هيوماين تعيد رسم خريطة التقنية من قلب المملكة إلى العالم
تواصل المملكة العربية السعودية خطاها المتسارعة نحو ترسيخ مكانتها العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي، في إطار رؤية طموحة تهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا للتقنية والابتكار الرقمي.
وفي خطوة استراتيجية جديدة تعكس هذا التوجه، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، عن إطلاق شركة "هيوماين"، إحدى الشركات المملوكة للصندوق، والمتخصصة في تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، واستثمار إمكاناته في خدمة أهداف المملكة التنموية والتقنية.
إقرأ ايضاً:14 ألف طالب سعودي في أمريكا: التعليم يعزز جسور المعرفة العالميةإنقاذ الأسواق من كارثة صحية: كمامات منتهية على وشك التوزيع في جدة
ويأتي إطلاق "هيوماين" كجزء من سلسلة من المبادرات الكبرى التي تبنتها السعودية في السنوات الأخيرة، لتأسيس بنية تحتية معرفية وتقنية متينة، تعزز من قدرتها التنافسية وتدعم الاقتصاد الوطني عبر أدوات الذكاء الاصطناعي.
وستعمل الشركة الجديدة على تطوير نموذج لغوي ضخم باللغة العربية، بما يسهم في سد الفجوة التقنية والمعرفية في المحتوى العربي الرقمي، ويوفر بيئة تقنية متقدمة قادرة على خدمة المستخدمين في العالم العربي والإسلامي وفقًا لأعلى معايير الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول.
ويُعد تأسيس "هيوماين" امتدادًا طبيعيًا للجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة منذ إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019، والتي تولت مهمة قيادة استراتيجيات المملكة في هذا القطاع الحيوي، كما يمثل إطلاق الشركة ثمرة من ثمار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أُطلقت عام 2020، والتي تستهدف تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية، وتحقيق التنمية المستدامة عبر حلول مبتكرة تعتمد على البيانات والتقنيات الحديثة.
وتؤكد هذه الخطوة سعي المملكة إلى تعزيز الاستثمار المحلي والدولي في قطاع الذكاء الاصطناعي، خصوصًا بعد أن خصصت أكثر من 20 مليار ريال سعودي ضمن ميزانية عام 2025 لمبادرات الابتكار الرقمي، واستقطبت استثمارات ضخمة بقيمة 15 مليار دولار خلال مؤتمر "ليب 2025"، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة من الشركات العالمية في السوق السعودي كوجهة واعدة في مجال التقنية.
وتُبنى توجهات "هيوماين" على أهداف صندوق الاستثمارات العامة في دعم النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل الوطني، من خلال الاستثمار في القطاعات المستقبلية ذات التأثير العالمي، كما تهدف الشركة إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز ريادتها في مجالات الابتكار عبر تطوير تقنيات محلية قادرة على المنافسة عالميًا، ودعم البحوث والتطوير في المؤسسات الأكاديمية والمراكز المتخصصة.
وقد خطت المملكة خطوات بارزة في تأسيس بيئة حاضنة للابتكار، من خلال إنشاء مراكز بحثية مرموقة مثل مركز الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى شراكات استراتيجية مع شركات كبرى كـ"مايكروسوفت" و"أمازون".
كما نظّمت فعاليات دولية مؤثرة في هذا المجال، أبرزها "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، والتي عززت من حضور المملكة كلاعب رئيس في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي.
وبإطلاق "هيوماين" تؤكد المملكة التزامها بالتحول إلى دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي، ليس فقط من حيث الاستهلاك والتطبيق بل أيضًا من خلال التطوير والإنتاج وتصدير الحلول التقنية إلى العالم، ضمن رؤية استراتيجية تجعل من التقنية أداة محورية في صياغة مستقبل المملكة وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية.