كريم بنزيما يطيح برئيس الاتحاد: القصة الكاملة لخلاف بنزيما ولؤي ناظر

وسط حالة التألق التي يعيشها النجم الفرنسي كريم بنزيما، قائد نادي الاتحاد السعودي، خلال الموسم الرياضي الحالي، تتجدد الأحاديث حول الفارق بين شخصيته وأدائه بين الموسم الماضي 2023-2024 والموسم الحالي 2024-2025، ويبدو أن ما مرّ به اللاعب من تجاذبات إدارية داخل النادي ساهم في رسم ملامح جديدة لطريقة تعامله مع القضايا الفنية والإدارية، ما جعله أكثر تأثيرًا داخل أروقة الفريق الجداوي.
وتأتي في مقدمة تلك التحولات، الفترة التي شهدت حالة من الشد والجذب بين بنزيما ورئيس الاتحاد السابق لؤي ناظر، الذي تولى رئاسة النادي بعد تزكيته في الانتخابات لكنه لم يستمر طويلاً، حيث قدم استقالته في منتصف يوليو 2024، أي بعد أقل من عشرين يومًا على تسلمه المنصب رسميًا، وجاءت استقالة ناظر بعد خلافات نشأت مع الإدارة الربحية الممثلة في شركة كرة القدم، وتحديدًا مع المدير الرياضي الإسباني رامون بلانيس، حول هوية المدرب الجديد الذي سيخلف الأرجنتيني مارسيلو جاياردو.
إقرأ ايضاً:روسيا تدشن أول مطار رسمي للطائرات بدون طيار في جزيرة سخالينأميركا توضح اتفاقها مع الحوثيين وتحذر من التهوين من تهديدهم العسكري
الخلاف لم يتوقف عند الجوانب الإدارية فقط، بل تجاوزها ليشمل مواقف فنية حساسة، أبرزها التوتر الذي نشب بين ناظر وكريم بنزيما بخصوص بعض القرارات المتعلقة بالتعاقدات الجديدة، الإعلامي الرياضي محمد البكيري، المعروف بمتابعته الدقيقة لشؤون نادي الاتحاد، أشار إلى أن الخلاف كان عميقًا بين الطرفين، وأن بنزيما كان له رأي حاسم في بعض الملفات الحساسة التي سعى ناظر لحسمها.
ووفقًا للبكيري، كان ناظر يرغب في التعاقد مع المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي كان متاحًا في تلك الفترة، إلا أن بنزيما رفض هذه الخطوة، معتبرًا أن بيولي لا يلائم فلسفة الفريق الاتحادي ولا تركيبته الحالية، مفضلًا عليه الفرنسي لوران بلان، والذي يرى فيه النموذج الأنسب لقيادة الفريق فنيًا في تلك المرحلة، كما أبدى اللاعب الفرنسي اعتراضه على التعاقد مع الجناح البرازيلي جالينو، الذي انتقل لاحقًا إلى النادي الأهلي في يناير 2025، مُرجعًا السبب إلى أن أسلوب اللاعب لا يتناسب مع أسلوب لعب الاتحاد، في حين وافق على استقدام الهولندي ستيفن بيرجفاين الذي يعتبره أكثر انسجامًا مع متطلبات الفريق.
وفي تطور آخر، أفاد الإعلامي الرياضي عدنان جستنيه أن استقالة ناظر لم تكن مجرد قرار إداري، بل جاءت بعد ما وصفه بسحب الصلاحيات منه وتحويلها بشكل مباشر إلى بنزيما، ما دفع ناظر للشعور بالتهميش، خاصة بعد أن تم توقيع تفويض رسمي من مجلس إدارة الشركة يسمح له بالتفاوض مع مدربين ولاعبين، إلا أن هذا التفويض تم إلغاؤه بشكل مفاجئ لاحقًا وتحويل القرار إلى اللاعب الفرنسي، وهو ما أغضب ناظر ودفعه لمغادرة منصبه.
كتب جستنيه في تغريدة عبر منصة "إكس"، أن ناظر لم يكن ليعترض لو تم إبلاغه مسبقًا بحدود صلاحياته أو بوجود شخصية أخرى تملك القرار النهائي، لكنه وُضع في موقف محرج أمام الأجهزة الفنية واللاعبين، خاصة بعد أن أجرى مفاوضات رسمية باسم النادي، وأضاف أن طريقة إدارة الملف كانت غير موفقة، وأسهمت في زيادة حدة التوتر داخل أروقة النادي.
وفي سياق متصل، لم تكن تلك الأحداث نهاية القصة، بل مجرد فصل من فصول التحول الذي قاده بنزيما في نادي الاتحاد، حيث تُوّجت خطواته داخل النادي بالنجاح لاحقًا، وتمكن من قيادة الفريق لتحقيق بطولة دوري روشن السعودي للموسم الجاري، متفوقًا على غريمه التقليدي الهلال قبل جولتين من نهاية المسابقة، ما عكس مدى تأثيره الكبير في توجيه المسار الفني للنادي.
ولا تتوقف طموحات الاتحاد عند هذا الإنجاز، حيث يستعد حاليًا لخوض نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام نادي القادسية في نهاية مايو، في محاولة لتحقيق الثنائية المحلية، ما يمنح بنزيما وزملاءه فرصة لكتابة فصل تاريخي جديد في مسيرة النادي.
القصة هنا لا تُختصر فقط في صراع إداري بين رئيس ولاعب، بل تكشف أبعادًا جديدة لتحوّل دور اللاعبين في الأندية الحديثة، وكيف يمكن لنجم بحجم كريم بنزيما أن يمتلك تأثيرًا يتجاوز المستطيل الأخضر، ويمتد إلى القرار الفني والتكتيكي وحتى الإداري، في ظل بيئة رياضية متغيرة وتوجهات حديثة في عالم الاحتراف.