"سدايا" تبهر المغرب: تقنيات سعودية تسهل رحلة الحجاج
في إطار الجهود السعودية الرامية إلى تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن منذ لحظة مغادرتهم بلادهم، أسهمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بدور بارز في دعم منظومة العمل التقنية لمبادرة "طريق مكة" في مطار محمد الخامس الدولي بالمملكة المغربية، عبر تسخير أحدث ما توصلت إليه من تقنيات في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، لتيسير وتسريع إجراءات سفر الحجاج ضمن منظومة متكاملة تنفذها وزارة الداخلية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة.
وقد قامت "سدايا" بتجهيز صالة المبادرة في المطار بأنظمة تقنية متقدمة شملت منصات إلكترونية عالية الكفاءة وأجهزة دعم ذكية، ما أسهم في تسريع عمليات تسجيل البيانات، وتيسير إنهاء الإجراءات في وقت قياسي، مع ضمان أعلى درجات المرونة والدقة، وتأتي هذه الجهود كجزء من الالتزام السعودي المتواصل بتوفير أفضل الخدمات التقنية لضيوف الرحمن، وضمان راحتهم وسلامتهم منذ لحظة انطلاقهم من أوطانهم وحتى وصولهم إلى الأراضي المقدسة.
إقرأ ايضاً:الإمارات: افتتاح أكبر مركز تأشيرات في العالم بطاقة 10 آلاف طلب يوميًابدون انتظار أو شرائح تقليدية: السعودية تُطلق خدمة اتصال رقمية للحجاج
وفي هذا السياق، أوضح مشرف فريق "سدايا" في المغرب، عادل بن صالح الدبيان، أن الكوادر الوطنية التي شاركت في تنفيذ المبادرة عملت على تأسيس بنية تحتية رقمية متكاملة، تم تصميمها وفق أعلى المعايير الفنية، ما يضمن استمرارية الأداء ودقة تنفيذ العمليات وسرعتها، وهو ما عكس كفاءة الكفاءات السعودية وقدرتها على قيادة المشاريع التقنية المتقدمة خارج حدود الوطن، وأضاف أن الدعم الفني والتشغيلي لصالة المبادرة مستمر على مدار الساعة، من خلال فريق متخصص في الأنظمة والتقنيات، يقوم بمراقبة الأداء، ومعالجة أي تحديات طارئة، وتقديم الحلول في الوقت الحقيقي.
ولم تقتصر مشاركة "سدايا" على البنية التحتية التقنية فقط، بل شملت أيضًا توفير حلول ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في رفع كفاءة الإجراءات وتوفير تجربة استباقية سلسة للحجاج، وتعكس هذه الحلول مدى التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال التقنية، ومدى قدرتها على تصدير خبراتها إلى دول العالم الإسلامي، بما يعزز من صورتها الدولية كمركز تقني متطور، يضع خدمة الإنسان – خصوصًا في مناسبات دينية عظيمة كالحج – في مقدمة أولوياته.
وتُعد مبادرة "طريق مكة" إحدى المبادرات النوعية التي أطلقتها المملكة لتسهيل قدوم الحجاج من عدة دول، عبر إنهاء إجراءات الجوازات والتفتيش الجمركي وفحص الأمتعة في مطارات دولهم، قبل مغادرتهم إلى السعودية، لتصل رحلاتهم إلى مطارات المملكة كأنها رحلات داخلية، ما يسهل على الحجاج تجربة الوصول والانتقال مباشرة إلى مقار إقامتهم، وتأتي مشاركة "سدايا" في هذه المبادرة امتدادًا لدورها كممكن تقني أساسي، يتكامل مع جهود الجهات الحكومية الأخرى، ويسهم في تنفيذ أهداف رؤية السعودية 2030، ولا سيما برنامج "خدمة ضيوف الرحمن" الذي يسعى إلى الارتقاء بتجربة الحج والعمرة على كافة المستويات.
ويُعد التعاون بين "سدايا" ووزارة الداخلية في تنفيذ هذه المبادرة مثالًا حيًا على نجاح النموذج السعودي في التفاعل بين الجهات الحكومية لتقديم حلول متكاملة قائمة على الابتكار، حيث تجتمع التقنية، والخبرة التشغيلية، والدعم اللوجستي، في إطار تنسيقي يسعى إلى تقديم خدمة فريدة ومثالية لضيوف الرحمن، في كل خطوة من رحلتهم المباركة.
ويشير هذا النجاح إلى أن السعودية لا تكتفي بتطوير خدماتها داخل حدودها فقط، بل باتت تمتد بخبراتها وتجاربها إلى الخارج، عبر مبادرات استراتيجية تضع راحة الحجاج في صلب أولوياتها، وفي هذا السياق، تظهر "سدايا" كلاعب محوري، يعزز من مكانة المملكة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويؤكد أن التحول الرقمي السعودي ليس مشروعًا محليًا فحسب، بل تجربة قابلة للتصدير والنمو.
وفي ظل ما تقدمه "سدايا" من دعم مستمر في تنفيذ مبادرة "طريق مكة"، تتجسد رؤية المملكة في جعل الحج تجربة روحية متكاملة، تسير بسلاسة وتُدار بكفاءة، مع الاستفادة القصوى من التقنية في خدمة الإنسان، كما تؤكد هذه الجهود أن المملكة ماضية بخطى واثقة نحو تحقيق طموحاتها في أن تكون نموذجًا عالميًا يحتذى به في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة القطاعات الحيوية، وعلى رأسها خدمة ضيوف الرحمن.