جهود دولية لإدخال المساعدات إلى غزة وسط محادثات وقف إطلاق النار

تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكا دبلوماسيًا مكثفا، حيث تجري حركة حماس محادثات مباشرة مع مسؤولين أميركيين بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، وقد أشار قيادي في حماس إلى إحراز "بعض التقدم" في هذه المباحثات، معتبراً أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذه الجهود.
تأتي هذه المحادثات في ظل ظروف إنسانية صعبة يعيشها سكان غزة، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة والوقود والأدوية، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهرين، وقد أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من احتمال وقوع مجاعة وشيكة في القطاع.
إقرأ ايضاً:الموارد البشرية تعلن مهلة لتصحيح أوضاع العمالة المخالفة "6 أشهر"100 مركز توعوي في الرواق السعودي لخدمة ضيوف الرحمن
من جهته، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزامه بالمساعدة في إيصال الغذاء إلى الفلسطينيين في غزة، مشيراً إلى أن آلية تدعمها الولايات المتحدة لإيصال المساعدات ستدخل حيز التنفيذ قريبا، كما أعلن مبعوث واشنطن إلى إسرائيل أن هذه الآلية ستسهم في تخفيف معاناة السكان المدنيين في القطاع.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة بأن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يقود محادثات مع حماس عن طريق مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق موسع في غزة، وذكرت هذه المصادر أن العرض الأميركي يتضمن صفقة جزئية تبدأ بإطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين مقابل فترة من وقف الحرب قد تصل إلى 70 يوماً، يجري خلالها التفاوض على صفقة نهائية.
ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك عقبات تعترض طريق التوصل إلى اتفاق شامل، حيث تطالب حماس بوقف شامل لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، في حين تصر إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية حتى القضاء على حركة حماس، وقد أدى هذا التباين في المواقف إلى تعقيد المفاوضات وتأخير التوصل إلى اتفاق نهائي.
يذكر أن إسرائيل كانت قد استأنفت هجومها على غزة في 18 مارس (آذار) الماضي، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وقد أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل أكثر من 52,800 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة.
وفي ظل هذه التطورات، تتواصل الجهود الدولية لإحياء المفاوضات بين الأطراف المعنية، حيث تلعب كل من مصر وقطر دورا محوريا في تسهيل المحادثات بين حماس والولايات المتحدة، وتأمل هذه الدول في التوصل إلى اتفاق يضع حدا للمعاناة الإنسانية في غزة ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.
من جانبها، أعربت إسرائيل عن تأييدها للخطة الأميركية لتوزيع المساعدات في غزة، لكنها لا تزال متحفظة على بعض بنود الاتفاق المقترح، خاصة فيما يتعلق بوقف العمليات العسكرية بشكل كامل، وقد أدى هذا التحفظ إلى انتقادات دولية، حيث اعتبرت بعض الأطراف أن المبادرة الأميركية تغيب دور الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة، وتجري تغييرات واسعة على الهيئات الإنسانية الموجودة حاليا في غزة.
في هذا السياق، أكد مسؤولون أميركيون أن المحادثات مع حماس تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل يشمل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، مشددين على أن هذه الجهود تأتي في إطار السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ومع استمرار المحادثات في الدوحة، يترقب المجتمع الدولي نتائج هذه الجهود، آملاً في أن تسفر عن اتفاق يضع حدا للمعاناة الإنسانية في غزة، ويمهد الطريق لتحقيق سلام دائم في المنطقة.