استجابة للضغوط: تيك توك تُفعّل أدوات راحة نفسية للمراهقين

tiktok
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في خطوة تُظهر التزامًا متجددًا بسلامة المستخدمين، أعلنت منصة "تيك توك" عن إطلاق ميزة جديدة تستهدف تحسين الصحة النفسية للمراهقين، من خلال تقديم جلسات استرخاء موجهة تلقائيًا للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، بعد الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي لكل دولة، المبادرة تأتي في ظل تصاعد الجدل العالمي حول تأثير منصات التواصل على الصحة النفسية للشباب، حيث تسعى تيك توك لطمأنة الرأي العام بأنها تأخذ هذه المسألة على محمل الجد.

الميزة الجديدة، التي تم تعميمها بعد سلسلة من التجارب المحدودة، تقوم بتشغيل جلسات صوتية هادئة مرفقة بتوجيهات للاسترخاء، وهي امتداد لتجربة سابقة قامت بها المنصة تحت اسم "الاسترخاء الليلي"، وكانت حينها مقتصرة على تشغيل مؤثرات صوتية بسيطة لتذكير المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا بضرورة الابتعاد عن الشاشات قبل النوم.


إقرأ ايضاً:تحذيرات أرصاد عاجلة: رياح قوية تجتاح المملكة وتحذيرات من انخفاض الرؤيةبطاريات "أكترون الصحراء" و"شاهين ستارت" تدخل أسطول "يلو"

ويبدو أن التحديث الأخير أكثر شمولًا من سابقه، حيث أصبح يشمل فئة عمرية أوسع من المراهقين، كما أنه لم يعد حكرًا على هذه الفئة فقط، إذ بات بإمكان المستخدمين البالغين الاستفادة منه أيضًا في حال تفعيل خيار "ساعات النوم" من خلال إعدادات "وقت الشاشة" داخل التطبيق، هذه الخطوة قد تعكس نية المنصة في التوسع بخدماتها المعنية بالرفاه النفسي إلى كافة المستخدمين.

وقد كشفت تيك توك عن نتائج مبشّرة من فترة التجريب الأولى، حيث حافظ نحو 98% من المستخدمين دون سن 16 عامًا على تفعيل ميزة التأمل، ما يشير إلى تقبل واسع للميزة الجديدة وإلى وجود حاجة فعلية بين المراهقين لمثل هذا النوع من المحتوى الذي يساعدهم على تنظيم أوقاتهم والحد من الاستخدام الليلي المفرط.

من الناحية التقنية، يُمنح المستخدم في البداية إمكانية تجاهل أول تنبيه عند الساعة العاشرة مساءً، لكن في حال استمراره في التصفح، يظهر له تنبيه آخر بملء الشاشة يصعب تجاوزه، مما يجعل من الصعب تجاهل التذكير بالراحة الذهنية، هذه الآلية تعكس توجّه تيك توك إلى أسلوب ناعم لكنه فعال في تشجيع المستخدمين على أخذ فترات راحة.

ورغم التحديات التي تواجه المنصة عالميًا، خصوصًا في الولايات المتحدة حيث تواجه خطر الحظر الكامل ما لم تتخلّ عن عملياتها المحلية بحلول 19 يونيو المقبل، فإن الشركة لم تتوقف عن تطوير أدواتها المرتبطة بالسلامة الرقمية، هذه المبادرات تعكس مساعيها للتأكيد على أنها ليست فقط منصة ترفيه، بل تسعى أيضًا لتحمّل جزء من المسؤولية الاجتماعية تجاه مستخدميها.

وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من المبادرات التي أطلقتها تيك توك خلال الأشهر الماضية، منها أدوات تتيح للآباء تحديد أوقات استخدام التطبيق لأطفالهم، في محاولة لخلق بيئة رقمية أكثر توازنًا بين الترفيه والحياة اليومية، وقد لاقت هذه الأدوات ترحيبًا من بعض المؤسسات المعنية بحماية الطفل، إلا أن الجدل لا يزال قائمًا حول ما إذا كانت الإجراءات كافية في ظل التأثير الواسع للمنصة.

في النهاية، يبدو أن تيك توك تسير على خيط رفيع بين الحفاظ على جاذبية محتواها وبين الالتزام بالمعايير العالمية للسلامة الرقمية، خاصة في ما يتعلق بالمراهقين، ومع استمرار الضغوط السياسية والتنظيمية، قد يكون تعميم هذه الميزات بمثابة محاولة جادة لتهدئة المخاوف وتحسين صورة المنصة عالميًا.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook