ثورة بصرية وتقنية جديدة: "جوجل" تكشف النقاب عن التصميم الأجرأ لأنظمة "أندرويد 16" و"وير أو إس 6"

كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ في مسيرة تطويرها البرمجي، أعلنت شركة "جوجل" الأمريكية إطلاق معاينة بصرية شاملة لنظامي التشغيل الجديدين "أندرويد 16" و"وير أو إس 6"، مقدمة بذلك لمحة غير مسبوقة عن مستقبل تصميم الهواتف والساعات الذكية ضمن منظومتها الرقمية، ويعد هذا الإعلان، الذي جاء قبيل انعقاد مؤتمرها السنوي للمطورين، الأول من نوعه من حيث التركيز البصري على واجهات المستخدم وتفاصيل التفاعل اليومي معها.

وأبرز ما يميز هذه التحديثات هو إعادة تصور شاملة للهوية البصرية لأنظمة التشغيل، وهي هوية تتجه نحو المزيد من "الطبيعية" و"المرونة"، وفق وصف الشركة، مع تقديم تجارب أكثر تخصيصًا وسلاسة، وبحسب الخبراء، فإن ما كشفته "جوجل" يشير إلى تحول كبير في فلسفة التصميم البرمجي، يُركّز على المزج بين الجمال الوظيفي وسهولة الاستخدام.


إقرأ ايضاً:"هيونداي" تدشّن أول مصنع لها في الشرق الأوسط من قلب السعودية: خطوة استراتيجية نحو ريادة صناعية إقليميةوزارة الحج تؤكد: الإقرار الجمركي للحجاج عند حمل مبالغ مالية تتجاوز 60 ألف ريال

وفي "أندرويد 16"، تقدم جوجل تصميمًا محدثًا يستند إلى حزمة "ماتيريال 3 إكسبريسف"، والتي تمثل التطور الأحدث في إطارها التصميمي "Material You"، ويشمل التحديث ألوانًا ديناميكية أكثر جرأة، وخيارات طباعة بأحجام أكبر، ورسومًا متحركة سلسة وتفاعلية، ما يمنح المستخدمين شعورًا جديدًا بالحيوية والبساطة في آنٍ واحد.

والتجربة البصرية في "أندرويد 16" لا تقف عند الشكل، بل تمتد إلى إحساس المستخدم الفعلي عند التفاعل مع الجهاز، فمثلًا، عند إزالة الإشعارات أو التبديل بين التطبيقات أو حتى تحريك شريط الصوت، سيشعر المستخدم بردود فعل لمسية متقنة تعزز الإحساس بالتفاعل الحي مع الهاتف، وهذا النوع من اللمسات الدقيقة يرفع مستوى التواصل بين الإنسان والجهاز إلى آفاق جديدة من الاستجابة والتخصيص.

كذلك، تمنح جوجل المستخدمين قدرة أكبر على التحكم في إعدادات الهاتف من خلال تحديثات مرئية ومرنة في واجهة الإعدادات السريعة، فبإمكانهم الآن تغيير حجم الإعدادات، وإعادة ترتيبها بما يتوافق مع أولوياتهم، بالإضافة إلى خاصية "تمويه الخلفية" الجديدة التي تضيف عمقًا بصريًا لتجربة التصفح.

واحدة من أكثر الميزات المنتظرة في "أندرويد 16" هي خاصية "الأنشطة المباشرة"، وهي نسخة جوجل الخاصة من الإشعارات الديناميكية التي تظهر على الشاشة الرئيسة وتحت شريط الإشعارات، وتشمل هذه الميزة تتبع الأنشطة الجارية مثل التنقل عبر الخرائط، وتتبع طلب سيارة الأجرة، أو توصيل الطعام، المثير في هذه الميزة أنها ستعمل أيضًا على شاشة الهاتف الدائمة التشغيل (Always On Display)، ما يمنح المستخدم تحديثًا لحظيًا دون الحاجة إلى لمس الجهاز.

ومن المقرر أن تتاح هذه الميزة مبدئيًا لمستخدمي النسخة التجريبية من أندرويد 16، على أن تُطرح رسميًا في تحديث لاحق خلال العام الجاري، أما بالنسبة لنظام "وير أو إس 6"، فقد ركزت "جوجل" على تقديم تجربة جديدة تتوافق مع طبيعة الشاشات الدائرية للساعات الذكية، وتمثلت أبرز التحسينات في إعادة هيكلة الواجهة لتكون أكثر كفاءة في استغلال المساحات الصغيرة، وأسهل في التنقل، وأكثر ملاءمة للنقر السريع.

ومن بين التحديثات اللافتة، اعتماد سمات لونية موحدة على مستوى النظام، ما يمنح المستخدم شعورًا بالتماسك والخصوصية، كما تم تعزيز سلاسة الرسوم المتحركة، وتوفير تجربة أكثر انسيابية أثناء التنقل بين التطبيقات أو تصفح الإشعارات، وفي سياق تحسين الأداء، أعلنت "جوجل" أن التحسينات التي أدخلتها على "وير أو إس 6" ستسهم في زيادة عمر البطارية بنسبة تصل إلى 10%، وهو ما يعد خبرًا سارًا لمستخدمي الساعات الذين يبحثون عن تجربة استخدام أطول وأكثر موثوقية.

ومن أبرز المفاجآت في نظام الساعات الجديد، هو تقديم "جوجل" لمساعدها الذكي الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي "Gemini AI Assistant" على ساعات "وير أو إس"، ويمثل هذا الدمج بين الذكاء الاصطناعي والأجهزة القابلة للارتداء نقطة تحول في طريقة تفاعل المستخدمين مع ساعاتهم الذكية، إذ سيسمح لهم هذا المساعد بتنفيذ مهامهم اليومية بسرعة وذكاء، بدءًا من جدولة الاجتماعات وحتى الرد على الرسائل وإجراء عمليات البحث.

وتأتي هذه التحديثات البصرية والتقنية بعد سنوات من تركيز "جوجل" على تحسين الأداء والكفاءة البرمجية دون تغيير جذري في التصميم العام، ومع احتدام المنافسة مع أنظمة مثل "iOS" من آبل و"One UI" من سامسونج، يبدو أن "جوجل" اختارت هذا العام لأن يكون عام "الهوية الجديدة" لأنظمتها، سواء من حيث الشكل أو التفاعل.

ومن المتوقع أن تكشف "جوجل" عن مزيد من التفاصيل حول نظامي "أندرويد 16" و"وير أو إس 6" خلال مؤتمر Google I/O المقبل، حيث يُنتظر أن يتم الإعلان عن موعد الإصدار الرسمي والهواتف والساعات المدعومة بهذه الأنظمة.

وتمثل التحديثات الجديدة في "أندرويد 16" و"وير أو إس 6" قفزة نوعية في مسار التطوير البرمجي لشركة "جوجل"، وبينما تتطلع الشركة إلى إرساء معايير جديدة في تصميم وتخصيص واجهات الاستخدام، يبدو أن التجربة الجديدة تستهدف ليس فقط راحة المستخدم، بل أيضًا إحساسه بالجمال والانسيابية والتفاعل الذكي، وفي ظل السباق المحموم بين عمالقة التقنية، قد تكون هذه الخطوة بمثابة صفحة جديدة تفتحها "جوجل" في كتاب المنافسة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook