حرس الحدود يُحبط تهريب 300 كجم من القات في عسير

في إنجاز أمني جديد يؤكد يقظة وجاهزية الجهات المختصة، تمكنت الدوريات البرية لحرس الحدود في قطاع الربوعة بمنطقة عسير من إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من نبات القات المخدر تقدر بـ200 كيلوجرام، وذلك ضمن الجهود المستمرة للتصدي لعمليات تهريب المخدرات التي تستهدف أمن وسلامة المجتمع، وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من النجاحات الأمنية التي حققتها المملكة في مكافحة آفة المخدرات، والتي لا تزال تشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة الأفراد واستقرار المجتمعات.
ولم تقتصر العملية على إحباط الشحنة الأولى فحسب، بل تمكنت نفس الدوريات وفي ذات القطاع من القبض على خمسة مخالفين لنظام أمن الحدود من الجنسية اليمنية أثناء محاولتهم تهريب 100 كيلوجرام إضافية من نفس المادة، ليصل إجمالي ما تم ضبطه إلى 300 كيلوجرام من نبات القات، وهي كمية ضخمة تكشف عن حجم المحاولات المستمرة لاختراق الحدود وإغراق الداخل بالمواد المخدرة.
إقرأ ايضاً:رسمياً "بلدي +" أول منصة خرائط سعودية بمزايا غير مسبوقة للمواطن والمقيم!قطر تُعيد هيكلة سوق العمل وتكشف عن نسبة توطين عالية
وقد باشرت الجهات المعنية استكمال الإجراءات النظامية الأولية بحق المتورطين، فيما جرى تسليم المضبوطات والمهربين إلى جهة الاختصاص لاتخاذ ما يلزم من إجراءات وفقًا للنظام، ويأتي هذا التحرك السريع والحاسم ليعكس التنسيق الفعال بين مختلف الأجهزة الأمنية في المملكة، خصوصًا في المناطق الحدودية التي تعد خطوط مواجهة أولى مع شبكات التهريب المنظمة، وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه العمليات تتطلب استعدادًا دائمًا ويقظة عالية، نظرًا لاستخدام المهربين أساليب متنوعة ومتطورة في محاولاتهم لاختراق الرقابة الحدودية، بما في ذلك التخفي والتمويه والاستعانة بوسائل نقل غير تقليدية.
وفي هذا السياق، تؤكد الأجهزة الأمنية أن النجاحات المتواصلة في التصدي لهذه الأنشطة الإجرامية لم تكن لتتحقق لولا تكامل الأدوار بين رجال حرس الحدود والدعم التكنولوجي المقدم لهم، إضافة إلى التعاون المستمر مع الجهات الرقابية الأخرى مثل المديرية العامة لمكافحة المخدرات، كما أن رفع مستوى الوعي لدى المواطنين والمقيمين حول خطورة المخدرات يعد أحد المحاور الأساسية في التصدي لهذه الظاهرة، وهو ما تعمل عليه الجهات المختصة من خلال الحملات التوعوية المستمرة والدعوة إلى الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.
الجهات الأمنية بدورها لم تغفل عن دعوة جميع المواطنين والمقيمين إلى القيام بدورهم الوطني والإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بتهريب أو ترويج المخدرات، مع تأكيدها أن جميع البلاغات تعامل بسرية تامة لضمان سلامة المبلغين وتوفير بيئة آمنة للتعاون المجتمعي.
ولا يخفى على أحد أن نبات القات، رغم كونه أقل شهرة من بعض المواد المخدرة الأخرى، يُصنف كمادة ذات تأثير نفسي، ويمنع تداوله وتعاطيه في المملكة نظرًا لما يسببه من أضرار صحية ونفسية على المتعاطين، فضلًا عن ارتباطه بأنشطة إجرامية منظمة تمتد جذورها إلى خارج الحدود، ومن هذا المنطلق، فإن استمرار المملكة في تنفيذ عمليات ضبط ناجحة كهذه يُعدّ جزءًا من استراتيجية أمنية أشمل تهدف إلى تطهير المجتمع من كل ما يُهدد أفراده، ويحفظ سلامة الوطن واستقراره في وجه التحديات.