عاجل: وصول الرئيس الامريكي ترمب الى الرياض ف ياول زيارة خارجية له وتوقعات بشراكة استراتيجية

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، صباح اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025، إلى العاصمة السعودية الرياض، في أول زيارة خارجية له منذ بدء ولايته الثانية، حيث حطت طائرته في مطار الملك خالد الدولي وسط ترحيب رسمي حافل، وتأتي هذه الزيارة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في ظل متغيرات إقليمية ودولية حاسمة.
تعد الرياض الوجهة الأولى في جولة ترمب الخليجية التي تشمل أيضاً قطر والإمارات، حيث تمتد الزيارة من 13 إلى 16 مايو، واختيار المملكة كمحطة افتتاحية يعكس مكانتها كركيزة للاستقرار في المنطقة، كما يؤكد عمق الشراكة التي تمتد لأكثر من تسعة عقود بين البلدين، وقد وصف ترمب الزيارة بأنها "تاريخية"، مشيراً إلى أهميتها في تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني.
إقرأ ايضاً:ترامب ومحمد بن سلمان: شراكة استراتيجية بطموح يتجاوز التريليون دولارهيوماين تعيد رسم خريطة التقنية من قلب المملكة إلى العالم
شهدت شوارع الرياض استعدادات مكثفة لاستقبال الرئيس الأمريكي، حيث زينت بالأعلام السعودية والأمريكية، في مشهد يعكس حفاوة الاستقبال، ويرافق ترمب وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومسؤولين، إلى جانب رجال أعمال يمثلون كبرى الشركات الاستثمارية الأمريكية، مما يشير إلى توقعات بتوقيع صفقات اقتصادية ضخمة خلال الزيارة.
من المقرر أن يشارك ترمب في القمة الأمريكية الخليجية، بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي واستقرار أسواق الطاقة، كما ستتناول المحادثات ملفات حساسة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات في البحر الأحمر، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في قطاع غزة.
تكتسب الزيارة أهمية خاصة في ظل التوقعات بإبرام "صفقة الألفية"، وهي اتفاقية تعاون نووي سلمي تتيح للسعودية تطوير برنامجها النووي، وهو ما يعكس طموح المملكة لتنويع مصادر طاقتها، كما يشير إلى تحول في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، حيث أفادت تقارير بأن واشنطن تسعى لتعزيز علاقاتها مع الرياض دون ربطها بتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
تأتي هذه الزيارة في سياق إقليمي معقد، حيث يبرز دور السعودية كوسيط في النزاعات الدولية، فقد رحبت المملكة بفكرة استضافة قمة أمريكية روسية محتملة لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا، مما يعزز مكانتها كمركز للحوار الدولي، ويؤكد ثقلها السياسي على الساحة العالمية.
من المتوقع أن تشهد الزيارة إعلانات عن استثمارات ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، إلى جانب مبيعات أسلحة كبيرة، وهو ما سيعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي من خلال توفير آلاف الوظائف، كما ستعزز هذه الصفقات من رؤية السعودية 2030، التي تسعى لتحقيق تحول اقتصادي شامل.
رحب مجلس الوزراء السعودي، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بزيارة ترمب، معبراً عن تطلعه لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وأكد المجلس أن الزيارة ستسهم في تحقيق رؤية مشتركة للأمن والازدهار، مستندة إلى تاريخ طويل من التعاون الثنائي بدأ عام 1933.
تسلط الزيارة الضوء على التحولات الكبرى في العلاقات السعودية الأمريكية، حيث تسعى الرياض لوضع نفسها كقوة اقتصادية ودبلوماسية عالمية، ويبرز اختيار ترمب للمملكة كوجهة أولى تأكيداً على هذا الدور، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مواجهة التحديات الجيوسياسية.
في ختام الزيارة، يتوقع المراقبون أن تترك بصمة قوية في مسار العلاقات بين واشنطن والرياض، مع تعزيز الثقة المتبادلة، وتأسيس مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، التي ستشكل نموذجاً للتعاون بين القوى العالمية في ظل عالم متغير.