خطوة تمثل رهانا جديدا على جمالية الشكل مقابل بعض التضحيات التقنية، مما يعكس تحولا في استراتيجية الشركة لمواكبة المنافسة المتزايدة في سوق بات يميل لإعادة تدوير التجارب بدلاً من ابتكارها.
ويأتي الهاتف الجديد، الذي يُعد نسخة أنحف من طراز "إس 25 بلس"، بشاشة OLED كبيرة بقياس 6.7 إنشات، ويعمل بمعالج "سناب دراغون 8 إليت" المخصص لسامسونغ، مدعوما بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة. وتركز سامسونغ من خلال هذا الإصدار على مخاطبة فئة المستخدمين الذين يعطون الأولوية للمظهر والأناقة، وهو ما يتضح من تصميمه النحيف الذي لا يتجاوز 5.8 ملم، مما يجعله أنحف جهاز تقليدي تقدمه الشركة، كما أن وزنه البالغ 163 غراما يمنحه أفضلية من حيث سهولة الحمل مقارنة بالهواتف المنافسة.
إقرأ ايضاً:الفيفا يُحدد مسار كأس العرب 2025: تصنيفات ومواجهات حاسمةضربات أمنية متزامنة تُسقط مروّجين ومهرّبين في 6 مناطق بالمملكة: الشبو والحشيش والقات في قبضة العدالة
ورغم أن النحافة لا تظهر بوضوح عند النظر للجهاز، إلا أن الفرق يلمسه المستخدم عند الإمساك به، وهي نقطة تسويقية تحاول سامسونغ استغلالها، لا سيما عند مقارنته بطراز "بلس" الأكثر سماكة. ويتوفر "إس 25 إدج" بثلاثة ألوان راقية مستوحاة من التيتانيوم، تعزز من فخامته، فيما لا يبدو هذا التصميم الملفت واضحًا عند وضع غطاء حماية، وهو ما قد يؤثر على جاذبيته البصرية.
ورغم التركيز على الشكل، لم تتنازل سامسونغ عن المتانة، إذ زودت الجهاز بإطار من التيتانيوم وزجاج "غوريلا غلاس سيراميك 2"، مع تصنيف مقاومة IP68، ليحافظ الهاتف على صلابته في ظروف الاستخدام اليومية. أما من حيث الكاميرات، فقد اختارت الشركة الاعتماد على عدستين فقط: رئيسية بدقة 200 ميغابكسل، وأخرى فائقة الاتساع بدقة 12 ميغابكسلا، وهو ما اعتبره كثيرون تراجعا عن تنوع العدسات، إذ غابت الكاميرا المقربة التي تتيح خيارات تصوير أوسع.
أما على صعيد الأداء، فقد ضم الهاتف معالجا قويا وذاكرة RAM بحجم 12 غيغابايت، ليقدم تجربة استخدام سلسة سواء في المهام الثقيلة أو الترفيه، لكن حجم البطارية البالغ 3900 ميلي أمبير يثير التساؤلات، خصوصًا أن قدرة التحمل أقل من باقي إصدارات السلسلة. ومع تأكيد سامسونغ أن الجهاز يصمد ليوم كامل، إلا أن تراجع الأداء المتوقع للبطارية مع الوقت قد يشكل عائقا في ظل التزام الشركة بدعم الجهاز بتحديثات أمنية ونظامية لمدة سبع سنوات.
ويتوفر "غلاكسي إس 25 إدج" حاليا للطلب المسبق، ويُطرح رسميًا في الأسواق بتاريخ 30 مايو، بسعر يبدأ من 1099.99 دولارا، ويصل إلى 1219.99 دولارا للنسخة الأعلى سعة، ما يضعه في موقع متوسط بين "إس 25 بلس" و"إس 25 ألترا" من حيث السعر، بينما تتقارب مواصفاته مع "بلس" ولكن مع بعض التنازلات.
وتراهن سامسونغ على التصميم كقيمة مضافة في سوق يبحث عن التجديد، ومع أن الهاتف سيجذب فئة محبة للأناقة والخفة، إلا أن غياب بعض الميزات الأساسية قد يجعل منه خيارًا غير مثالي لمحبي الأداء المتكامل. ويبقى الحكم الحقيقي رهن تجارب الاستخدام الفعلية التي ستحدد ما إذا كان التصميم وحده كافيًا لإقناع المستهلك الحديث.