أحمد عطيف يثير الجدل: الشباب أولى من النصر بدعم صندوق الاستثمارات

نادي النصر السعودي.
كتب بواسطة: محمد حازم | نشر في  twitter

في تصريح أحدث ضجة واسعة في الأوساط الرياضية السعودية، طالب نجم نادي الشباب السابق، أحمد عطيف، بمنح نادي الشباب أولوية في الدعم من صندوق الاستثمارات العامة، بدلاً من نادي النصر، وذلك قبيل انطلاق فترة الانتقالات الصيفية، وجاءت تصريحات عطيف لتعيد تسليط الضوء على ملف دعم الأندية الكبرى في دوري روشن للمحترفين، وسط تساؤلات متزايدة حول معايير هذا الدعم ومدى عدالته.

ومنذ إطلاق مبادرة الاستثمار في القطاع الرياضي، عمد صندوق الاستثمارات العامة إلى توجيه دعم مباشر لأربعة أندية كبرى في المملكة، وهي الهلال، النصر، الأهلي، والاتحاد، في إطار رؤية 2030 التي تهدف إلى تطوير القطاع الرياضي وتحويله إلى أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، وقد انعكس هذا الدعم في شكل صفقات عالمية واستقطابات ضخمة لأسماء كروية بارزة، أبرزها صفقة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر.
إقرأ ايضاً:ضربة أمنية جديدة لمروجي المخدرات: الإطاحة بمروجي سموم في القصيم هل تحسم قبل كأس العالم للأندية 2025 | "المريسل" يكشف 3 صفقات مستهدفة من الهلال!

لكن في ظل تباين النتائج الفنية بين هذه الأندية، تصاعد الجدل في الشارع الرياضي حول جدوى هذا التوزيع، ومدى ارتباطه بما تقدمه هذه الأندية من نتائج داخل الملعب، وفي حديثه لبرنامج "دورينا غير"، أكد أحمد عطيف أن نادي الشباب، الذي يُعد من أعرق أندية المملكة، يستحق الدعم من صندوق الاستثمارات بالنظر إلى ما يقدمه من مستويات فنية ثابتة، وأداء تنافسي في دوري روشن، على حد تعبيره.

وأضاف عطيف: "من غير المنطقي أن يستمر دعم صندوق الاستثمار لنادي النصر الذي لم يحقق أي بطولة خلال الموسمين الأخيرين، في الوقت الذي يصارع فيه الشباب بثبات ويثبت أنه رقم صعب في المسابقة"، وتابع: "الاتحاد عاد هذا الموسم بقوة واقترب من حسم لقب الدوري، والأهلي استعاد بريقه وتُوج ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، فيما الهلال يواصل حضوره القوي، أما النصر، فالأداء الفني لا يوازي حجم الدعم الذي يحصل عليه".

وتعكس أرقام دوري روشن للمحترفين هذا الموسم حقيقة الأداء الفني لأندية القمة، حيث يتصدر نادي الاتحاد جدول الترتيب برصيد 74 نقطة، ويليه الهلال بـ 65 نقطة، ثم القادسية بـ 62 نقطة، فالأهلي بـ 61 نقطة، ويأتي النصر خامسًا بـ 60 نقطة، وبالنظر إلى حجم الصفقات التي أبرمها النصر، وعلى رأسها صفقة رونالدو، يتوقع المتابعون أن يحقق الفريق نتائج أفضل بكثير، إلا أن التذبذب في الأداء، والابتعاد عن منصة التتويج، طرح تساؤلات حول فاعلية استثمار الصندوق في النادي.

وليست هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها موضوع توزيع دعم صندوق الاستثمارات على أندية الدوري، فقد شهدت الفترة الماضية أصواتًا من داخل الأوساط الإعلامية والرياضية تُطالب بإعادة النظر في هذه السياسة، واعتماد معايير تعتمد على الأداء، الإنجازات، وتفاعل الجماهير، ويعكس تصريح أحمد عطيف، بصفته أحد أبناء نادي الشباب، هذا الاتجاه المتزايد نحو المطالبة بالمساواة والعدالة في الدعم، لا سيما في ظل سعي الأندية المتوسطة إلى المنافسة على قدم المساواة مع الرباعي المدعوم.

ويُعرف نادي الشباب بتاريخه العريق وإنجازاته المتعددة في الكرة السعودية، ورغم أنه لم يكن ضمن الأندية التي حظيت بالدعم الاستثماري المباشر، إلا أن الفريق لا يزال يحافظ على هويته التنافسية، ويُقدم مستويات ثابتة في الدوري المحلي، ويرى المتابعون أن دخول صندوق الاستثمارات في دعم الشباب قد يُعيد التوازن إلى مشهد المنافسة، ويمنح الأندية الأخرى دفعة قوية لتطوير بنيتها الفنية والإدارية، خصوصًا مع ارتفاع سقف التوقعات بعد صفقات النجوم العالمية.

وأثارت تصريحات عطيف تفاعلاً واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى في حديثه دعوة عادلة للمساواة في الدعم، ومعارض يعتبر أن دعم صندوق الاستثمارات يتجاوز مجرد النتائج الآنية ويستند إلى خطط استراتيجية بعيدة المدى، كما طالب البعض بضرورة وضع معايير واضحة وشفافة لآلية توزيع الدعم بين الأندية، تشمل الأداء الفني، قاعدة الجماهير، الإنجازات المحلية والقارية، والقدرة التسويقية.

وفي خضم التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع الرياضي في السعودية، تُسلط مثل هذه التصريحات الضوء على الحاجة الملحة لإعادة تقييم استراتيجيات الدعم والتطوير، فبين طموحات الأندية التاريخية، وتطلعات الجماهير، يظل المعيار العادل والمستدام هو الضامن الوحيد لمستقبل كروي مزدهر ومنافسة نزيهة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook