تيك توك تقترب من تسريح موظفيها في أميركا وسط غموض تجاري

تيك توك تقترب من تسريح موظفيها في أميركا
كتب بواسطة: حكيم الحاج | نشر في  twitter

في خطوة تعكس توتراً متصاعداً داخل أروقة شركة "تيك توك" في الولايات المتحدة، طلبت الشركة من موظفيها في قسم التجارة الإلكترونية العمل من المنزل، استعداداً لتلقي رسائل بريد إلكتروني تتعلق بما وصفته بـ"قرارات صعبة"، التحرك المفاجئ أثار قلق الموظفين، وأشار بوضوح إلى أن الشركة الصينية ربما تتهيأ لخفض أعداد من القوى العاملة ضمن هذا القطاع الحيوي، الذي أصبح مؤخراً ركيزة أساسية في استراتيجية النمو الخاصة بالشركة.

مصادر اطلعت على مذكرة داخلية كتبها مو تشينغ، المدير الجديد لمتجر "تيك توك" في أميركا، كشفت عن توجه الشركة نحو إعادة هيكلة عملياتها، تشينغ، الذي تولى المنصب الشهر الماضي عقب تغييرات إدارية بارزة، أكد أن "تيك توك" تراجع حالياً نماذج التشغيل بهدف تعزيز الكفاءة، وهي عبارة غالباً ما تمهد لقرارات تسريح موظفين ضمن بيئة الشركات التقنية.


إقرأ ايضاً:فرص لا تُفوّت: أمانة جدة تطلق استثمارات واعدة تغيّر وجه المدينة!ثورة التصوير تبدأ من HONOR 400: كاميرا خارقة وتحرير إبداعي بالذكاء الاصطناعي!

وأبلغ تشينغ الموظفين بتوقع تغييرات على المستويين التشغيلي والشخصي، مشيراً إلى أن هذه التحولات ستطال مركز عمليات التجارة الإلكترونية في أميركا وكذلك فرق الحسابات الرئيسية العالمية، ما يسلط الضوء على نطاق التغييرات المرتقبة التي قد لا تقتصر على السوق الأميركية وحدها، بل تمتد لتشمل هياكل داخلية أوسع على مستوى الشبكة الدولية للشركة.

اللافت أن هذه التطورات تأتي بعد فترة قصيرة من تغييرات في القيادة داخل قسم التجارة الإلكترونية، وتحديداً بعد استقدام تشينغ، أحد أبرز التنفيذيين السابقين في منصة Douyin الصينية الشقيقة لـ"تيك توك"، ما يشير إلى رغبة الشركة في نقل خبرات السوق الصينية إلى الولايات المتحدة، وربما فرض سياسات أكثر حدة في التعامل مع التحديات التشغيلية.

وتُقدّر أعداد العاملين في "تيك توك" في الولايات المتحدة بأكثر من ألف موظف يتمركزون بشكل أساسي في سياتل، مع وجود مكاتب فرعية في نيويورك وتكساس وكاليفورنيا، وقد عبّرت إدارة الشركة عن امتنانها لصبر الموظفين وتفهمهم في ظل هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، مما يعزز التكهنات حول قرارات قادمة قد تشمل تقليصاً للوظائف أو إعادة توزيع المهام.

رغم النمو السريع الذي يشهده متجر "تيك توك" الإلكتروني في الولايات المتحدة منذ إطلاقه، إلا أن الغموض يكتنف مستقبل التطبيق في هذا السوق الكبير، خصوصاً مع تصاعد التهديدات الفيدرالية بحظره في حال لم تُفصل ملكيته الأميركية عن الشركة الأم الصينية "بايت دانس"، هذه الضغوط السياسية، المتزايدة منذ إدارة ترامب، تضع الشركة في موقف دقيق يتطلب إعادة نظر استراتيجية في آلية عملها داخل البلاد.

وتزداد التحديات أمام "تيك توك" في ظل البيئة التجارية الأميركية المتغيرة، لا سيما بعد إعادة فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، وإلغاء إعفاء ضريبي كان يسمح بإدخال طرود صغيرة القيمة دون رسوم، وهو ما أثر سلباً على نماذج التجارة السريعة التي تعتمدها المنصة، ومع دخول هذه التغيرات حيز التنفيذ، يبدو أن "تيك توك" تسعى لتقليص التكاليف والاستعداد لتغيرات سوقية أعمق.

من جانب آخر، لا تزال الشركة تراهن بقوة على التجارة الإلكترونية كمصدر دخل بديل عن الإعلانات التقليدية، خاصة بعد أن شهدت نمواً ملحوظاً في معدلات الشراء داخل التطبيق، وتفوقت في فترة سابقة على منافسين مثل "شي إن" و"تيمو"، ومع ذلك، فإن هذا التفوق قد لا يكون كافياً لمواجهة التحديات السياسية والتجارية التي باتت تهدد استمرار "تيك توك" في السوق الأميركية.

وما يزيد من تعقيد المشهد هو الزخم السياسي الذي أُعطي لمشروع قانون الحظر، الذي أُقر بدعم من الحزبين في الكونغرس، بدعوى تهديد التطبيق للأمن القومي الأميركي، ومع اقتراب انتخابات جديدة، عاد الرئيس السابق دونالد ترامب للواجهة بتصريحات تصب الزيت على نار الجدل، مما قد يُعجّل باتخاذ قرارات مصيرية من جانب الشركة بشأن مستقبلها في البلاد.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook