وزارة الحج والعمرة: شرب السوائل سر أداء مناسك آمنة لكل حاج

في إطار استعداداتها الصحية والوقائية لموسم الحج، شددت وزارة الحج والعمرة يوم الأربعاء على أهمية شرب السوائل لضيوف الرحمن أثناء تأدية مناسك الحج، لما له من دور محوري في الحفاظ على صحة الحجاج ومساعدتهم على اجتياز مشقة أداء المناسك بسلام وأمان، وأوضحت الوزارة عبر منشور توعوي على منصتها الرسمية في "إكس" أن شرب السوائل بشكل منتظم أثناء بذل الجهد البدني هو من العادات الصحية التي ينبغي الالتزام بها طوال فترة الحج، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج.
وأكدت الوزارة أن الإكثار من شرب السوائل والمرطبات له أربع مزايا رئيسية تساعد الحاج على أداء مناسكه براحة وأمان، وأولا، تعمل السوائل على تعويض ما يفقده الجسم من سوائل وأملاح نتيجة التعرق الكبير الناتج عن المشي الطويل والتنقل بين المشاعر، وهي خسائر فسيولوجية قد تضر بوظائف الجسم ما لم يتم تعويضها بشكل سريع، وثانيًا، تسهم السوائل في الحفاظ على درجة حرارة الجسم ضمن المستويات الطبيعية، وتمنع ارتفاعها المفرط الذي قد يسبب الإنهاك الحراري أو ضربة الشمس، وهما من أكثر الحالات الطارئة التي يتعرض لها الحجاج في الأجواء الحارة.
إقرأ ايضاً:فرص لا تُفوّت: أمانة جدة تطلق استثمارات واعدة تغيّر وجه المدينة!ثورة التصوير تبدأ من HONOR 400: كاميرا خارقة وتحرير إبداعي بالذكاء الاصطناعي!
وتكمن الميزة الثالثة في قدرة السوائل على تقليل الشعور بالإجهاد البدني والعقلي، حيث يساهم الترطيب الجيد في رفع كفاءة الأداء البدني وتحسين التركيز الذهني، مما يساعد الحاج على استكمال مناسكه بسهولة واطمئنان دون أن يعاني من الإنهاك، أما الميزة الرابعة، فهي دعم التوازن الداخلي للجسم وتنشيط الدورة الدموية، مما يحافظ على كفاءة القلب والكليتين ويمنع تكدس السموم داخل الجسم، خاصة في ظل النشاط الحركي المتواصل الذي يتطلب من الجسم بذل جهد استثنائي.
ودعت الوزارة جميع الحجاج إلى حمل عبوات المياه بشكل دائم معهم، وتناول السوائل على فترات متقاربة حتى في حال عدم الشعور بالعطش، لأن الإحساس بالعطش قد لا يكون دائمًا مؤشرًا كافيًا على حاجة الجسم إلى الماء، كما حثت على تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو نسبة عالية من السكر، لما لها من أثر عكسي في زيادة فقدان السوائل.
وفي ضوء ذلك، كثفت الفرق التوعوية واللوجستية في وزارة الحج والعمرة جهودها في توصيل رسائل صحية بسيطة وعملية لضيوف الرحمن، تشمل توزيع مطويات توعوية ونصائح ميدانية متعددة اللغات حول أهمية الترطيب والوقاية من الجفاف، إلى جانب التنسيق مع الجهات الصحية لتوفير مياه الشرب المبردة في المواقع الحيوية وعلى مسارات الحجاج.
وتأتي هذه التوجيهات ضمن منظومة شاملة أعدتها الوزارة بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان موسم حج آمن من المخاطر الصحية، لا سيما تلك المرتبطة بالعوامل الجوية والجهد البدني، وتعد هذه الجهود امتدادًا للنهج الوقائي الذي تبنته الوزارة منذ مواسم سابقة، والذي أثبت فعاليته في الحد من الحالات الصحية الحرجة بين صفوف الحجاج.
ويُعد الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم من أبرز عناصر الرعاية الذاتية التي يجب أن يلتزم بها الحاج، خاصةً في أيام ذروة الأداء مثل يوم التروية، والوقوف بعرفة، والتنقل إلى مزدلفة ومنى، وقد شهدت هذه الأيام عبر المواسم الماضية تسجيل عدد من الحالات المرتبطة بالإجهاد الحراري والجفاف، مما يجعل الالتزام بالنصائح الصحية وقاية أولى وأساسية تضمن سلامة الحجاج.
وبينما تواصل الوزارة تقديم الدعم والتوجيه، فهي تؤكد على أن وعي الحجاج وحرصهم على تطبيق الإرشادات الصحية يمثل الخط الدفاعي الأول لحماية أنفسهم، وهو ما يعكس التكامل بين الجهود الحكومية والوعي المجتمعي في إنجاح موسم الحج.